06-سبتمبر-2018

من صفحة دار قنبز على فيسبوك

كانت الكاتبة والروائية اللبنانية إملي نصر الله (1931-2018) قد أصدرت قبل وفاتها في آذار/مارس من العام الجاري كتابًا تتناول فيه تجربتها في عالمي الصحافة والكتابة الأدبية تحت عنوان "الزمن الجميل" (هاشيت أنطوان – نوفل). يوم أمس 4 أيلول/سبتمبر، وضمن احتفالية ومحاضرة أقامتها "دار قنبز" في قاعة عصام فارس في (الجامعة الأمريكية في بيروت) أطلقت الدار السيرة الذاتية للراحلة إملي نصر الله أخيرًا، بعنوان "المكان" وفيها تناولت صاحبة "الإقلاع عكس الزمن" فصولًا هامّة وأخرى هامشية من حياتها الشخصية، وما يجمع هذه الفصول معًا هو مساهمتها في تكوين شخصية إملي نصر الله الصحفية أوّلًا، والأدبية ثانيًا.

أصدرت إملي نصر الله قبل وفاتها كتابًا تتناول فيه تجربتها في عالمي الصحافة والكتابة الأدبية تحت عنوان "الزمن الجميل" 

ضمّت الأمسية نشاطات مختلفة أعادت حضور إملي نصر الله إلى المتن مجدّدًا. حيث عُرضت مجموعة من الأفلام القصيرة عن الأديبة الراحلة، بالإضافة إلى أحاديث معها تناولت تجاربها في الحياة والكتابة والصحافة، وقراءات بصوتها لمقاطع مختلفة من سيرتها الذاتية "المكان". وإلى جانب هذا كلّه، أعلنت ندين توما مؤسّسة ومدير "دار قنبز" عن تنظيمها لعدّة رحلات إلى الأماكن التي تناولتها إملي نصر الله في "المكان"، على أن تكون أولى هذه الرحلات إلى قرية الكفير، حيث بيت عائلة صاحبة "أوراق منسية" الذي سيتحوّل قريبًا إلى مكتبة ومسرح للنشاطات الأدبية والثقافية.

اقرأ/ي أيضًا: إملي نصر الله.. جردة حساب مع "الزمن الجميل"

أسئلة الهجرة والانتماء والهوية حاضرة في غالبية أعمال نصر الله، ولا تبتعد سيرتها الذاتية عن هذه الثيمات التي بنت عليها روايتها الأولى "طيور أيلول" (1962). ويُمكننا إلى حدٍّ بعيد وصف الرواية بأنّها كانت تصوّرًا أوّليًا عمّا خلّفته آثار الهجرة من حطام نفسي على شخصياتها التي هي في الأساس شخصيات عايشتها إملي نصر الله عن كثب، وكانت على دراية عميقة بتجاربها المختلفة، لأنّها ببساطة شخصيات استندت الراحلة في بنائها على تجارب سكّان قريتها "الكفير" جنوب لبنان.

[[{"fid":"102591","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"إميلي نصر الله طفلة مع عائلتها","field_file_image_title_text[und][0][value]":"إميلي نصر الله طفلة مع عائلتها"},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"إميلي نصر الله طفلة مع عائلتها","field_file_image_title_text[und][0][value]":"إميلي نصر الله طفلة مع عائلتها"}},"link_text":null,"attributes":{"alt":"إميلي نصر الله طفلة مع عائلتها","title":"إميلي نصر الله طفلة مع عائلتها","height":589,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

قرَّرت إملي نصر الله إذًا أن تكون "الكفير" البداية، أو العتبة الأولى للخوض في غمار ما يشغلها من أسئلة متعدّدة لن تسعى إلى الإجابة عنها بقدر سعيها إلى بلورتها ولفت انتباه القارئ إليها. ومن "الكفير" نفسها، قرّرت الراحلة أن تكون النهاية، نهاية مسيرة أدبية غالبية ما أنجزته الراحلة فيها، كان بدايته من المكان الذي انتهت فيه "طيور أيلول".

أصدر مجلس الوزراء اللبناني طابعًا بريديًا باسم إملي نصر الله، يحمل صورة لها بريشة الفنّان جان مشعلاني

بين البداية والنهاية، تستعيد إملي نصر الله مشاهد من طفولتها وصباها في قريتها الريفية التي أرخت الهجرة بظلال بؤسها على تفاصيل الحياة اليومية فيها. هكذا، سنتعرّف أوّلًا إلى الشخصيات التي ساهمت بقصد أو دون قصد، في تكوين شخصية صاحبة "الجمر الغافي" التي تبدأ سرد ذكرياتها مُستعيدةً علاقتها مع جدّتها التي حملت على عاتقها مهمّة تربيتها ورعايتها في صغرها. وأيضًا، نتعرّف إلى خالها الذي فرّ هاربًا من الـ "سفر برلك"، قبل أن تقذفه الحياة أخيرًا في مدينة نيويورك الأمريكية. ناهيك عن خالها الثاني الذي كانت مهمته الإجابة عن أسئلة نصر الله الصغيرة. وبين قصص الجدّة التي احتلّت مكانًا واسعًا في سيرة إملي، وهجرة الخال الأوّل القسرية وما خلّفته من متاعب لعائلته، وحكايات ووثائق الخال الثاني، بدأت الرغبة في الحكي وسرد القصص بالنمو عند صاحبة "محطّات الرحيل".

اقرأ/ي أيضًا: وسام ألمانيّ للكاتبة إمِلي نصرالله

يُذكر أنّ مجلس الوزراء اللبناني أصدر يوم أمس أيضًا طابعًا بريديًا باسم إملي نصر الله، يحمل صورة لها بريشة الفنّان جان مشعلاني، وهي الصورة ذاتها التي اختيرت لتكون غلافًا لكتابها "الزمن الجميل".

 

اقرأ/ي أيضًا:​

رحيل إملي نصر الله.. صوت الريف اللبناني

قراءات في ذكرى إملي نصر الله