09-أبريل-2017

راشد دياب/ السودان

1- عرس الزين لـ الطيب صالح

كتب الطيب صالح رواية "عرس الزين" سنة 1962. الزين هو درويش القرية، شكله عكس اسمه. بسن واحدة في كل فك، وليس في وجهه المستطيل حواجب ولا أجفان ولم تنبت له لحية ولا شارب، عيناه صغيرتان محمرتان كأنهما غائرتان في كهف. يكاد الحب لا يغادر قلب هذا المبروك الذي يعشق كل فتاة يراها، ومن شدة براءته يعلن حبه لها في كل القرية، والغريب أن إعلانه لحبه يتحوّل إلى نوع من الدعاية للفتيات، فيأتي من يطلبونهن للزواج على الفور. هكذا راحت الأمهات يستخدمن الزين وقلبه للترويج لبناتهن ويسخرن من ثقة أم الزين بأن ابنها سيتزوج.

[[{"fid":"70061","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":304,"width":200,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

يمثل الزين بساطة الحياة وطلاقتها العفوية، هو رمز الطبيعة، والحب والحرية، يوحّد بين الناس ويحطم الحواجز، يجعل الرجال يجالسون النساء، ويقرّب بين الفلاحين والبدو، وعلى المستوى الديني هو من أتباع الرجل الصالح المسمّى بالحنين، الذي يضعه الكاتب في مواجهة شيخ الجامع الفظّ والقاسي.

الرواية التي تقوم على سرد تفاصيل حفلة زفاف الزين من أجمل بنات القرية، تريد أن تقول لنا إن روح هذا المسكين الملأى بالحبّ والحياة وحّدت أهل قريته السودانية بالفرح، عبر رمزية العرس.


2- الياطر لـ حنا مينه

نشرت رواية "الياطر" للروائي السوري حنا مينه عام 1973. الرواية التي تعني المرساة، تُروى بلسان الصياد زكريا المرسلني، الذي يقتل صاحب خمّارة في اللاذقية ويهرب ليعيش في غابة على الحدود السورية التركية، وهناك يصادف الراعية التركية شكيبة، في الحقيقة هو يسميها بهذا الاسم لأنه لا يجد وسيلة للتكلم معها.

خلال فترة وجوده في الغابة يروي زكريا ماضيه الشخصي كاملًا، فنراة شخصًا بهيميًا يعيش لإشباع غرائزه فقط، ولا هم له إلا شرب الخمر ومعاشرة النساء والتباهي بشجاعته. 

تتحول الراعية التركية إلى صلة وصل بين المرسلني والعالم الخارجي. يبدأ باصطاد السمك الذي يعطيه لها لتبيعه كي يتسفيد من ثمنه في إنشاء كوخه. المرسلني يقع في حب الراعية، ويتحول من ذلك الكائن البري المتوحش إلى إنسان حساس ومسؤول، وفي اللحظة التي يشعر فيها أن هناك خطرًا يداهم مدينته يقفز إلى البحر عائدًا على الفور.

[[{"fid":"70066","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"2":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":300,"width":200,"class":"media-element file-default","data-delta":"2"}}]]

يقول زكريا: "تخلصت من الدماء ولم أتخلص من الجروح، ظلت آثارها على جسمي، ما كان في وسعي إزالتها، وما كان في وسعي تجاهل معناها، ولكني كنت مضطراً إلى مواجهة الواقع". 


3- خالتي صفية والدير لـ بهاء طاهر

صدرت رواية "خالتي صفية والدير" للكاتب المصري بهاء طاهر في 1991. وقد تحوّلت إلى مسلسل تلفزيوني نال شهرة واسعة.

صفية شخصية على قدر كبير من التركيب والتعقيد. قتلت الملاريا أبويها، فعاشت يتمية في كنف أسرة الرّواي، وكان يتردد على هذه الأسرة شاب جميل وقوي اسمه حربي. حربي كان معادلًا موضوعيًا لصفية من حيث الشبوبية والجمال واليتم. صفية وقعت في حب حربي، بينما هو لم يكتف بأنه لم يبال بها، بل جاءها يومًا برفقة عجوز قريب له كان يعمل قنصلًا، ليخطبها له، فوافقت على الفور لشدة خذلان قلبها وروحها. 

تعيش صفية بهناء مع زوجها القنصل، وتلد له طفلًا تسميه حسان. لكنها تبدأ توغر قلب القنصل على حربي بأنه يبيّت شرًا لابنها حسان، ليظل هو الوريث الوحيد له. القنصل يقود حربي برفقة رجاله ويجلدونه إلى درجة تمزيق جلده. حربي يُفلت ويأخذ إحدى بنادق الرجل، ويطلق النار على القنصل ويرديه ميتًا. بمقتل القنصل يتحول ثأر صفية إلى أمر علني، بعد أن كان دافعها الحقيقي هو قتل حربي للحب.

[[{"fid":"70071","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"3":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":294,"width":200,"class":"media-element file-default","data-delta":"3"}}]]

ترسل صفية قاتلًا مأجورًا، لكن حربي يتخلص منه، ويموت لاحقًا بسبب المرض ما يجعل صفية تصل إلى الجنون لاشتداد الكراهية، وانسداد كل أفق للثأر.

يقول الرواي عن صفية: "كنت أعتبرها أجمل إنسانة في العالم، لا أستثني سوى فاتن حمامة التي وقعت في غرامها في فيلم شاهدته لها في سينما الأقصر".


4- اللجنة لـ صنع الله إبراهيم

صدرت طبعتها الأولى عام 1981. قصة الرواية تقوم على أن البطل، مجهول الاسم، سوف يقابل لجنة مجهولة الهوية. وسوف يتبين في سياق السرد أن هذه اللجنة تمثل كل الرأسمالية وقوى الاستخبارات والاستبداد. لا تخبرنا الرواية عن ماهية عن هذه اللجنة، لكنها تقول لنا إنها موجودة لتهشم ذات الإنسان وتشعره بأنه يعيش في سجن. 

في اللقاء الأول مع اللجنة، يُطلب من الكاتب، أو الراوي، أن يكتب تقريرًا عن أهم شخصية في العالم العربي، فيكتب عن "الدكتور"، وهو شخص مجهول، ولأنه يدخل في معلومات خطيرة، توقفه اللجنة عن متابعة هذا العمل، ويتبين أن الدكتور هو عضو رمزي في اللجنة، يتضح ذلك من بطاقة التعزية التي يرسلها عند موت العضو القصير.

[[{"fid":"70076","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"4":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":281,"width":200,"class":"media-element file-default","data-delta":"4"}}]]

ترسل اللجنة معه مراقبًا يضبط همساته وحركاته. في تعبير بليغ عن مدى عسف الرقابة التي دمرت حياة الإنسان العربي. يتساءل الرواي: "إن التعليمات المرفقة بالأدوية الأجنبية المباعة في بلادنا، توصي باستخدام جرعات أكبر من تلك التي توصي بها المرضى في بلادها الاصلية، فلماذا؟".


5- المتشائل لـ إميل حبيبي
رواية للكاتب الفلسطيني إميل حبيبي، صدرت عام 1974، وقد لاقت ترحيبًا كبيرًا لأنها رواية مباشرة عن حياة العرب تحت حكم الكيان الصهيوني المحتل، ولأهمية الحكاية التي تقدمها، وأيضًا لنصاعة الأسلوب الذي حمله قالب ساخر متهكم، مثّلت الرواية تجديدًا كبيرًا في الرواية العربية المعاصرة. 

تغطي "المتشائل" فترة عشرين عامًا، وتمر على حربي سنتي 1948 و1967، وتروي تفصيلات عن الصعوبات التي يعيشها عرب الأراضي المحتلة.

بطل الرواية هو سعيد أبو النحس المتشائل، شخص أحمق، يسرد أسرار حياته في دولة الاحتلال، على صورة رسالة إلى صديق لم يذكر اسمه. ويفعل ذلك بعد أن يكون قد سكن بأمان في مكان ما من الفضاء الخارجي بصحبة كائن من ذلك العالم، أتى خصيصًا لينقذ سعيد عندما كان يجلس على خازوق.

[[{"fid":"70081","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"5":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":304,"width":200,"class":"media-element file-default","data-delta":"5"}}]]

سعيد يحكي بحرية عن الفشل والتمرد والمقاومة والولاء والخيانة الفردية، قصته قصة حياة على شفير الأزمات، يمتزح فيها الهزلي بالمأساوي، وتبيّن التناقضات بين الاستعمار الصهيوني والمقاومة الفلسطينية. سعيد هو موالٍ وخائن ومخبر للدولة الصهيونية، لكن بلاهته وجنبه يجعلان منه ضحية أكثر من كونه وغدًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

4 روايات عربية من الممكن أن تصبح أفلامًا

4 روائيين مصريين نقلت أعمالهم إلى الشاشات