12-أغسطس-2017

من آثار الاحتجاجات في كينيا (كارل دي سوزا/ أ.ف.ب)

بعد إعلان فوز الرئيس أوهورو كينياتا، مساء أمس الجمعة، في الانتخابات الرئاسية الكينية التي تثار شكوك حول نزاهتها؛ فتحت الشرطة الكينية النار على محتجين من أنصار المعارضة، ما تسبب في سقوط 24 قتيلًا وجرحى آخرين.

ووفقًا للمفوضية الانتخابات الرئاسية، فقد حاز كينياتا الذي كان والده أوّل رئيس لكينيا بعد الاستقلال عن الاستعمار البريطاني، على 54% من أصوات الناخبين مقابل أقل من 45% لصالح زعيم المعارضة رايلا أودينغا.

بعد إعلان نتائج انتخابات الرئاسة في كينيا، اندلعت اشتباكات عنيفة بين محتجين وقوات الشرطة، أسفرت عن مقتل 24 وإصابة آخرين

وعقب الإعلان عن نتائج الانتخابات اندلعت احتجاجات عنيفة في المناطق التي تعتبر معاقل المعارضة في البلاد، وواجهتها الشرطة الكينية بقنابل الغاز المسيل للدموع، ثم بالرصاص الحي بعد أن تطورت الاحتجاجات إلى أعمال شغب ونهب في بعض مناطق العاصمة نيروبي.

اقرأ/ي أيضًا: نتنياهو يفتح إفريقيا.. سر الزائر والزيارة

وقد نتج عن الاشتباكات وقوع 24 قتيل في ضواحي مدينة كيسومو التي يحظى فيها زعيم المعارضة أودينغا بشعبية كبيرة. ووفقًا لليونارد كاتانا، وهو قائد شرطة محلي، فإنّ خمسة أشخاص آخرين أصيبوا بجروح جراء إطلاق النار في كيسومو.

كما شهدت أحياء فقيرة في العاصمة نيروبي إطلاق نار من قبل قوات الأمن على محتجين كانوا يقطعون الطريق بحواجز مُشتعلة. وبحسب مصوّر لأسوشيتيد برس، فإن الشرطة المحلية أطلقت ذخائر حيّة على محتجين في منطقة ماثاري، وتكرر الأمر في منطقة كيبيرا، وكلاهما من الأحياء الفقيرة في نيروبي.

وإلى جانب القتلى والمصابين، ثمة اعتقالات واسعة في صفوف المحتجين، لكن لم يعرف بعد أعداد الذين ألقت شرطة مكافحة الشغب القبضَ عليهم.

وفي خطاب الفوز، قال كينياتا الذي سيحظى بولاية ثانية لمدة خمس سنوات، إنه يمد "يد الصداقة" للمعارضة التي تشكك في نزاهة العملية الانتخابية وصحة نتائجها، إذ تقول إنّ قاعدة بيانات لجنة الانتخابات تعرضت للاختراق والتلاعب في النتائج ضد أودينغا.

الاحتجاجات التي عرفتها البلاد بعد إعلان النتائج، والخلاف السياسي بين المعارضة والرئيس كينياتا حول طبيعة النتائج، انعكست سلبًا على ما كان يأمله كثيرون من الكينيين، أن يكون إعلان النتائج عرسًا ديمقراطيًا في بلد يُشار إليها كقوة اقتصادية واعدة.

من آثار أعمال الشغب (الأناضول)
من آثار أعمال الشغب (الأناضول)

كما أنّ هذه الاضطرابات التي عرفتها كينيا عقب إعلان نتائج الانتخابات، تكشف عن انقسامات في مجتمع تسبب فيه الفقر والفساد المستشري على أعلى مستويات الحكومة، غضب واسع في أوساط الكينيين، على رأسهم المحتجين في المناطق والأحياء الفقيرة، الذين يرون أن زعيم المعارضة أودينغا، ربما يكون صوتًا لمظالمهم.

هناك مخاوف من تكرار سيناريو الاحتجاجات التي أعقبت انتخابات 2007 التي راح ضحيتها 1200 قتيل

وبشكل عام ثمة مخاوف من أن تزداد تلك الاضطرابات وتتسع دائرتها، خاصة بعد سقوط قتلى ومصابين، ما يُعيد إلى الأذهان ذكرى أليمة في التاريخ الحديث لكينيا، تتمثل في سيناريو انتخابات 2007، التي راح ضحية الاشتباكات التي أعقبتها نحو 1200 شخص.

اقرأ/ي أيضًا: هوية إفريقيا.. من المسرح المفتوح إلى وهم الاستقلال 

تأتي تلك المخاوف في ظل أجواء حالية متقاربة لما كانت عليه أجواء عام 2007، حيث انقسام سياسي ومجتمعي حاد في البلاد. ورغم أن انتخابات 2007 بدأت ومرت بسلام، كما هو الحال في الانتخابات التي جرت مُؤخرًا، إلا أنّه مع إعلان النتائج وفوز موا كيباكي بولاية ثانية، بدأت الاحتجاجات التي سرعان ما تحولت لأعمال عنف غير مسبوقة، استمرت نحو شهر، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1200 شخص، وتشريد 600 ألف شخص، فضلًا عن الإصابات بالآلاف. 

لكن في النهاية انتهت هذه الأزمة الدموية التي عرفتها البلاد، بتشكيل لجنة دولية لحل الأزمة، أفضت إلى عدة نتائج يُرجى من وراءها احتواء الأزمة الحالية، وهي صياغة دستور جديد للبلاد، يُعيد هيكلة طريقة الحكم بما يضمن انتقال ديمقراطي للسلطة بشكل مستمر، كما أنّه قسّم السلطات بشكل متساوٍ بين أطرافها التشريعية والتنفيذية والقضائية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مخازي الإمبراطورية البريطانية في ذكرى أفولها

3 كتب تشرح لماذا تفشل الدول