17-يونيو-2018

سينا ميلر

ألتر صوت - فريق التحرير

رغم أنها تعطي الأولوية لكونها أمًّا في الوقت الحالي، إلا أن الممثلة وعارضة الأزياء البريطانية سينا ميلر تتمنى ألا ينقطع في داخلها شعف التمثيل. في الحوار المترجم الآتي نظرة مختلفة على عالم ميلر، التي درست في أكاديمية لي ستراسبرغ في نيويورك، وبدأت التمثيل منذ عام 2001، ومثلت في أفلام عديدة.


  • سيدة ميلر، لماذا توقفت عن أداء أدوار رئيسية في الأفلام كما حصل معك في فيلمي Foxcatcher وAmerican Sniper؟

أعتقد أن صعوبة الأمر تتعلق بكوني أمًّا. لقد أديت دورًا أساسيًا مثلًا في مسرحية، ولكن هذا أمر سهل جدًا مقارنة مع البقاء ثلاثة أشهر في التصوير. هذا واقع صعب في أية وظيفة، ولكن في التمثيل يكون الأمر معقدًا أكثر مع ضرورة التواجد بشكل مستمر وبدون انقطاع. أعتقد أن هذا أمر محير دومًا، أليس كذلك؟ ويصعب الوصول إلى حالة من التوازن: تحقيق طموحاتك الإبداعية والالتزام بواجباتك تجاه أسرتك. لذلك، فإن كوني أمًا الآن قد جعل شيئًا من طموحي يتراجع.

سينا ميلر: إن كوني أمًا الآن قد جعل شيئًا من طموحي يتراجع

  • وهذا أمر طبيعي لكل أب أو أم، أليس كذلك؟

بالتأكيد. أعتقد أنني أدرك أن هنالك ما هو أهمّ من عملي وتطلعاتي الشخصية، وهذا الأهم هو طفلي. لا أدعي أنني كنت الشخص الأكثر طموحًا في العالم، فقد اعتدت دومًا على منح الأولوية لعائلتي وأصدقائي، أو على تقليل التعارض بين التزاماتي في العمل والتزاماتي الأخرى. ولكني لا أرى أن العمل هو الأمر الوحيد الذي يحقق الرضا في الحياة.

ومع ذلك يبدو أن لديك فكرة واضحة عما تريدين تحقيقه في عملك؟

التمثيل في واقع الأمر هو الشيء الوحيد الذي أذكر أنني دومًا كنت أحلم في فعله. أتذكر وأنا صغيرة كيف كنت أمثل مسرحيات وأضع الأزياء الملائمة للأدوار. لا أعرف بالضبط ما الذي زرع حب التمثيل في نفسي إلى تلك الدرجة، ولكني لم أسمح لنفسي أن أتخيل أنني أقوم بأي شيء آخر. لم يكن بالإمكان أن أذهب إلى السينما دومًا، ولكني حين كانت تسنح لي الفرصة كنت أستمتع بذلك جدًا. لقد كانت أمي تأخذنا أحيانًا إلى السينما أو الباليه. أذكر جيدًا فيلم "آن ذات الألف يوم" بطولة ريتشارد بيرتون، وقد كان عن آن بولين، وكنت مغرمة بهذا الفيلم. أحببت كذلك فيلك "الحكاية التي لا تنتهي"، والممثلين من أمثال كاثرين هيبيرن، وجودي دينش، وكلارا باو، وندوم الأفلام الصامتة، وأفلام تشارلي تشابلين.

  • هذه اختيارات ليست سهلة بالنسبة لطفلة.

لقد كنت أتفاعل مع تلك الأفلام بعفوية تامة. كنت أقرأ الكثير من المسرحيات، وكنت دومًا أحب الأدب، وأعتقد أنني كنت أمتلك مخيلة خصبة، وهو أمر مثير وجميل أحيانًا، ولكنه قد يكون صعبًا ويخرج عن السيطرة في أحيان أخرى. أعتقد أن الأفلام والمسرحيات قد أثرت في الخيال الذي يساعد على التمثيل. ولهذا السبب أحب المسرح: البحث والتحقيق والتجربة.

  • هل تخشين تراجع هذا الشغف مع التقدم في العمر؟

لا أعتقد أنني سأتوقف يومًا عن الرغبة في رؤية الأشياء وتجربتها. أعتقد أن اليوم الذي تنتهي فيه هذه الرغبة لديك هو يوم نهايتك. لا أتخيل أبدًا أنني سأفقد الرغبة في الاستكشاف والنظر والتطور والنمو. هذا هو جوهر الوجود بالنسبة إلي، وأنا أحب عملي لهذا السبب، وأتمنى ألا يضيع هذا الشغف مع الزمن.

  • لقد تدربت مؤخرًا على يد طباخ حاصل على نجمة ميشلين من أجل أداء دور ما، أليس كذلك؟

نعم، وتراودني رغبة مع التقدم في العمر في أداء المزيد من ذلك، مثلما حدث في فيلم "لا لا لاند"، وتعلم كل تلك الرقصات والأغاني. لقد تعلمت أيضًا الرقص الشرقي واستخدام السيف، وأتيحت لي مرة فرصة استكشاف حياة رسام الخرائط والمستكشف بيرسي فوسيت وزوجته استعدادًا لدور في فيلم (The Lost City of Z)، وقد كان ذلك أمرًا ممتعًا، خاصة لأن من أعمل معهم ظنوا في البداية أني غير مناسبة لذلك الدور، لأني أميل للأمور الحديثة أكثر.

  • هل تعتقدين أن الناس لم يحسنوا اختيار الأدوار لك؟

بالضبط، وأظن أنه قد كان لدي إدراك قوي فيما يتعلق بالموضة والأزياء، وهو أمر لم يساعدني كثيرًا على الأرجح. ولكن حين أنظر لما قمت به الآن فإنني أجد أنني قد أديت العديد من الأدوار المختلفة، ولكني أحاول هذه الأيام أن أبدو مختلفة قدر الإمكان في كل فيلم جديد وذلك كي أوسع من آفاق من يعملون حولي. لا أدري إن كان الناس يمتلكون المخيلة التي تفترضين أنهم يتمتعون بها. فإن كانوا قد اختاروا مثلًا ممثلًا بني الشعر فإنهم يميلون عادة للبحث عن ممثلة بلون شعر مماثل! فالبعض في هوليوود ضيق الأفق إلى هذا الحد، وأعتقد أنه من أجل كسر هذه القيود فإنه لا بد من التغيير في الشكل. أعتقد أن يلزم التخلي عن غرورك في الأفلام. الممثلات في مقتبل العمر يقعن ضحية لهذه القيود، وأنا لست استثناء.

سينا ميلر: يلزم التخلي عن غرورك في الأفلام. الممثلات في مقتبل العمر يقعن ضحية لهذه القيود

  • وهل تعتقدين أنك عانيت في مسيرتك المهنية لذلك السبب؟

لم يكن الأمر في حالتي بذلك السوء، ولا أشعر أن من حولي ينتقصون من قدراتي دومًا، ولكني كنت دومًا أكافح وأنا في مستهل حياتي المهنية، خاصة حين تخيلت أني صنيعة الإعلام... لقد كنت أشاهد نفسي ولم أشعر أن ذلك أنا، وقد كان ذلك مرعبًا. كما أني لا أعتقد أن الآخرين يفترضون أنك ذكية أو مثقفة إن كنت ممثلة شابة في هوليوود، خاصة إن كنت إنجليزية وتحبين الاستمتاع بوقتك.

  • كيف تعاملت مع تلك التصورات غير الدقيقة؟

لقد قاومت كل ذلك. (تضحك). أعتقد أنني أفهم نفسي أكثر الآن، وهذا أمر جيد، ولكن هذا يعني أيضًا أنني أتقدم في السن. الأمومة تمنح الاستقرار من هذا الجانب. وفي حياتي الآن لم يعد من الصعب تجاوز كل ذلك لأني لا أعطيه أي اهتمام أو اعتبار. لم أعد امرأة بدون صوت وكيان، على العكس تمامًا. وأستطيع اليوم بكل قوة أن أواجه أي سلوك ينتقص من قيمتي، ولن أسمح لأي كان أن يفعل ذلك الآن، ليس في وجهي على الأقل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إيمي شومر: أعتمد في قراراتي على غرائزي

كيت بلانشيت: "لم أكن لأرضخ للتحرش الجنسي"