12-أكتوبر-2017

أربعة عرب من بين المرشحين لخلافة إيرينا بوكوفا على رأس اليونسكو (اليونسكو)

منظمة اليونسكو أو منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم، هي منظمة "تُعنى في المقام الأول بالتعليم والتنمية المستدامة ومواجهة التحديات الاجتماعية والقضاء على الفقر ودعم الحوار الثقافي وتدعيم سبل الحوار بين الثقافات"، كما تعرف بنفسها على موقعها. وترفع المنظمة شعار حرية الإعلام والتعبير والتعليم كأهم سبل لتحقيق السلام في العالم.

يرى النظام المصري في فوز مشيرة خطاب فرصة لتلميع صورته عالميًا بعد الانقلاب وتواتر التقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان في البلد

وترأس هذه المنظمة الآن البلغارية إيرينا بوكوفا، وقد انتخبت في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2009. وتجرى حاليًا انتخابات لشغل المنصب من جديد، وكان من أبرز المرشحين في بداية المسابقة حمد بن عبد العزيز الكواري الدبلوماسي ومندوب قطر لدى الأمم المتحدة بين عامي 1984 و1990، والفرنسية أودري أزولاي، وهي وزيرة سابقة للثقافة، والمصرية مشيرة خطاب، وهي وزيرة سابقة في مصر، حيث شغلت رئاسة وزارة الدولة للأسرة والسكان في عهدي أحمد نظيف وأحمد شفيق.

اقرأ/ي أيضًا: أزمات الفضائيات المصرية.. عرض مستمر

يحتاج المرشح الناجح إلى 30 صوتًا ليشغل المنصب، وهو منصب هام بالنسبة لعديد الدول، ومن بينها مصر، حيث يرى فيه النظام المصري فرصة سانحة لتلميع صورته عالميًا، بعد انقلاب الثلاثين من يونيو/ حزيران، وتواتر التقارير والأخبار عن انتهاكات حقوق الإنسان وقمع حرية التعبير في البلد، وحجب مواقع على الانترنت وقمع الصحفيين، ومصادرة وتأميم المكتبات. إضافة إلى التضييق والقمع الذي يتعرض له نشطاء العمل المدني ومنعهم من السفر، وقمعهم ومصادرة أملاكهم واعتقالهم وتتبع العديد من منظمات حقوق الإنسان.

ولكن وبعد فقدان المصرية لحظوظها قصد الفوز بمنصب الأمانة العامة لليونسكو، وانحسار المنافسة بين المرشحين القطري والفرنسي، لجأ الإعلام المصري، بدفع من السلطة وأعوانها، إلى نظرية المؤامرة و"اتهام إدارة اليونسكو بالفساد واعتبارها خاضعة للتوازنات" كما جاء في الجريدة الرسمية الأهرام، التي طرحت سؤالاً مباشرًا في عنوان تقريرها عن انتخابات اليونسكو "هل يتحكم المال القطري والتربيطات السياسية بمصير انتخابات اليونيسكو؟".

وبينما تعتمد مصر في دعمها للمرشحة المصرية على ثقلها الحضاري والثقافي وماضيها، لكنها في حقيقة الأمر فقدت تأثيرها حتى في الساحة الإفريقية، فقد نشرت عدة صحف وبعضها مقرب من النظام، أن بعض الدول الإفريقية بالفعل أعطت أصواتها للمرشحين، القطري والفرنسية، ومن ضمنهم الجزائر والكاميرون، وكينيا وموريشيوس وتوغو والسنغال.

بعد فقدان المصرية لحظوظها للفوز، لجأ الإعلام المصري، بدفع من السلطة، إلى نظرية المؤامرة واتهام إدارة اليونسكو بالفساد

والسردية المصرية لنظرية المؤامرة تركز على ما حدث عام 2011 حين قررت الولايات المتحدة الأمريكية وقف مساهمتها المالية في منظمة اليونسكو إثر اعتراف الأخيرة بعضوية فلسطين بالأمم المتحدة، حيث يروج الإعلام المصري أن "الدعم المالي الذي ستقدمه قطر حال فوز مرشحها، هو ما جعل فرص فوزه أوفر من فرص فوز المصرية". 

اقرأ/ي أيضًا: صحفيون مصريون.. "اشتراهم" بن علي لتمجيد نظامه!

على مواقع التواصل الاجتماعي، سخر الكثيرون من الاتهامات المصرية وقارنوا بين دعم دول لممثليها في مقابل التوجه المصري لمهاجمة ممثلين آخرين، بدل التركيز على دعم جهود مشيرة خطيب.

 

بينما يرى البعض أن المرشح الأقرب للفوز يجب أن تعرف بلاده بدعم حقيقي لحرية الرأي والتعبير وأن لا يكون هو نفسه متورطًا في تمثيل سُلطات قمعية قامت ضدها ثورات شعبية، أو اتهمت عالمياً بقمع حرية التعبير. يذكر أنه بعد ثلاث جولات حُصرت المنافسة بين المرشح القطري والمرشحة الفرنسية، وغالباً سيتم الاختيار بينهما من خلال القرعة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"عسكرة" الإعلام المصري.. لم تعد الموالاة كافية!

الإعلام المصري.. خارطة مشبوهة