04-أغسطس-2016

نسخة من التلغراف

مع انطلاق اليوم الأول من أعمال مؤتمر "استراتيجية المقاطعة في النضال ضدّ الاحتلال ونظام الأبارتهايد الإسرائيلي: الواقع والطموح" (4-6 آب/ أغسطس) الذي ينظمه فرع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في تونس، نشرت صحيفة التلغراف البريطانية، مقالًا تحريضيًا ضد المركز ونشاطه، عبر سوق ادعاءات إسرائيلية عن كون المؤتمر الأكاديمي جزءًا من نشاط سياسي ضد إسرائيل، بالإضافة إلى ملء المقال بمغالطات تتعلق بتمويل المركز واستقلاليته، وإفراده لنقل ما سمي "الغضب الإسرائيلي من دعم رسمي قطري لحملات مقاطعتها".
 
من جهته أوضح المركز العربي في رسالة وجهها للصحيفة رفضه للمغالطات التي ساقها كاتب المقال، مؤكدًا أولًا أن المؤتمر هو مؤتمر أكاديمي يشارك فيه أكاديميون من مختلف دول العالم، عبر تقديمهم أوراقًا بحثية محكمة حول استراتيجيات المقاطعة وآفاقها في ضوء مقارنة تاريخية بين التجربة الفلسطينية الحالية والتجربة السابقة لجنوب إفريقيا أيام نظام الفصل العنصري ومقاطعته. 

اللافت في مقال التلغراف هو سوق كل هذه المغالطات المتعلقة بالتمويل والسياسيات البحثية دون أي سند أو دليل، وهذا ما مرره الكاتب وتجاوز عنه محررو الجريدة "العريقة"

وأكد المركز أن المؤتمر ومجمل نشاط المركز هو جهد أكاديمي علمي صارم، وليس جهدًا سياسيًا بأي شكل، مع التأكيد على أن علميّة المؤتمر وأكاديميته لا تعني أن الباحثات والباحثين في المركز والمشاركات والمشاركين في المؤتمر كباحثين في السياسة والاجتماع، عليهم الركون إلى موقف حيادي تجاه قضايا البحث المتعلقة بحقوق الإنسان والديمقراطية وغيرها. بل يدعم الباحثون مقاطعة إسرائيل ويؤمنون بنشاط المقاطعة كفعالية احتجاجية غير عنفية ضد أطول احتلال في التاريخ الحديث، ويعبّر عن انحيازهم وموقفهم في القضية الفلسطينية.

اقرأ/ي أيضًا: ماجستير الدراسات الإسرائيلية ببيرزيت: أول من نوعه
 
المركز وضح في اعتراضه للصحيفة أنه مؤسسة بحثية مستقلة من ناحية الأجندة والتمويل، وتشهد على ذلك منشوراته من كتب ودوريات علمية وبحوثK ومشاريعه البحثية ومؤتمراته متعددة الموضوعات والتي تتجاوز الستة مؤتمرات سنويًا. وهذا ما أهله ليكون واحدًا من أعرق المؤسسات البحثية المتخصصة حول العالم وأكثرها مركزية عربيًا وفي المنطقة، هذا إلى جانب تدعيمه لمنجزه البحثي باستقلالية تامة عن تمثيل أي موقف سياسي أو التصدر كمعبر عن سياسات جهات رسمية أو حكومية.

اللافت في مقال التلغراف هو سوق كل هذه المغالطات المتعلقة بالتمويل والسياسيات البحثية دون أي سند أو دليل، وهذا ما مرره الكاتب وتجاوز عنه محررو الجريدة "العريقة"، وإلى جانب مغالطاته كانت اللغة التحريضية الواضحة ضد المركز العربي، ثم المحاولة للزج بالمركز العربي ومؤتمره بطريقة درامية في سجال زاويته قضية مقاطعة إسرائيل والتي يناصرها الزعيم العمالي جيمي كوربن، بحيث يحرض المقال على كوربن كخصم للصحيفة والمحافظين من خلفها وخصم لإسرائيل ومناصر للمقاطعة، وتولى كاتب المقال كون كوهين – محرر الشؤون الأمنية في التلغراف، أو الكاتب الاستخباري الراسخ بلغة أوضح- إيجاد توليفة للربط بين الرغبة في الهجوم على الخصم العمالي والهجوم على المركز العربي والتحريض عليه من نقطة مقاطعة إسرائيل. ويستخدم لذلك المغالطات والتهويل السياسي عبر الحديث عن "الغضب الإسرائيلي" في ما بات يتكرر كشكل لمهاجمة أي نشاط لمناقشة مقاطعة إسرائيل حتى لو كان أكاديميًا صرفًا.

يشار إلى أن مؤتمر المركز العربي متواصل على مدار ثلاثة أيام ويشارك فيه مجموعة من الباحثين والمختصين من دول عدة حول العالم.

اقرأ/ي أيضًا: 

المركز العربي يقارب الذكرى المئوية للحرب العالمية

عبد الله محمود عدوي.. توابل البرامج التلفزيونية

سيدي بوزيد.. ثورة الهامش على المركز