27-ديسمبر-2017

قصف مركّز على الريف الإدلبي خلال الأيام القليلة الماضية يوقع عشرات الضحايا (أيمن كراكا/الأناضول)

لا يحتاج تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لكثير من التحليل لاستيضاح الخطة الجديدة التي سينتهجها الكرملين لتبرير وجوده في سوريا، ودعم حليفه السوري بشار الأسد، وتثبيت أركان حكمه.

تقوم الخطة الجديدة التي سينتهجها الكرملين لتبرير وجوده في سوريا ودعم حليفه الأسد على استهداف آخر معاقل المعارضة بحجة ضرب جبهة النصرة

العام الجديد بحسب الوزير الروسي سيكون للحرب على جبهة النصرة في سوريا، والقضاء على إرهاب القاعدة الذي تمثله جبهة النصرة، التي تحكم السيطرة على محافظة إدلب وقليل من الريف الحلبي، وهكذا سيتم القضاء على آخر معاقل المعارضة السورية في الشمال التي دأب النظام وحلفاؤه على تجميع المعارضين فيها تحت مسمى المصالحات والهدن، وبالتالي الخلاص من كل ما يمت للمعارضة بصلة من كل أنحاء الوطن السوري.

بغض النظر عن جدية التصريح الروسي وأهدافه إلا أن توقيته قبل انعقاد مؤتمر الحوار السوري في (سوتشي)،  والتي يرى فيها الروس بوابة الحل في سوريا وبالتوافق مع "جنيف"، يعكس رسالة روسية مفادها أن على المعارضة التي أعلنت رفضها لسوتشي إما أن تقبل بالحضور دون ذكر بشار الأسد كشرط للحوار أو أن آخر معاقلها (إدلب) ستكون في قلب الحدث.

اقرأ/ي أيضًا: مؤتمر "سوتشي".. مخاوف المعارضة السورية

وتباشير هذا التصريح (التهديد) بدأت بالفعل عبر قصف مركّز على الريف الإدلبي خلال الأيام القليلة الماضية أسفر عن وقوع عشرات الضحايا من المدنيين، ونزوح الآلاف خشية من القصف العنيف الذي يطال بيوتهم وأولادهم، ومشاهد أشلاء أطفال بلدة جرجناز أثارت الذعر في قلوب الأهالي الذين بدؤوا يستشعرون خطر التهديد الروسي.

تباشير النوايا الروسية للمرحلة القادمة تتضح من خلال قصف مركّز على الريف الإدلبي خلال الأيام الماضية أسفر عن وقوع عشرات الضحايا

السيناريو الذي سيلتزم به الروس بعد إعلانهم عن انتهاء التحضير لبقائهم 50 عاماً في قواعدهم في الساحل السوري هو أن يستمروا في دعم النظام وتثبيت بقائه لأنه المانح لعقود القواعد الدائمة أولاً، والذي سيحفظ لهم استعادة ما دفعوه في حربهم معه، وكذلك استعادة ثمن السلاح الذي قدموه له ولحلفائه المحليين والإقليميين ثانياً، وهذا يعني أنهم سيبدؤون حملتهم لمساندته في السيطرة على ما بقي من مناطق بيد المعارضة.

اقرأ/ي أيضًا:  مؤتمر "سوتشي" لهندسة خراب سوريا باللعنة الطائفية

أما المعارضة السورية فتحتاج على وجه السرعة إلى إعادة صياغة خطابها المترنح الذي لم يصل بعد إلى موقف موحد من المشاركة في سوتشي كرد على الموقف الروسي، أو توحيد صفوفها على الأرض وفي معركة السياسة.

السنة القادمة لن تكون ناعمة على السوريين في مناطق المعارضة، والروس سيجعلون من النصرة مطية لإنهاء وجود المعارضة على الأرض، وتهشيم حاضنتها الشعبية.. وكذلك لن تكون ناعمة على النظام الذي يعتقد أنه انتصر بينما الخاسر الأكبر هي سوريا كوطن واحد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مؤتمرات صناعة العقدة السورية

نفط سوريا النعمة.. النقمة