05-يونيو-2017

مشهد عام من الدوحة (Getty)

السعودية ومصر والإمارات والبحرين تعلن قطع علاقتها مع قطر، محملين إياها ملفات الإرهاب في المنطقة بعد أيام قليلة من اختراق إيميل سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، في ردة فعل لا يمكن مقارنتها طبعًا بردة فعل قطر بعد نشر تصريحات كاذبة ومفبركة بالكامل ونسبها لأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لتتواصل المعركة خاصة ضد قطر.

لا صوت اليوم يعلو فوق صوت المعركة الإعلامية، هكذا بدا حال بعض القنوات الخليجية والمصرية وهي تتنكر للمهنية وشرف المهنة

لا صوت اليوم يعلو فوق صوت المعركة الإعلامية، هكذا بدا حال بعض القنوات الخليجية والمصرية المحسوبة على الإمارات والسعودية.. نشر أخبار كاذبة والتعليق عليها لا يقلق تلك الأبواق الإعلامية، فشرف المهنة الصحفية يسقط أمام  مليارات الدولارات والتثبت من مصدر الأخبار آخر ما يمكن التفكير فيه، فنسبة المتابعة والمشاهدة هي الأولى على كل الحال.

اقرأ/ي أيضًا:  مغردون يرفضون قطع العلاقات مع قطر.. استهجان القرار وانتباه لبهجة إسرائيل به

اختراق لوكالة الأنباء القطرية ونشر تصريحات كاذبة وملفقة لأمير قطر، ثم ردح إعلامي ومحطات إعلامية تفتح النار على قطر و"تفتح" شاشاتها لكل من يحمل في نفسه لقطر ومواقفها المشرفة، الضغينة، ومن القاهرة وأبوظبي والرياض، انطلق إخوة قطر في ما بدا أشبه بحرب إعلامية مفضوحة مدبرة، أكدها حجب مواقع قطرية فيما بعد.

القنوات الفضائية التي سقطت في اختبار مهني منذ أيام، يبدو أنها أصبحت معتادة على السقوط في نظر غالبية الشعوب التي تناضل من أجل الحرية والكرامة والاستقلال فقد خذلتهم مرات ومرات فمن مواقف معادية للمقاومة اللبنانية إبان حرب يوليو/ تموز 2006، إلى معاداة واضحة للمقاومة الفلسطينية، ممثلة في حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى، أما عن الربيع العربي ودور تلك الأبواق الإعلامية المأجورة في إجهاضه ومعاداة الثوار في كل من تونس ومصر وليبيا  فحدث ولا حرج.

دعم واضح وصريح للانقلابات العسكرية وللثورات المضادة ورفض لكل صوت حر أو مخالف لرأيهم ثم يتهمون غيرهم بانعدام المصداقية والمهنية. أخبارهم في أغلبها مجهزة، تسير في اتجاه واحد وضيوف يتم انتقاؤهم  في اتجاه واحد لا رجعة فيه، حتى ولو كان الجيش التركي قد فشل في انقلابه والشعب التركي قد انتصر، لكن في نظرهم أردوغان قد هرب إلى ألمانيا وتركيا أصبحت "مصر أخرى" تحت قبضة جيش مشابه. والأمر من ذلك أنهم يرفضون التراجع خطوة إلى الوراء حتى ولو كانوا في واد والإعلام الدولي والعربي في واد آخر.

يتآمرون على قطر لدعمها لقضايا الشعوب وأولها فلسطين التي يريد بعض العرب تصنيف  مقاومتها ضمن الحركات الإرهابية

إنهم لا يكترثون للجمهور ولا للمصداقية الإعلامية ولا لشرف المهنة، فلديهم أجنداتهم التي  لا يملون من ترديدها ولا يخجلون من نقل أي خبر يصدر إليهم حتى ولو كان ملففًا، بدؤوا بحرب على المقاومة ثم الثورة ثم الشرعية في تركيا حتى وصلوا إلى قطر، فمتى يستفيق إخوة قطر من سباتهم ويعودون إلى أحضان أمتهم؟.

اقرأ/ي أيضًا: كيف كشفت مواقع التواصل تزييف العربية وسكاي نيوز.. القصة الكاملة

يتآمرون على قطر لدعمها لقضايا الشعوب وأولها فلسطين التي يريد العرب تصنيف مقاومتها ضمن الحركات الإرهابية. يتآمرون على قطر لمجرد أن "الجزيرة" وقفت ضد تقسيم اليمن إلى دويلات كحال دول عربية وشقيقة.

يتآمرون على قطر لأنها أصبحت من أقوى الدول العربية في المنطقة وأكثرها تأثيرًا وقبولًا في قلوب الكثيرين من أبناء الأمة الإسلامية والعربية، وتلك لوحدها جريمة في نظرهم تستحق المحاسبة. يتآمرون على قطر لأن لديها إعلامًا حرا عجزوا عن منافسته، فراحوا يكيدون المكائد ويكذبون ويلفقون التهم وإذا لم تستطع المنافسة فليس عليك سوى حجب الموقع وتكميم الأفواه.

إنها حروب قديمة متجددة وأساليب لم تعد تصلح لعصر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ومن ينتهج أسلوب "أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس".. لن يصدقه أحد وسيظل يغرد وحيدًا خارج السرب، فالإعلام اليوم ليس إعلام تشرشل ولا هلتر، انتهت تلك الأساليب وانتهى زمانها، فاعتبروا يا إخوة قطر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف تستخدم أبوظبي تهمة إسرائيل لتمرير تعاونها معها؟

تسريبات العتيبة.. إرهاب أبوظبي "الدبلوماسي" برعاية إسرائيلية