22-أبريل-2016

منصة تأكد.. لأن الخبر أمانة

بادر مجموعة من النشطاء الإعلاميين في الثورة السورية إلى إطلاق منصة "تأكد.. لأن الخبر أمانة" الإلكترونية، لرصد الأخبار غير الصحيحة المتداولة عبر المواقع الإلكترونية، وتصحيحها بعد التواصل مع مصادر الخبر، والبحث عن المصدر الصحيح.

أطلق عدد من النشطاء الإعلاميين في الثورة السورية منصة "تأكد.. لأن الخبر أمانة" الإلكترونية، لرصد الأخبار غير الصحيحة المتداولة وتصحيحها

من ناحية الفكرة، تبدو المنصة الأولى من نوعها على صعيد إعلام الثورة السورية، في محاولة منها للتأكيد على مراقبة الإعلام بكافة مؤسساته التابعة للنظام السوري، والإعلام المعارض بكافة توجهاته، والإعلام العربي والأجنبي، الذي بات يعتمد في معظم أخباره على صفحات التواصل الاجتماعي، التي غالبًا ما تنشر أخبارًا دون التأكد من صحتها.

اقرأ/ي أيضًا: بين الإعلام السوري والبورنو الصيني

ويرى مؤسس منصة "تأكد" الإعلامي أحمد بريمو، أن "تكاثر المنابر الإعلامية المعنية بالشأن السوري، بشكلٍ خاص، على اختلاف تنوعاتها المرئية والمقروءة والمسموعة"، كانت أحد أهم الأسباب التي دفعت إلى تأسيس المنصة، مضيفًا بأن هذا التكاثر "لم يكن خاصًا بأي توجه فكري سواء كان ثوريًا أو سياسًا أو دينيًا"، مؤكدًا أن هذا الاختلاف، هو أحد أهم الأسباب التي دفعت بعض المؤسسات الإعلامية إلى "تزوير الحقائق والوثائق، مثل الصور والفيديوهات، أو حتى شهادات الأشخاص أنفسهم في بعض الأحيان".

يتوجه بريمو نحو إيجاد منصة "تكون بمثابة الرقيب على عملية ضخ الأخبار، وما يرافقها من وثائق، وإثبات صحتها أو عدم صحتها"، محاولًا خلق إعلام شفاف، وقد وجدت توجهاته صدى عند مجموعة من النشطاء الإعلاميين للثورة السورية، ليبدأ عملهم منذ ما يقارب شهر على المشروع، الذي ظهر بصيغته الحالية لرواد مواقع التواصل الاجتماعي.

أما عن أسباب رصد وسائل إعلام النظام السوري، بعد خمسة أعوام من انطلاق الثورة السورية، والتي فقدت مصداقيتها محليًا وعربيًا خلال هذه الفترة، يرى بريمو أن إعلام النظام في أغلب الأحيان يتداول مجموعة من الأنباء تأخذ أصداء واسعة في أوساط المعارضة السورية، رغم أنه لا أساس لها من الصحة". ويشير إلى أحد الأمثلة، عندما روّج النظام السوري لخبر منع اللاجئين السوريين في أوروبا من دخول لبنان، رغم أن الخبر "لم يكن صحيحًا"، وهو ما يجعل واجبًا على المنصة تصحيح الأخبار المغلوطة الصادرة عن إعلام النظام أيضًا، نظرًا لأن "معظم وكالات الأنباء العالمية تنقل عن إعلام النظام السوري أخبارًا غير صحيحة"، ما يحملهم جانبًا من المسؤولية المهنية أمام متابعيهم في "تصويب مثل هذه الأخبار، وتكذيبها في حال كانت كاذبة".

اقرأ/ي أيضًا: أحوال الحرب وإمعات الإعلام المعارض

لا تنشر منصة "تأكد" تصحيحًا لأي خبر، إلا بعد وجود الوثائق المثبتة أو شهادات من موقع الحدث 

تضم المنصة فريقًا من الإعلاميين المتخصصين في رصد الأخبار، عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، إضافة لمتابعتهم محطات الأخبار المحلية والعالمية، ويرى بريمو بأن "الخبرة الصحفية السابقة عند متطوعي المنصة، جعلت من عملية الرصد أمرًا ليس بالصعب".

ولا تنشر المنصة تصحيحًا لأي خبر، إلا بعد وجود "الوثائق المثبتة من صورٍ وفيديوهات مسجلة، أو شهادات من موقع الحدث الذي تتناوله"، كما أنها تعتمد في بعض الأخبار المصححة على "تصريحات رسمية من أصحاب الشأن الذي تتناوله".

وينفي بريمو في حديثه مع "ألترا صوت"، اعتماد فريق المنصة على "التقديرات والاجتهادات، والتخمينات الشخصية"، أثناء عملية رصدهم للأخبار المغلوطة، مؤكدًا أن جميع المواد الصحافية التي عملوا على تصحيحها أو نفيها "قدمت مع دلائل وحقائق غير قابلة للنقض".

وكما أي فكرة إعلامية أطلقت خلال سنوات الثورة السورية، لا بد من وجود العديد من الآراء التي تناولت عمل المنصة مع بداية عملها، والتي يصفها بريمو بالاستناد إلى ما يصل من رسائل وتعليقات بـ"الإيجابية"، مضيفًا بأن فكرة المنصة باتت "ضرورية"، وخصوصًا في هذا الوقت الذي "تتكاثر فيه التوجهات السياسية والفكرية حتى في قلب الثورة السورية، بعد أن أصبح لكل توجه منبرًا إعلاميًا خاصًا به".

بعد إطلاق منصة "تأكد" باللغة العربية، يعمل الفريق على إعداد قسم خاص باللغة الإنجليزية، إلا أن ما يعيق انطلاقها هو "انتظار إكمال التحضيرات اللوجستية"، ويضيف أحمد بريمو بأنه "يدور النقاش حاليًا بين الفريق على استخدام تقنية الفيديو في الأخبار المصححة".

اقرأ/ي أيضًا:

بوتين المؤسطر في الإعلام السوري

التدوين السوري في مهب الثورة