05-ديسمبر-2017

ليو تولستوي (1828 ـ 1910)

باعتماد حكومة الاستقلال الوطني في الجزائر عام 1962 الخيار الاشتراكي وانحيازها للمعسكر الشّرقي، انضاف الأدب الرّوسي إلى الأدبين العربي والفرنسي في تشكيل الوعي الأدبي للكتّاب والقرّاء في الفضاء الجزائري.

في الجزائر، تشكّل جيل ميّال إلى المدوّنة الأدبية الرّوسية، خلال العقود الثلاثة التي تلت الاستقلال الوطني

لقد تشكّل جيل ميّال إلى المدوّنة الأدبية الرّوسية، خلال العقود الثلاثة التي تلت الاستقلال الوطني، من خلال البعثات العلمية والفنية إلى الاتحاد السوفييتي، ومن خلال منشورات "دار التقدّم" المترجمة إلى اللغة العربية، والتي كانت تباع بأسعار رمزية في المكتبات وعلى الأرصفة، مقدّمةً نصوص أرباب الأدب والفكر الرّوسيين.

اقرأ/ي أيضًا: تشيخوف.. تداعيات شخصية 

تأتي كتب ليون تولستوي (1828 ـ 1910) في مقدّمة الكتب الرّوسية المترجمة إلى اللغتين العربية والفرنسية، التي أثّرت في الفضاء الجزائري، إلى درجة أنها ساهمت في تكريس تيار الأدب الواقعي فيه، خاصّة روايتيه "الحرب والسّلام" و"آنّا كارنينا". كما ساهم كتابه "مملكة الرّب داخلك" في ميل بعض الشخصيات الرّاديكالية الجزائرية إلى منطق المقاومة السّلمية، تمامًا كما أثّر في خيارات شخصيات عالمية أخرى مثل المهاتما غاندي ومارتن لوثر كينغ جونيور.

انطلاقًا من هذه الظّلال، ينظّم قسم اللغتين التّركية والرّوسية في جامعة الجزائر الثّانية، يومي 04 و05 كانون الأول/ديسمبر الجاري، ملتقًى وطنيًا تحت شعار "ليون تولستوي: المثقف والأديب العالمي"، وفق دراسات لسانية وأدبية وفلسفية ونفسية واجتماعية لآثار تولستوي وتأثيرها في الأدب العالمي بصفة عامّة، والكاتب والباحث والطالب الجزائري بصفة خاصّة.

من بين المداخلات المبرمجة ''رأي ليف نيكولايفتش تولستوي في المسيحية والإسلام'' للباحث عبد الوهاب مصيبيح، و''أنا كارينينا: النص المتشعب بين الشاعرية والسياسة'' للباحث محمد إسماعيل عبدون، و''الفن ووظيفته من خلال كتاب تولتسوي ما الفن؟" للباحث حميد بوحبيب، و''ليون تولستوي في الأدب التركي'' للباحث بكير أوجاك، و''تولستوي في النقد الثقافي'' للباحث وحيد بن بوعزيز.

لم يكن تولستوي مجرد كاتب فقط، بل كان مصلحًا ومفكرًا وفيلسوفًا أيضًا

يقول المشرف العام على الملتقى ورئيس قسم اللغة الرّوسية في جامعة الجزائر الثّانية الزّين بن عثمان إن المحاور الكبرى للملتقى شملت اللسانيات مثل مصطلح الإرهاب لغويًا عند تولستوي، والأدب والثقافة مثل  تأثير تولستوي على الأدب المعاصر، وعلم النّفس مثل معالجة بعض الظواهر النفسية من منظور تولستوي كالقلق والاكتئاب والانتحار والخيانة الزوجية، وعلم الاجتماع مثل الفرد وعلاقته بالمجتمع في أعمال تولستوي، والفلسفة مثل فلسفة تولستوي بين التأثر والتأثير، الواقع والخيال، الدنيا والآخرة. لنقول إن هذا الرّجل لم يكن مجرد كاتب فقط، بل كان مصلحًا ومفكرًا وفيلسوفًا أيضًا. وإن رصيده لم يعد حكرًا على الرّوس فقط، بل هو إرث إنساني".

اقرأ/ي أيضًا: الشيطان مرّ بموسكو

إن هذه التظاهرة العلمية، يضيف محدّث "الترا صوت"، فرصة لإظهار التقاطع بين اللغات العديدة التي تدرّس في الجامعة الجزائرية، العربية والروسية والتركية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية والإسبانية، إذ ستلقى المداخلات بهذه اللغات. ومحاولة لايجاد أوجه التشابه والاختلاف في طريقة ومكانة دراسة وتحليل مؤلفات هذا الكاتب الإنساني الرّمز.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فالح عبد الجبّار.. دولة فاشلة في الدولة الفاشلة

"الأركانة العالمية" لشاعر الطوارق محمدين خواد