15-يوليو-2017

الكاف يعاقب خلط البدري الرياضة بمواقف سياسية (خالد دسوقي/أ.ف.ب)

"إيقاف لمباراة وعشرة آلاف دولار"، تلك الغرامة التي أعلنها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف" عقابًا لحسام البدري، مدرب النادي الأهلي المصري، بعد رفضه حضور المؤتمر الصحفي في مباراتين، بحجة تأييده قرار السلطات المصرية بمقاطعة قطر، وبالتبعية قنوات بي أن سبورت.

حذر الاتحاد الأفريقي اتحاد الكرة المصرية من تواصل خلط الرياضة بمواقف سياسية في مصر معاقبًا مدرب الأهلي المصري ماديًا

كان قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في البداية، تحويل البدري للجنة الانضباط في الكاف وبعدها صدر قرار في 13 تموز/يوليو الجاري بإيقاف المدير الفني للنادي الأهلي حسام البدري خلال مباراة مع وقف التنفيذ وتغريمه 10 آلاف دولار، نحو 180 ألف جنيه مصري، لرفضه حضور مؤتمرين صحفيين بحجة وجود ميكروفون قناة بي أن سبورت، مالكة الحقوق الحصرية لبطولات الأندية الأفريقية.

تعددت الآراء من قرار الكاف على مواقع التواصل الاجتماعي، دعا بعضهم بسخرية أن تدفع الغرامة من "صندوق تحيا مصر"، وسخر آخرون من ما اعتبروه تناقضًا في تصرفات مدرب الأهلي، الذي يشاهد كباقي الجماهير المباريات على القناة القطرية بينما يقاطع مؤتمرات لوجود ميكرفونها.

اقرأ/ي أيضاً: حكام مصر بين القصور والملاعب.. القصة الكاملة (1-2)

 

 

 

اقرأ/ي أيضاً: حكام مصر بين القصور والملاعب.. القصة الكاملة (2-2)

الاتحاد الأفريقي يهدد..

أرسل الاتحاد الأفريقي في 22 حزيران/يونيو الماضي خطابًا رسميًا لاتحاد الكرة المصرية يحذر فيه المنتخب المصري والأهلي والزمالك وسموحة من مقاطعة بي إن سبورت القطرية خلال المباريات ضمن بطولات أفريقية، وهدد الاتحاد بغرامات مالية في حال استمرار المقاطعة، قد تصل للاستبعاد من البطولات الأفريقية.

ورغم إعلان النادي الأهلي المصري في السابع من تموز/يوليو الجاري استثناء المؤتمرات الصحفية من المقاطعة، التي سبق إعلانها إلا أن الاتحاد الأفريقي أعلن العقوبة. تراجع مسؤولي الأهلي أدى إلى هجمة من الإعلام المصري على الفريق، فيما صرح سيف زاهر، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري، أن "المقاطعة قرار من السلطة واتحاد الكرة المصري سيسدد أي غرامات مالية يفرضها الاتحاد الإفريقي".

حسام البدري ليس وحده..

دفع ميكروفون بي أن سبورت أو محاولة إخفاء شعار القناة أو غيرها من التصرفات، لم تكن حكرًا على البدري، حيث رفض شريف إكرامي، حارس مرمى النادي الأهلي، عقب إحدى المباريات التصريح لذات القناة. وكذلك حدث خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة المنتخب المصري ونظيره التونسي يوم 12 من حزيران/ يونيو الماضي، عندما قام إيهاب لهيطة، مدير المنتخب الوطني، بإبعاد الميكروفون الخاص بقناة بي أن سبورت قبل أن يعيده أحد الحضور.

الزمالك أيضًا أدرج في صراع مع ميكروفون بي أن سبورت، عندما رفض حمادة أنور، المدير الإداري للنادي بدء المؤتمر الصحفي الخاص بمباراة اتحاد العاصمة الجزائري مع الزمالك لوجود ميكروفون دون "شعار أي قناة"، واعتبر أن تلك محاولة للالتفاف علي قرار المقاطعة، وفي موقف آخر انسحب المدير الفني السابق لنادي الزمالك البرتغالي أوجستو إيناسيو من المؤتمر الصحفي الخاص قبل مباراة كابس يونايتد الزيمبابوي لوجود ميكروفون ذات القناة.

هوجة الصراع مع بي أن سبورت متوقعة

طالما ارتبط الرياضيون في مصر بقرارات رجال السياسة، ما عدا استثناءات قليلة، لذلك من المعتاد تنافسهم لإبداء الولاء للسلطة

علاقة الرياضة والرياضيين المصريين بالسلطة والارتباط بقراراتها ممتد لسنوات ومن النادر اكتشاف لاعب أو مدرب ينحاز للاستقلالية أو يرفض تجاوزات السلطة حتى مع جماهير فريقه ولذلك كان متوقعًا أن تتنافس الفرق المصرية على إعلان تأييد الدولة عقب قرارها مقاطعة قطر، وبناء على ذلك كانت قرارات مقاطعة قنوات "بي أن سبورت"، ومنعها من دخول مقرات الأندية والاتحاد وغير ذلك من التصرفات التي أثارت سخرية واسعة.

وظهرت دعوات لإعلان عدم مشاركة مصر في كأس العالم 2022 المتوقع إقامته في الدوحة في حال ترشح المنتخب المصري، وأعلن اتحاد الكرة المصري برئاسة هاني أبو ريدة وضع شرط في عقد الراعي الجديد للاتحاد يمنعه من التعامل مع الاتحاد القطري لكرة القدم والقنوات القطرية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف يشاهد التونسيون كرة القدم في زمن الاحتكار؟

دوري أبطال أفريقيا.. كل الاحتمالات واردة