12-نوفمبر-2017

الكاتبة والمترجمة التونسيّة إيناس عباسي

"منزل بورقيبة" (دار الساقي، 2017) الرواية الثانية للكاتبة والمترجمة التونسيّة إيناس عباسي، تدور أحداثها في قرية منزل بورقيبة، مسقط رأس الروائيّة، مما يمنحها شكلًا قريبًا من السيرة الذاتيّة، رغم أنها منشغلة بالهم العام. فرواية "منزل بورقيبة" هي فعلًا حكايات الآخرين أكثر من كونها حكاية شخصيّة، خصوصًا وأنّها تتمحور حول فكرة الهجرة التونسيّة بحثًا عن عملٍ وحياة أفضل.

تركّز إيناس عباسي في روايتها "منزل بورقيبة" على موضوعة الهجرة

تقول إيناس عباسي لـ"ألترا صوت": "اخترت في الرواية العمل على تيمة الهجرة، حيث نشأت في مدينة يحلم فيها الجميع تقريبًا بالهجرة، ومن النادر أن تجد عائلة لا يوجد بها من هاجر أو يخطط ويفكر في الهجرة للعمل في بلد أوروبي. وحكاية حبيب ونور الدين كانت فكرة مثيرة بالنسبة لي وتحدِّيًا كبيرًا لخيالي، حيث حصل فعلًا أن هاجر عدد صغير من التونسيين في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي باتجاه أمريكا، ومن بينهما أخوان هاجرا أيضًا إلى أمريكا في الوقت الذي كان فيه التونسيون في بلدان أوربيّة. ومن هناك بدأت الحكاية، وبدأ التحدّي الذي تمثّل في القدرة على وصف مدينة شيكاغو الأمريكيّة التي لم أزرها من قبل، وربطها بمدينة منزل بورقيبة، أو كما سماها الناس في التسعينات؛ شيكاغو أو باريس الصغيرة في تسمية أخرى".

اقرأ/ي أيضًا: ممدوح رزق.. إلى أطفال الثمانينيات في مصر

تضيف إيناس عباسي: "رواية "منزل بورقيبة" في الظاهر تتبعٌ لحكاية حبيب، الأخ الأكبر الذي هاجر عبر سلسلة من المصادفات تبدأ في باريس لتوصله إلى شيكاغو، وحكاية أخيه نور الدين الذي اختفى بعد التحاقه به وغاب لأكثر من ثلاثين سنة. يدعي حبيب أن لا معرفة له بمصير أخيه. هل افترقا لأجل امرأة؟ هل اختفى نور الدين بسبب جريمة قتل غامضة؟ حكايات متداخلة مثل خيوط بكرة صوف تحاول جيهان الراوية الأساسية (ابنة حبيب) أن تفكها. ما بين تونس وشيكاغو رحلة بين الماضي والحاضر لكنها أيضًا حكاية تونس. تونس بعد الاستقلال وتحرر المرأة التونسية من هيمنة المجتمع في الماضي من خلال شخصية مريم وصوفيا والجدة لطيفة الأمية التي تتحول الى امرأة معتدة بنفسها بفضل دخولها لمجال التجارة".

منزل بورقيبة

أمّا بشأن ما دفع إيناس العباسي لكتابة "منزل بورقيبة" فتقول: "في الحقيقة حملت فكرة هذه الرواية معي منذ سنوات من دون تخطيط أو قصد. باعتبار أن خالي الأكبر (حبيب في الرواية) هاجر فعلًا لأمريكا والتحق به خالي الثاني (نور الدين في الرواية) ثم اختفى بعد أقل من سنة. ظلت هذه الحكاية مثل الأحجية أو اللغز الذي لم تمتلك العائلة إجابة له. كبرت وأنا أستمع لأمي وخالاتي يتحسرن على هذا الخال المفقود منذ أربعين سنة، وكثيرًا ما ركبت سيناريوهات وتفسيرات لهذا الاختفاء في عقلي. الفادح الذي جعلني أقرر الكتابة هو وفاة خالي الأكبر (حبيب في الرواية) حيث فكرت أنه وبوفاته حمل معه كل إمكانية للوصول إلى خالي الغائب".

إيناس عباسي: من غير المعقول أن يكون ماضينا أجمل من حاضرنا!

لا توجد رسالة معينة تريد رواية "منزل بورقيبة" إيصالها كما تقول إيناس عباسي، "بل صرخة تنبيه وخوف على مكاسبنا الحقوقية والثقافية. ففي الرواية هناك زمنان متوازيان: الحاضر في بداية الثورة وكل الحرائق التي أشعلت لسبب أو آخر باسم السلطة الأبوية مرة، ومرة باسم السلطة الدينية، وزمن ماض هو زمن تونس بعد الاستقلال وتحرر المرأة التونسية من الأمية والسعي لتحقيق استقلاليتها بالعمل والإنجازات التي تم تحقيقها. فمن غير المعقول أن يكون ماضينا أجمل من حاضرنا!".

اقرأ/ي أيضًا: إلياس خوري: مهمة الأدب أن يغيّر الأدب

يُذكر أنّ إيناس عباسي مترجمة وكاتبة أدب أطفال، بالإضافة إلى كتابة القصّة القصيرة والشعر، وصدر لها في الشعر: "أسرار الريح" و"أرشيف الأعمى". وفي الترجمة: "رو" للروائيّة الفيتناميّة كيم ثوي، و"شجرة البرتقال الحزينة" للكاتب خوسيه ماورو دي فاسكونسيلوس.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أليف شفق تكتب رواية ستُنشر بعد 100 عام في "مكتبة المستقبل"

رواية "أثر على أثر".. تقلبات روسيا المعاصرة