21-مايو-2017

السفير الفرنسي يشارك في نشاط مع تلاميذ مدارس في تونس (فيسبوك)

بات السفير الفرنسي بتونس أوليفي بوافر دارفور حديث مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في تونس طيلة الفترة الأخيرة، وذلك نظرًا لتواجد السفير في عديد التظاهرات العامة بل والخاصة، في مختلف مناطق البلاد، بشكل تجاوز النشاط المعتاد للسفراء.

أثار النشاط المكثف للسفير الفرنسي في تونس موجة نقد لدى شريحة واسعة من التونسيين الذين اعتبروا أنشطته تجاوزًا للأعراف الديبلوماسية

يشارك أوليفي بوافر دارفور في حملات تنظيف الشواطئ، ويرقص على إيقاع الموسيقى الشعبية التونسية، ويتجول في سوق شعبي شمال غرب تونس، كما ينشر صوره وهو يشتري البرتقال من إحدى الباعة المتجولين، هذه بعض أنشطة السفير الفرنسي بتونس الذي دائمًا ما يسعى لنشرها على صفحته الخاصة على موقع فيسبوك. حيث قام السفير، الذي تسلم مهامه بتونس في أيلول/سبتمبر الماضي، بجولات إلى معظم المحافظات التونسية، حتى بات التندر بكونه ينشط أكثر من المسؤولين الحكوميين المحليين.

ويبدو أن المشاركة الكثيفة للسفير أوليفي بوافر دارفور في مختلف المناسبات والتظاهرات الشبابية والثقافية تعود لولعه بالثقافات، فهو كاتب سبق أن ألف عديد الروايات، كما شغل قبل تعيينه سفيرًا المتحف الوطني للبحرية في فرنسا.

اقرأ/ي أيضًا: المازري الحداد:من بن علي إلى ماري لوبان..عاشق الذل

وقد أثار النشاط المكثف للسفير موجة نقد لدى شريحة واسعة من التونسيين الذين اعتبروا أنشطته تجاوزًا للأعراف الديبلوماسية، خاصة وأنه سفير فرنسا دولة الاستعمار السابقة وما يعنيه ذلك من حساسية في هذا الجانب.

وقد تصاعدت موجة الانتقادات بعد استضافة السفير الفرنسي أوليفي بوافر دارفور في برنامج حواري على القناة الرسمية تحدث فيه عن محدودية إنتاج النفط في تونس، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه البلاد حركة احتجاجية، جنوب البلاد، تطالب بالشفافية في استغلال النفط وتخصيص نسبة من عائداته لمواطني الجنوب.

وقد سبق وصرّح عضو البرلمان عمار عمروسية عن الجبهة الشعبية المعارضة، أن أنشطة السفير الفرنسي هي "نوع من التدخل في الشأن الوطني". وتتزايد هذه الاتهامات خاصة مع لقاءات السفير بوزراء ومسؤولين حكوميين. بينما قارن آخرون بين الآداء الضعيف والباهت لسفراء تونسيين في عديد الدول ونشاط السفير الفرنسي، الذي اعتبروه اجتهادًا وخدمة لبلده.

ويعتبر مراقبون أن الأداء المكثف للسفير أوليفي بوافر دارفور يأتي في إطار "تصحيح" خطأ ديبلوماسي قام به فور وصوله لتونس حينما صرّح أن مهمته هي توفير الأمن للجالية الفرنسية بتونس، وهو ما أثار حينها موجة استنكار واسعة بين التونسيين.

ورغم تحفظ شريحة واسعة من التونسيين على الأداء المكثف للسفير، فإن ذلك لم يمنع أن تنتشر حملة سخرية منه على منصات التواصل الاجتماعي. حيث انتشرت صور ساخرة تظهر السفير يقدم في النشرة الجوية، للإشارة لكثرة ظهوره في وسائل الإعلام. كما انتشرت صور ساخرة له وهو في دور المفتي أو "المسحراتي" في رمضان.

تندر وسخرية على مواقع التواصل من الحضور اللافت للسفير الفرنسي في الشأن التونسي

تندر وسخرية على مواقع التواصل من الحضور اللافت للسفير الفرنسي في الشأن التونسي

تندر وسخرية على مواقع التواصل من الحضور اللافت للسفير الفرنسي في الشأن التونسي

 

اقرأ/ي أيضًا:

برود الدبلوماسية التونسية في الملف الليبي

كيف قدم الرئيس السيسي درسًا في الدبلوماسية؟