24-يونيو-2018

غلاف الكتاب

ألترا صوت – فريق التحرير

"الحساسية الجمالية: في تخوم الفن والأدب" هو عنوان الكتاب الأوّل للباحث والناقد المغربيّ أشرف الحسّاني، والصادر حديثًا عن (منشورات Bojob Prin، الدار البيضاء 2018).

يرصد أشرف الحساني في كتابه الجديد عددًا من التجارب الشعرية والتشكيلية التي يرى أنها خطّت لنفسها مسارًا جماليًا مغايرًا

ينطلق الكتاب، المؤلّف من ثلاثة أقسام رئيسية موزّعة على 180 صفحة، من إشكالية مفهوم الجمال بين الفن والأدب، ويضمّ عددًا من القراءات النقدية في جملة من التجارب الشعرية والتشكيلية العربية التي يقول الحسّاني إنّها خطّت لنفسها مسارًا جماليًا مغايرًا، سواء تعلّق الأمر بالشعر أو التشكيل. وهنا يشير المؤلّف في مقدّمة كتابه إلى أنّ الكتاب لا يسعى أو يدّعي بلورة نظرية فلسفية أو اجتماعية أو أنثروبولوجيا للفن والأدب العربيّين، بل يتضمّن جملة من المقالات والحوارات في الفن والأدب، وهي قراءات لتجارب يُراهن عليها الكاتب كأفق جمالي مُغاير للثقافة العربية.

اقرأ/ي أيضًا: تشيماماندا نجوزي أديتشي تفوز بجائرة PEN Pinter

في حديثه لـ "ألترا صوت"، يقول أشرف الحسّاني إنّ هذه القراءات "تجعل من معرض تشكيلي أو مناسبة صدور كتاب أو مهرجان فني لمقاربة التجربة ومقارعة مفاهيمها وطرائق تشكلها والبحث في خطابها الجمالي والنبش في متخيلها، كما نجعل منها مناسبة لمساءلة جملة من القضايا والاشكالات المؤرقة داخل الثقافة العربية المعاصرة، وما يطبعها من استهلاك واجترار للمفاهيم والنظريات الغربية، دون وعي بالمسار الأبستيمولوجي وبالسياق التاريخي والفلسفي، الذي أنجب تلك المفاهيم والنظريات".

ويردف أشرف الحسّاني قائلًا إنّ الكتاب يتجاوز مفهوم النقد بمفهومه الكلاسيكي الذي تبلور عند العرب، ليجد نفسه في احتكاك دائم مع فضاء أرحب وأشمل الذي هو الفكر.

ويشير أشرف الحسّاني في حديثه إلى أنّ لثورات الربيع العربيّ والخلخلة التي أحدثتها في بنية الأنظمة العربية من تغييراتٍ جذرية وسياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية؛ دورًا في انطلاق هذه الكتابات. وكان لها التأثير الكبير على جملة من المفاهيم الفكرية والأدبية من بينها مفهومي الفن والأدب. ويُفسّر الأمر بقوله إنّها: "ساهمت في بروز تجارب عربية جد متميزة، لنعد إلى ما يكتب اليوم عن الحرب سواء داخل سوريا أو العراق، وأيضًا في مصر، والقلائل جدًا بالمغرب، كيف تبني شعريتها من رماد الحرب ومن انشغالات اليومي فاتحة للشعرية العربية آفاقًا تخييلية جديدة بلغتها المحمومة وبصورها المباغتة".

تراهن مقالات كتاب أشرف الحسّاني على البعد الجمالي قبل أي عنصر آخر. لذا نجدها لا تسعى إلى تكريس خطابات أيديولوجية مُعيّنة، بل تحاول هدم بعض الأغاليط وإعادة بناء بعض القضايا والإشكالات المؤرّقة التي باتت تهدّد الثقافة العربية بحسب المؤلّف الذي يقول إنّها تسعى إلى إماطة اللثام عن جملة من الأسئلة المضمرة داخل الثقافة العربية، فضلًا عن تعميق الوعي النقدي وترسيخ قيم ثقافة الفن والجمال.

 يعتبر الفيلسوف الفرنسي دولوز أن الفن يعمل من خلال مؤثرين، الأول إدراكي والثاني وجداني

اقرأ/ي أيضًا: ريبر يوسف..الفعل المضارع ضد الموت

يقول أشرف الحسّاني في نهاية حديثه إنّ "الأسماء الفنية والأدبية التي عملت على مقاربتها في هذا الكتاب، هي تجارب تنتمي الى أجيال مختلفة وحساسيات متباينة، يتقاطع ويتمازج فيها الفني بالأدبي، لكنها تتسم بنوع من الجدب والوجد الصوفي، وتجتمعان حول مفهوم واحد أو فاكهة مخصوصة هي: الجمال".


من الكتاب

يحدد لنا المفكر الفرنسي الراحل أندري لالاند (1963 -1867) في النصف الثاني من القرن العشرين تعريفًا للفن بكتابه الطليعي "مفردات الفلسفة التقنية والنقدية" في كونه يحمل معنيين: الأول عام يحيلنا مباشرة الى جملة أو مجموع العمليات التي عادة ما تستخدم للوصول إلى نتيجة معينة ما. والثاني يحمل معنى إستيطيقيًا، أي أن الفن هو كل إبداع أو إنتاج يتحقق في عمل يصبو وينحو نحو غايات جمالية بامتياز. في مقابل ما جاء به جيل دولوز في كتابه "ما هي الفلسفة؟"، وهو الطرح عينه الذي نجده يتماشى مع مسار الفنان التشكيلي المغربي عبد الفتاح الهوس منذ 20 سنة خلت، بحيث يعتبر دولوز أن الفن يعمل من خلال جملة من المؤثرات، التي يقسمها إلى نوعين: الأول إدراكي وتخص عملية الإدراك الحسي للعمل الفني، لأن الفن في ماهيته وأصله هو عبارة عن خطاب روحي موجه إلى الحواس، أي أنه مرتبط بالمواد المشكلة حسيًا. أما الثاني فهو وجداني، إذ يحاول الفنان أن ينقله لنا عبر مواده. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

كتاب "أساسيات تأثير الكلام".. في التواصل ومفاهيمه

يوميّات لأينشتاين تنشر لأول مرّة تكشف عن عنصريّته القبيحة!