14-نوفمبر-2017

لاعبو منتخب إيطاليا على أرض الملعب بعد الهزيمة أمام السويد (ماركو كانونييرو / Getty)

حين خرجت إيطاليا من مونديال 2010 من الدور الأول متذيلة مجموعتها أمام الباراغواي وسلوفاكيا ونيوزيلندا، كان يجب حينها أن يبدأ العمل من القاعدة إلى القمة، وذلك من أجل عدم التعرض للخسارة المذلة التي وضعت الطليان خارج كأس العالم 2018 وذلك للمرة الأولى منذ حوالي 60 سنة.

يعاني المنتخب الإيطالي من العواجيز في الإدارة فرئيس الاتحاد وصل إلى عمر الـ 74 والمدرب بات في عمر الـ 70

تتنوع المسؤوليات في تقييم فشل تأهل إيطاليا إلى المونديال، لكن لا بد في البداية الحديث عن التخطيط، فالكرة الإيطالية باتت في تراجع مستمر في السنوات الأخيرة وآخر فريق إيطالي نجح بتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا وهو إنتر ميلان سنة 2010 (منذ 7 سنوات) لم يكن يضم أي لاعب إيطالي، كذلك فإن إنتر ميلان ولاتسيو هذا الموسم واللذين يحتلان المركزين الثالث والرابع في الدوري لا يضمان في تشكيلتهما الأساسية أكثر من ثلاثة لاعبين طليان.

اقرأ/ي أيضًا: ثلاثي شمال إفريقي في المونديال للمرة الأولى منذ 1986

لا تفتقد إيطاليا فقط إلى اللاعبين الشبان بل أيضًا تفتقد إلى الجودة في اللاعبين، فمباراة السويد شهدت انعدام الحلول بشكل كبير في وسط الملعب، حيث لم يأتِ أي لاعب حتى الآن ليقوم بسد ثغرة أندريا بيرلو منذ رحيله، كما افتقد المنتخب إلى لاعبين من قيمة توتي في صناعة اللعب.

كل هذا التراجع على مستوى إنتاج اللاعبين القادرين على ارتداء قميص بطل العالم 4 مرات، لم يكن مبررًا لفشل المنتخب بالتسجيل لمدة 120 دقيقة أمام السويد وعدم الوصول إلى كأس العالم 2018 في روسيا، وهنا لا بُد من الإشارة إلى المدرب الإيطالي جان بيرو فينتورا. فالعجوز السبعيني الذي لم يدرب فريقًا كبيرًا في إيطاليا طوال مسيرته، قرر أن يلعب بثلاثة مدافعين في السان سيرو أمام منتخب قرر الدفاع حتى الدقيقة 90 بأحد عشر لاعبًا، وظهر بشكل واضح غضب اللاعبين الإيطاليين من خيارات مدربهم التكتيكية على أرض الملعب حيث كان يصرخ دي روسي حين طلب منه مساعد المدرب أن يدخل بأن الفريق لا يحتاج إلى التعادل بل يحتاج إلى الفوز وبالتالي فمن واجب المدرب أن يدفع بإنسينيي.

كان يجب على إيطاليا أن تبدأ بمحاولة إعادة البناء بعد خروجها من الدور الأول لمونديال 2010

إلى جانب اللعب بثلاثة مدافعين كانت خيارات جان بيرو فينتورا في المباراة الأخيرة (بمعزل عن المباريات السابقة في التصفيات خاصة مباراة إسبانيا) محط تساؤل كبير، فقرر اللعب بفلورينزي في وسط الملعب وهو لاعب من المعلوم أنه يجيد اللعب بمركز الجناح الخلفي، كذلك أشرك على الجهة اليسرى دارميان الذي لا يجيد إرسال أي كرة عرضية ومهامه أكثر دفاعية على الرغم من أنه يلعب بثلاثة في الخلف، أما الخيار الأسوأ فكان إشراكه لمهاجمين متشابهين في الأسلوب وهما غابياديني وإيمبولي وإبقائه على بيلوتي على مقاعد البدلاء.

إلى جانب الخيارات الأساسية جاء أول تبديل للمنتخب الإيطالي بعد شوط أول لم يستيقظ فيه الفريق حتى الدقيقة 45، جاء أول تبديل في الدقيقة 63 من المباراة، فيما دخول بيرنارديكسي وهو ما لا يمكن أن يدخل في عداد المغامرة جاء في الدقيقة 76 (قبل 14 دقيقة من نهاية اللقاء).

اقرأ/ي أيضًا: إيطاليا على حافة الإهانة الكبرى منذ 1958

في عمر السبعين افتقد جان بيرو فينتورا للحلول على مقاعد البدلاء فوجد نفسه في مواجهة 70 مليون إيطالي عوضًا عن اللاعبين على مقاعد البدلاء، إلا أن مسؤولية أخرى في مكان آخر يجب الحديث عنها هنا تتعلق أيضًا بالتخطيط وهي من اختار فينتورا بالاساس لقيادة المنتخب الإيطالي، وذلك في بلد يملك أسماء مدربين مثل أنطونيو كونتي وماسيميليانو أليغري وماوريزيو ساري، لماذا تم اختيار فينتورا الذي يرى أن جورجينيو أفضل لاعب وسط في إيطاليا غير مفيد للمنتخب ولا يشركه إلا في المباراة الأخيرة.

أول تبديل لإيطاليا أمام السويد كان في الدقيقة 63 وهو ما يؤكد عدم وجود رؤية واضحة من المدرب لمسار المباراة

لا يمكن أن يأتي برجل سبعيني إلا إدارة كروية قد تجاوزت السبعين، وهو ما حدث في المنتخب الإيطالي. فرئيس الاتحاد الإيطالي الحالي كارلو تافيكيو الذي استلم دفة الاتحاد منذ سنة 2014، وصل إلى عمر الـ 74 وهو متهم بالعديد من قضايا الفساد والتهرب الضريبي، إضافة إلى شطبه من كونغرس اليويفا بعد العديد من التصريحات العنصرية التي توجه بها، وأمام كل هذا ما زال كارلو تافيكيو مستمر في موقعه كرئيس للاتحاد الإيطالي على الرغم من التراجع الكبير الذي تشهده كرة القدم الإيطالية على الصعيدين الفني والخططي.

لا شك أن غياب إيطاليا عن كأس العالم هو صفعة تحتاجها الإدارة الكروية لنفض الغبار عما وصلت إليه والعمل على إعادة بناء جيل كروي جديد قادر على استعادة هيبة إيطاليا.

وشهد العالم العربي العديد ردود أفعال متنوعة على الحدث التاريخي، لكن معظم المتابعين لم يصدقوا أن كأس العالم 2018 سيكون من دون إيطاليا التي اعتادوا عليها لـ 60 عامًا، وتناست بعض الجماهير العربية تأهل منتخباتها إلى المونديال وكانت متأثرة بشكل كبير بغياب المنتخب الإيطالي عن مونديال روسيا، وهنا بعض ردود الأفعال التي رصدناها على موقع تويتر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

9 بطاقات متبقية من أصل 32.. من سيتأهل إلى مونديال 2018؟

4 مدربين مساعدين خلف نجاحات بيب غوارديولا