11-نوفمبر-2016

عضو مجلس الشيوخ الأمريكي بيرني ساندرز (Getty)

اعترف بيرني ساندرز أن دونالد ترامب تمكن من الوصول إلى كرسي رئاسة الولايات المتحدة عن طريق الاستفادة من الغضب المتصاعد من الطبقة الوسطى الآخذة في الاضمحلال في الولايات المتحدة ضد مؤسسات الدولة. وبينما احتشد آلاف من الناس للاحتجاج على فوز ترامب بسباق الرئاسة في المدن الأمريكية الكبرى فإن ساندرز الذي خاض سباقًا محمومًا ضد هيلاري كلينتون للفوز بترشيحات الحزب الديمقراطي، قال إنه "مستعد للعمل مع الرئيس المنتخب لمساعدة الأسر العاملة".

قال ساندرز إن ترامب تمكن من الوصول إلى رئاسة الولايات المتحدة عن طريق الاستفادة من غضب الطبقة الوسطى ضد مؤسسات الدولة الأمريكية

ولكن ساندرز، الذي يطلق على نفسه، "حامل لواء الاشتراكية الديمقراطية" قال إنه يعارض بشدة السياسات المتحيزة ضد المرأة، وكراهية الأجانب، ومعاداة البيئة التي ظهرت بوضوح في حملة ترامب.

اقرأ/ي أيضًا: اختيار ترامب..قلق عالمي خجول

وكان ساندرز، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت، قد أيد على مضض كلينتون في مسعاها المحموم على كرسي الرئاسة بعدما اشتبك معها سابقًا مرارًا وتكرارًا في سباقهما على ترشيحات الحزب الديمقراطي، واصفًا إياها بأنها "عضو في نخبة سياسية فقدت مصداقيتها".

العديد من المعلقين عزوا شعبية ساندرز وخاصة بين الشباب إلى الغضب ضد مؤسسات الدولة وخاصة بعد الانهيار المالي عام 2008. وفي بيان له بعد الانتخابات، قال ساندرز أن ترامب أراد تسخير هذا الغضب لصالحه وذكر ساندرز في تصريحه قائلاً: "لقد استغل دونالد ترامب غضب الطبقة الوسطى، التي أصبحت متعبة ويائسة من مؤسسات الدولة السياسية والاقتصادية والإعلامية".

وأضاف ساندرز: "الناس تعبت من العمل لساعات أطول مقابل أجور أقل، ومن رؤية وظائف لائقة تذهب إلى الصين وإلى غيرها من الدول ذات الأجور المنخفضة، ومن رؤية أصحاب البلايين الذين لا يدفعون ضريبة الدخل، ومن عدم قدرتهم على تحمل الأعباء المادية لتعليم أبنائهم في الجامعات، ومن الأغنياء الذين يزدادون ثراء". وخلص ساندرز إلى القول: "إذا كان السيد ترامب فعلًا جادًا في العمل على سياسات جادة لتحسين حياة الأسر العاملة في هذا البلد فأنا والتقدميين الآخرين مستعدين للعمل معه". وأضاف: "وإذا كان جادًا في السياسات التي تقف مع العنصرية والتمييز الجنسي وكراهية الأجانب ومعاداة البيئة فنحن سنقف ضده وبقوة!".

 اجتاحت المظاهرات المعادية لترامب الشوارع في الولايات المتحدة بسبب عنصريته وكراهيته للأجانب التي جعلها صلب حملته الانتخابية

اقرأ/ي أيضًا: من الملام على فوز ترامب؟

وبينما بدأ مواطنون وزعماء العالم يتعاملون مع فكرة وصول الرئيس الجمهوري إلى البيت الأبيض فقد اجتاحت المظاهرات المعادية لترامب الشوارع في الولايات المتحدة بسبب عنصريته وكراهيته للأجانب، التي جعلها صلب حملته الانتخابية.

فقد نظمت مظاهرات في مدن أمريكية عدة من بينها مدينة نيويورك وشيكاغو وسان فرانسيسكو وأوكلاند وفيلادلفيا وسياتل. وفي مانهاتن، احتشد الناس في "الجادة السادسة" رافعين شعارات معادية لترامب منها " ترامب ليس رئيسي" و"ارفع يدك عن بلادي أيها المتحرش" في إشارة إلى أحد الفيديوهات المسربة له، يحكي فيها عن تحرشه بالنساء ببساطة معتمدًا على شهرته!. المتظاهرون الذين تنقلوا من ميدان يونيون سكوير، واصلوا طريقهم إلى أحد أبراج ترامب الرئيس المنتخب. وقد غنى المتظاهرون أمام البرج: "اللعنة على برجك، اللعنة على جدارك".

كما احتشد أيضًا الآلاف من المتظاهرين في شوارع شيكاغو وهي ولاية ديمقراطية بامتياز صوتت لهيلاري بأغلبية كبيرة، وقد قام المتظاهرون بتسمية مظاهرتهم "طوارىء الاحتجاج ضد ترامب" وأغلقوا حركة المرور في الشوارع في أوقات الذروة رافعين شعار "ليس رئيسي". وقاد العديد من المظاهرات الكبيرة شباب من المدارس الثانوية وطلاب الجامعات، منها مدرسة بأكملها خرجت للتظاهر في بيركلي – كاليفورنيا.

كما كانت الاحتجاجات أيضًا في ولاية أريزونا وبنسلفانيا وأوريغون، وبحلول المساء، وصلت الاحتجاجات إلى سياتل وأوكلاند في الساحل الغربي. وفي بريطانيا، قال زعيم العمال جيرمي كوربين إن "انتخاب ترامب هو رفض لا لبس فيه للمؤسسة السياسية وللنظام الاقتصادي الذي لا يعمل ببساطة لصالح معظم الناس، بل إنه السبب في عدم المساواة المتزايدة والركود وانخفاض مستويات المعيشة بالنسبة للأغلبية، سواء في الولايات المتحدة أو بريطانيا". وأضاف أن "هذا الإجماع على الرفض كان نتيجة فشل اقتصادي اجتمعت عليه الآراء ونخبة حاكمة فاشلة لم تستمع إلى الناس والغضب الشعبي هو الذي دفع ترامب إلى مكتب الرئاسة وهو الذي سيؤدي إلى اضطرابات سيشهدها العالم أجمع".

الترجمة بتصرف: المقال الأصلي : Bernie Sanders: Donald Trump harnessed anti-establishment anger

اقرأ/ي أيضًا: 

السيسي يهنئ ترامب..وعود وكيمياء متبادلة