03-ديسمبر-2017

أعلن ترامب مقاطعته مؤتمرًا أمميًا حول الهجرة واللجوء (Getty)

نشر موقع مجلة فورين بوليسي تقريرًا خبريًا حول قرار دونالد ترامب، مقاطعة مؤتمر أممي خاص بالهجرة واللجوء، وانحساب بلاده من الاتفاق العالمي حول الهجرة، والسياق الذي تضمن اتخاذ هذا القرار. وفي السطور التالية ننقل لكم التقرير مترجمًا.


قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مقاطعة مؤتمر عالمي حول الهجرة، من المقرر أن يبدأ يوم غدٍ الإثنين، في بويرتو فالارتا بالمكسيك، مرسلًا بذلك إشارةً صريحة بأن الولايات المتحدة لم تعُد مهتمة بإقامة استجابةٍ منسقةٍ لأزمات الهجرة المتزايدة في العالم.

قرر دونالد ترامب مقاطعة مؤتمر أممي حول الهجرة واللجوء، وانسحاب بلاده من الاتفاق العالمي حول الهجرة

واتخذ ترامب هذا القرار يوم الجمعة الماضية، وهو يومٌ هيمنت عليه مفاوضات مجلس الشيوخ حول مشروع قانون ضريبة تاريخي. وهو قرار جاء فقط قبل أيام من الموعد المقرر للحكومة المكسيكية، أي غدٍ الإثنين، لاستضافة اجتماع يستمر ثلاثة أيام لتقييم المفاوضات حول اتفاق لضمان اتباع نهج أكثر إنسانيةً لحل أزمة أكثر من 60 مليون شخص شُرِدوا قسرًا نتيجة للصراعات أو الفقر أو تغير المناخ.

اقرأ/ي أيضًا: 15 مليون إنسان حول العالم بدون جنسية.. كارثة متعمدة وراء الستار

وأمس السبت، أبلغت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، الأمين العام أنطونيو غوتيريس، بأنها "أنهت مشاركتها في الاتفاق العالمي حول الهجرة".

وقد سلّط قرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب من المفاوضات، الضوء على التأثير المستمر لستيفن ميلر، مستشار السياسة العامة للبيت الأبيض، البالغ من العمر 32 سنة، والذي دافع عن جهود إدارة ترامب للحد من الهجرة إلى الولايات المتحدة بشكلٍ حاد. وفي الأسابيع الأخيرة، قاد ميلر الجهود من أجل الانسحاب من محادثات الهجرة خلال اجتماعات كبار مستشاري الأمن القومي الأسبوع الماضي، والتي كانت مخصصة لتحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك في المحادثات أم لا.

وحسب مصادر دبلوماسية مطلعة على المداولات، فإن رئيس أركان البيت الأبيض، جون كيلي، الذي قاد سابقًا الحملة التي شنها قسم الأمن الداخلي على المهاجرين غير الشرعيين، والمدعي العام، جيف سيسيونس، يؤيدان بشدة الانسحاب، الذي عارضته بدورها وزارة الخارجية في البدايةً، ولكن رئيس تخطيط السياسات، براين هوك، الذي مثّل وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، في اجتماع المستشارين، عكس مساره وأوصى بالانسحاب أو "تخريب" المفاوضات!

وانتهى الاجتماع إلى طريقٍ مسدود، حيث كانت نيكي هالي، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، صاحب المعارضة الوحيدة. وقالت نيكي هالي إن الولايات المتحدة سيكون لها تأثير أفضل على نتائج المفاوضات إذا شاركت في العملية، التي رفضها ترامب في النهاية.

وفي أيلول/سبتمبر 2016، استضاف الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، قمة دولة حول الهجرة واللاجئين، على أمل وضع مجموعة من المبادئ التوجيهية للجهد الدولي. وأيدت إدارة أوباما ما يُسمَّى بإعلان نيويورك الذي نتج عن ذلك الاجتماع.

وشمل الإعلان مجموعة من الالتزامات التي تهدف إلى ضمان حماية حقوق الإنسان للمهاجرين، وتعزيز التعاون الأمني على الحدود الدولية، وثني الحكومات عن احتجاز الأطفال المهاجرين. كما حدد الاتفاق مخططًا لمعاهدةٍ دولية، أو اتفاق، من المفترض أن تختمه الجمعية العامة للأمم المتحدة، في أواخر عام 2018.

وقالت نيكي هالي في بيانٍ صدر ليلة أمس عن البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، إن بلادها "تفخر بإرثها المهاجر، وقيادتها الأخلاقية القديمة لدعم المهاجرين واللاجئين حول العالم"!

انتقدت إدارة ترامب في بيانٍ لها إعلان نيويورك الأممي الصادر العام الماضي، والذي يتضمن مجموعة من الالتزامات لحماية حقوق المهاجرين

وأضافت: "لكن قراراتنا فيما يتعلق بسياسات الهجرة يجب أن تُوضَع دائمًا من قِبل الأمريكيين والأمريكيين وحدهم"، مُتابعةً: "سنقرر كيف نتحكم بشكلٍ أفضل في حدودنا ومن سيُسمَح له بدخول بلادنا. إن النهج العالمي في إعلان نيويورك غير متوافق مع سيادة الولايات المتحدة".

وفي بيانٍ منفصل، أشارت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، إلى أن "إعلان نيويورك يتضمن العديد من الأحكام التي لا تتفق مع سياسات الهجرة واللاجئين الأمريكية ومبادئ إدارة ترامب للهجرة. ونتيجةً لذلك، قرر الرئيس ترامب، أن الولايات المتحدة ستُنهي مشاركتها في عملية الإدماج".

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل صممت المنظومة الأمريكية لتحمّل رئيس مثل ترامب؟

داعشية جديدة يقودها ترامب