30-يناير-2017

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي(آدم بيري/Getty)

بأكثر من السخرية، وأقل قليلًا من الضحك، تفاعل المصريون مع خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال جلسات مؤتمر الشباب في أسوان. بدت الرسائل أكثر بعدًا عن الواقع، واستعطافًا لكل الطوائف في مصر أكثر ممّا سبق، وهو ما ارتدّ إليه بتعليقات لم تهدأ حتى بعد ختام المؤتمر، الذي تقرّر أن يكون شهريًا بحضور الرئيس. ورغم غضب أهل النوبة بأسوان من النظام المصري إلَّا أن رسائل السيسي لم تنتبه لها.

كعادته وجه السيسي، خلال مؤتمر أسوان، لومًا إلى المصريين مفاده أنكم "نسيتم بلدكم"، مضيفًا "المواطنين عاوزين الحكومة تقوم بعمل كل شيء"

"الصعايدة أحسن ناس"

زيارة السيسي إلى أسوان من الزيارات الرئاسية المحدودة إلى الصعيد، استغلها السيسي في استمالة الجميع إليه، واستعطاف فئات واسعة كانت تقف ضده، خاصة من أهالي النوبة، الذين يعتبرون الدولة استولت على أراضيهم، فقال: "الصعايدة أحسن ناس.. أرجل ناس وأحسن ستات". وأضاف: "أحسن ناس مش جلابية ونكتة". لفتت ردود السيسي، التي بدت مفتعلة، وتشبه "أمسيات الأفراح" انتباه الجميع، خاصة حين قال إنه لا يرضيه "الاستهانة بالصعايدة".

اقرأ/ي أيضًا: وثائق المخابرات الأمريكية..أسرار ما قبل 25 يناير

"يا أهل الشر.. سيبونا نعيش"

عاد السيسي إلى تعبيره المفضل "أهل الشر". فقد قال، خلال مؤتمر الشباب بأسوان، إن الدين أكرم شيء في الوجود محاولًا الإشارة إلى جحيم الإرهاب، وتابع: "أنا بكلم أهل الشر إذا كنت متصور إنك هتخش الجنة واحنا ناس مش كويسين، سبنا بقى نعيش في الدنيا بس وبعدين احنا بنقول لك عيش معانا، وبعدين خش الجنة إذا كنت هتخشها".

لم تكن جملة السيسي مفهومة، ولا مرتبة، وهو ما أثار موجة سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلّا أنه اختتمها بقوله "هناك دول لم تعد منذ انهيارها بسبب التطرف والإرهاب، فيه دول لها 40 سنة ومارجعتش تاني" فكان ذلك قريبًا من المعنى الذي يريد أن يصل إليه، ويؤكّد عليه بشكل مستمر.. حجّة الإرهاب التي لا تنتهي.

هل زاد عن ذم أهل الشر؟.. لم يكن الخطاب ليفوت دون أن يزيد: "يا ساتر على أهل الشر وتخطيطهم لإيذائنا، رغم فقرنا هنطلع قدام ونبقى كبار". الكلمة استغلها بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وطرحوا السؤال الأهم على السيسي، إلا أنه لم يجِب، والسؤال هو: "احنا فقرا قوي ولا قد الدنيا؟".

اقرأ/ي أيضًا: هل تذهب تيران وصنافير إلى التحكيم الدولي؟

"عملتوا ايه يا مصريين؟"

ليست المرة الأولى التي يعاتب السيسي المصريين خلالها، ففي مؤتمر الشباب بشرم الشيخ وبّخ المصريين على عدم تحملهم التداعيات الاقتصادية لقرارات استيراد السلاح المتوالية، عاب عليهم كثرة الشكوى، وقال إن ثلاجته ظلّت 10 سنوات خالية من كل شيء عدا "زجاجتي مياه".

في أسوان، أكَّد على المعنى ذاته، ولكن بصيغة مكررة أهالت بالتراب على ما يقوله. وتابع: "اللي بيتكلم ويقول إني وعدت بتحسين الأوضاع بعد 6 أشهر، طيب أنا عملت اللي عليا، لكن هل اللي طلبته منكم عملتوه يا مصريين؟".

وأوضح وجهة نظره، التي ظلّت غير واضحة، قائلًا: "زيادة معدلات النمو السكاني عقبة أمام التنمية الاقتصادية.. يا ترى أنتم عملتوا ايه في المشكلة دي؟".

"انتو عاوزني أعملكم كل حاجة؟"

خلال مؤتمر أسوان وجه لومًا إلى المصريين مفاده أنكم "نسيتم بلدكم"، وهو مضمون رسالة سابقة أكّد عليها في شرم الشيخ خلال مؤتمر الشباب الماضي، لكن في أسوان كانت صيغة أخرى جاهزة حاضرة، قال: "المواطنين عاوزين الحكومة تقوم بعمل كل شيء، إلا أني مش قادر، مش كـ عبد الفتاح؛ ولكن الحكومة.. ولو هاقدر كنت عملت.. انت عايزني أعمل لك كل حاجة.. ياريت أقدر، دا في مواطنين مارضيوش يدفعوا حق وصلة الصرف الصحي لغاية بيتها، وبعد كده بترجع تشتكي". طرح اللوم قلقًا حول الرئيس على فيسبوك وتويتر، فالرجل يقول خلال المؤتمر دون أن يجد من يقاطعه أو يعارضه، ووفقًا لقول بعض النشطاء فإن لقاءات الشباب مع السيسي تشبه لقاءات جمال مبارك مع الشباب، التي شهدتها نهاية سنوات مبارك: "كلام إنشائي ومكلمة بلا داعٍ".

الفكرة ذاتها أكّد عليها أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكى المصري، الذي قال إن "مؤتمرات السيسي للشباب تكرار لتجربة جمال مبارك وجيل المستقبل، التي اختار فيها مجموعات من الشباب يرتدون زيًا موحدًا ويردّدون كلامًا متشابهًا".

اقرأ/ي أيضًا: 

25 يناير..حماية الارتجال بعيدًا عن العاطفية