07-أغسطس-2017

الشاعر توفيق ومان (الترا صوت)

شهدت مدينة برج بوعريريج، 200 كيلومتر إلى الشّرق من الجزائر العاصمة، ملتقى احتفى بنخبة من الشّعراء المشتغلين على القصيدة المحكية، ويعرفون بتحديث هذه الحساسية الشعرية في الجزائر، لغةً ومعمارًا وخطابًا وأسئلةً وهواجسَ، في ظلّ تغوّل النمط القديم المعروف بالشعر الملحون.

ارتبطت القصيدة الشعبية الكلاسيكية بالذاكرة الشعبية على أساس أنها شطر من التراث اللامادّي

الملتقى الذي نظمته "محافظة الملتقى المحلّي للثقافة الشعبية" وحمل شعار "موعد مع الجمال"، مكّن محبّي هذه الكتابات من أن يسمعوا نماذج منها، ويدخلوا في نقاشات مفتوحة مع روّادها. يقول المشرف على الملتقى ساعد ميهوبي لـ"الترا صوت" إنه آن الأوان لأن تتفتّح المؤسسات الثقافية والجامعية والنقدية والإعلامية في البلاد على الأصوات الجديدة في الفنون جميعها، "لأنها ثمرة لمعايشة أنماط الحياة الجديدة، ومرآة عاكسة للتحوّلات والتطوّرات المختلفة الحاصلة في هذه الحياة".

اقرأ/ي أيضًا: شعر أمازيغ الجزائر.. ذاكرة الألم

في السّياق نفسه، يقول الزجّال رشيد بلمومن إن القصيدة المحكية في المشهد الجزائري، تباشر خطواتها الأولى، وتحقق فتوحات جمالية جديرة بالانتباه، رغم قلّة من يكتبونها بالمقارنة مع مشاهد عربية مثل المشهدين المغربي واللبناني. "العبرة ليست بكثرة من يكتب أو يقرأ، بل بجرأة نخبة واعية على كتابتها، ومحاولة إقناع المحيط العام بها". يضيف صاحب ديوان "سيلفي": "لقد ارتبطت القصيدة الشعبية الكلاسيكية بالذاكرة الشعبية، وهي تحظى برعاية رسمية وشعبية، على أساس أنها شطر من التراث اللامادّي".

ويقول الزجّال توفيق ومان أحد السبّاقين إلى كتابة القصيدة المحكية الحداثية الجزائرية، ومؤسس "الرابطة الجزائرية للأدب الشعبي"، ثم "لجمعية الجزائرية للأدب الشعبي"، إنه على النخبة المثقفة ألا ترضى بالصّراع بين المدرستين القديمة والحديثة في الشعر المحكي، "ذلك أن لكل نمط سياقه الخاصّ به، ومن التعسف أن تقوم العلاقة بينهما على الصّراع لا الإبداع".

ودافع الزجّالان محمد قسط ورمزي نايلي اللذان ظهرا مؤخرًا، قادمين من القصيدة الفصيحة، عن خطابهما التحديثي في كتاباتهما المحكية بالقول إن اللغة المحكية يجب ألا تبقى بمعزل عن الحداثة، بل إنها، بحسبهما، الحقل الأوّل الجدير بالتحديث، بحكم كونه الأكثر استعمالًا. يقول محمد قسط: "لقد ارتبطت الحداثة تاريخيًا بالمتداول لا بالمعزول والمنسي".

 

اقرأ/ي أيضًا:

أزمّور المغربية تمنح أجنحتها للزّجالين

فؤاد حداد.. كلمة مصر والفقراء