06-أغسطس-2018

فرنسيس بيكون/ بريطانيا

تقول إحدى النُكات الأردنية بأن الله موجود حتّى في دُكّانة أبو سعيد، الذي لم يمتلك دُكّانًا بعد.

"الله موجود في كل مكان"

نعم.. حتى في العالم الافتراضي.

بل أعتقد بوجود ملائكة متخصصين بحساب درجات أعمال العباد الافتراضية أيضًا،

لذلك فليكن حوارًا مفتوحًا بين عبدٍ ضئيل الوجود وخالقٍ ثابتٍ كالأزل.

*

 

إلهي العزيز

أما بعد

هنا، ومن بعد كلّ آلاف السنين، على بدء معجزة الخلق، أجيء كعبدٍ صغير، يصعب رؤيته بالعموم الكوني، ليطرح عليك أسئلته الوجودية، طامعًا بسعةٍ صبركِ على حماقاتنا وإدراكنا المحدود، وفلسفاتنا

*

 

من أنت؟

هل أنت كيانٌ واحد، أم مجموعة من الكيانات؟

شخص أم عدة أشخاص، قبيلة، أو تجمّعٌ قُدسيّ ينشب عُروشه في الغيم القصّي؟

من أنت؟ صدقًا لقد اختلط عليّ الأمر..

ولا أقصد هنا كل ما ذُكر في كتبك الإبراهيمية المقدسة، ولا في تفاصيل ديانات الشعوب الهندوسية أو اللاتينية، ولا كل الحضارات الغابرة. بل أقصد، تمامًا "ما جاء في روحي من فراغاتٍ تحتاج الإجابة".

*

 

لم عاقبتنا وأنت تعرف مسبقًا بأننا سنخطئ؟

*

 

لم أوجدتنا كنتيجة حتمية لحدثٍ غير ضروري؟

*

 

لم أرسلت علينا الشياطين والملائكة؟

وهل يستحق الأمر لكل هذه السّجلات؟

*

 

أكان لا بد من كل هذه التراجيديا، ولكلّ هذه الجريمة، "كمقدّمة فقط".. فما بالنا بالخواتيم؟

*

 

لماذا خلقت الشعوب السّوداء، وأنت تعرف مسبقًا بعذاباتها وبالآثار الجانبية لوسمة اللون العبودي؟

أو لماذا أوجدت أسيادًا لتغتصب حق العبيد بالحياة؟

*

 

ماذا بعد؟

هل من حكمةٍ منّا، من وجودنا.. تكاثرنا.. حروبنا.. ومعاهدات الصلح، وصلوات البركة والقداسة، ودعاء السِّلم الأكبر.. هذا السِّلمُ الغامضُ مثلكَ يا الله..

هل من فائدةٍ تُرتجى من خلقنا إلّا عبادتك؟ هل هذا هو هدف خلقك لكل الأشياء؟

إيجاد أكبر عدد ممكن من العبيد.. والخارجين عن رحمتك، وقود السعير الذي أوجدت؟

هل نستحق الفردوس؟

وهل من أحدٍ يستحق السعير؟ كل السعير الذي أشعلت؟

*

 

هل آدم كان يمتلك سُرّة؟

هل كان لدى حوّاء أيُّ خيارٍ آخر؟

لماذا تركتهم بالقرب من شجرة الخلود، وأنت تعلم مسبقًا بما سيقدمون عليه؟

هل نحن من تفاقمات الخطيئة؟

ماذا استفدت؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

قبل جلوس الحرب تحت نافذتكِ

كتب على أرض الزنزانة

دلالات: