25-أغسطس-2017

ما يظهر من تعليق في يوتيوب إثر حذف أحد الفيديوهات

قامت إدارة موقع "يوتيوب" العالمي بحذف عدد غير محدد من مقاطع مصورة توثق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في سوريا من قبل الأطراف المتحاربة على رأسها النظام السوري بسبب سياستها الجديدة التي تحاول فيها محو المقاطع المرتبطة بجهات إسلامية متطرفة، ما يعرقل جهود لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا التي توثق الانتهاكات المرتكبة منذ أكثر من ست سنوات.

ما حذفته إدارة "يوتيوب" هو تاريخ الحرب السورية المفزعة وجزء من تاريخ سوريا

يوتيوب يحذف آلاف المقاطع الموثقة لانتهاكات نظام الأسد

وكشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن موقع يوتيوب حذف خلال الأسابيع الأخيرة عددًا غير محدد من مقاطع الفيديو بما فيها القنوات، حيث وصف مدير منظمة "آيروورز" في لندن كريس وود الحادثة بأن "ما يختفي أمام أعيننا هو تاريخ هذه الحرب المفزعة".

وكانت إدارة موقع يوتيوب توصلت لتقنية حديثة للإبلاغ عن المقاطع التي قد تنتهك سياستها، وتقوم بإزالتها تلقائيًا، وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن "التقنية الحديثة التي بدأ الموقع في استخدامها تطبق تقنيات التعلم الآلي لتحديد مقاطع الفيديو التي تحتوي على مشاهد متطرفة وترتيبها حسب الأولوية حتى تخضع للمراجعة"، وتهدف إدارة يوتيوب من هذا النظام إلى معرفة مقاطع الفيديو التي تنشرها الجماعات المتطرفة، وبالأخص تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إضافة للمتعاطفين معه.

لكن الأمر أصبح معقدًا بالنسبة لفريق الآلية الدولية في سوريا الذي أنشأته الأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر الفائت بغرض جمع وحفظ الأدلة الجنائية لاستخدامها في المحاكم الدولية، والتي كانت من بين المجموعات التي تراقب محتوى مقاطع الفيديو.

وجاء تقرير نيويورك تايمز بعد يومين من إحياء نشطاء سوريين ذكرى مجزرة الكيميائي/ الكيماوي التي حدثت في 21 آب/ أغسطس 2013، عندما قصفت قوات الأسد بصواريخ تحمل موادًا كيميائية يعتقد أنها غاز السارين أو غاز الأعصاب الغوطتين الغربية والشرقية بريف دمشق، قضي فيها أكثر من 1400 مدني غالبيتهم من الأطفال والنساء.

اقرأ/ي أيضًا:  فيديو: سكر وتحرش وعربدة.. هذه حقيقة جنود الأسد وشبيحته

يوتيوب أكبر موقع أرشيفي للانتهاكات في سوريا

منذ اندلاع الثورة السورية، عمد النشطاء إلى توثيق انتهاكات جميع الأطراف ضد المدنيين عن طريق نشرها على مواقع التواصل وخاصة يوتيوب

ومنذ اندلاع الثورة السورية، عمد النشطاء على توثيق انتهاكات جميع الأطراف المتحاربة ضد المدنيين عن طريق نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي كي يتم توثيقها من قبل اللجان الحقوقية المعنية بملاحقة مرتكبي الجرائم في سوريا مستقبلًا، إلا أن مجهودهم اليوم في توثيق الجرائم المرتكبة أصبح فراغًا بعدما أقدم الموقع على حذف جميع المقاطع التي تظهر سقوط الصواريخ جوًا على المدنيين، وعمل المنقذين على انتشال الجرحى من بين الأنقاض.

وبرر موقع يوتيوب ما حصل من حذف لآلاف المقاطع المصورة بأنه كان عن طريق الخطأ، وبحسب الصحيفة الأمريكية فإنه أعيد نشر بعض المقاطع المحذوفة للموقع، لكن متحدثة باسم يوتيوب أوضحت التقنية الجديدة قد تحذف مقاطع الفيديو تلقائياً.

ومنذ أول مظاهرة خرجت منتصف آذار/ مارس 2011 لجأ السوريون إلى موقع يوتيوب لرفع المقاطع المصورة عبر هواتفهم المحمولة حتى يتسنى للعالم مشاهدة ما يتعرضون له على يد الأجهزة الأمنية للنظام السوري من قمع باستخدامها العنف المفرط، وبعدها بدؤوا برفع مقاطع مصورة تظهر سقوط البراميل المتفجرة من الحوامات التي حصدت آلاف المدنيين.

وقتل منذ عام 2011 ما لا يقل عن 350 ألف مدني دون أن توجد إحصائية واضحة تحدد الرقم بدقة، إضافة لدمار أكثر من نصف المدن السورية نتيجة عمليات القصف المتبادل بين جميع الأطراف، إلا أن النسبة العظمى كانت بسبب استخدام المقاتلات الحربية من قبل النظام السوري وحلفائه الروس، والتي اختفت جميع المقاطع الموثقة لها عن الموقع.

اقرأ/ي أيضًا: حين أصبح بشار الأسد أيقونةً لليمين المتطرف في الولايات المتحدة

يوتيوب يعقم أرشيفه من جرائم الأسد

واحتج العديد من المثقفين والنشطاء السوريين عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي ضد حذف موقع يوتيوب للمقاطع التي توثق انتهاكات النظام السوري ضد المدنيين في مختلف المدن السورية، وكتب الشاعر على سفر على صفحته الشخصية: "اليوتيوب يقوم بتعقيم أرشيفه من جرائم الأسد، ويحذف آلاف الفيديوهات التي توثق ما فعلته آلة الإجرام بحق السوريين".

فيما كتب الباحث حمزة مصطفى "‏الحداثة تتآمر على مكتسباتها، يوتيوب يحذف 6000 فيديو توثق جرائم الأسد. ذاكرتنا أبقى وحاضرة فينا وللأجيال، نعلمها لأطفالنا حتى يتذكروا دائمًا كيف تآمر العالم على شعب حي.. جريمة جديدة تساهم في تعويم القتلة".

أما الصحفي شيار خليل فرأى أن يتم التواصل مع المؤسسات السورية لتوثيق انتهاكات النظام ضمن أرشيف تحتفظ به، وكتب بهذا الخصوص: "يوتيوب تغلق عددًا كبيرًا من قنوات اليوتيوب الخاصة بالثورة السورية والتي تشكل دليلًا على الكثير من الجرائم في سوريا. لذا أنصح كل المؤسسات السورية التي تحتفظ بأرشيف محمل على اليوتيوب؛ والتي تشكل أدلة على انتهاكات قام ويقوم به النظام السوري التواصل مع فريق Syrian Archive - الأرشيف السوري لحفظ كل قاعدة البيانات لديهم لأرشفتها ومنعًا لضياعها".

 

اقرأ/ي أيضًا:

مجزرة خان شيخون.. كيميائي الأسد يضرب من جديد

الرقة تذبح بصمت".. قصة حملة "سلمية"