مثل العديد من الكنائس ودور العبادة عبر الولايات المتحدة، أغلقت كنيسة "براون تشابل" أبوابها مع بدء تفشي جائحة كوفيد-19، وذلك لأسباب وقائية وصحيّة في ذروة الوباء والتخوف على سلامة المصلين عند اجتماعهم في تلك الأماكن المغلقة. وظلت كنيسة براون تشابل الشهيرة، المعروفة بدورها البارز كنقطة انطلاق وتنسيق لحركة حق التصويت للأمريكيين من أصول أفريقية في ستينات القرن الماضي، مغلقة فترة من الزمن حتى هدأت عاصفة كورونا.
تفاجأ روّاد هذه الكنيسة بمقيم جديد يهدّد مكانهم فيها، وهو النّمل الأبيض، الذي عاث فسادًا بالخشب داخل الكنيسة وفي قواعدها
لكن حين تقرر إعادة فتح دور العبادة، تفاجأ روّاد هذه الكنيسة بمقيم جديد يهدّد مكانهم فيها، وهو النّمل الأبيض (الأرضة) الذي عاث فسادًا بالخشب داخل الكنيسة وفي قواعدها، إضافة إلى تسرب المياه في الجدران، الأمر الذي هدّد سلامة المبنى بأكمله، وهدّد بإغلاقه مجددًا إلى أجل غير معلوم.
وقد أضيفت كنيسة براون تشابل لهذه الأسباب إلى القائمة الوطنية للمباني التاريخية المعرّضة للخطر، والتي يضعها الصندوق الوطني لحماية التراث التاريخي للولايات المتحدة، وهي مؤسسة غير ربحية تعمل على العناية بالمواقع التاريخية المهمة والمعرضة لخطر الإهمال في الولايات المتحدة وتدعم عمليات ترميمها والحفاظ عليها كجزء من التراث الوطني والذاكرة الوطنية.
والنمل الأبيض، والمعروف أيضًا باسم "الأرضة" أو "دابة الأرض" في اللغة العربية (Termite) هو من الحشرات الكانسة، وهو ليس أحد أنواع النمل بحسب تصنيفه العلمي، بل هو أقرب إلى الصراصير الآكلة للخشب. وتعد الأرضة من أخطر الحشرات وأشدها فتكًا، إذ يؤدي تفشيها في المكان إلى إتلاف ما فيه من خشب وأوراق وكتب، ويعدّ التخلّص منها عمليّة معقّدة ومكلفة.
وتعد كنيسة براون تشابل أول كنيسة أفريقية ميثودية أسقفية في ألاباما، وقد كانت محطّة أساسية لتجميع الناشطين وانطلاق المسيرات والمظاهرات الخاصة بحقوق التصويت للسود في الولايات المتحدة من منطقة "سلمى" في ألاباما، إضافة إلى المسير الشهير المعروف في يوم "الأحد الدموي"، في 7 آذار\مارس 1965، حين اعتدت الشرطة الأمريكية على المشاركين في المسيرة التي قادها جون لويس، أحد أبرز الوجوه في حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة. كما انطلقت من الكنيسة في تلك الفترة مسيرات كبرى بقيادة مارتن لوثر كينغ. وقد تأسست كنيسة براون تشابل عام 1908، على يد بنّاء أسود مستعبد يدعى آيه جي فارلي. ونظرًا للأهمية التاريخية للكنيسة، فقد أدرجت ضمن قائمة المواقع التاريخية الوطنية في الولايات المتحدة عام 1997.
وقد تم تخصيص منح أولية لإعادة ترميم الكنيسة التاريخية، منها منحة هيئة الحدائق الوطنية الأمريكية بقيمة 1.3 مليون دولار أمريكي، ويهدف القائمون عليها إلى جمع 3 ملايين دولار على الأقل من أجل إتمام عمليات الترميم، قبل أن تصبح الكنيسة جاهزة لاستقبال المصلين والزوار من جديد. وحتى ذلك الحين، فإن الصلاة مع راعي الكنيسة ستظل تعقد عبر تقنية الاتصال عبر الفيديو.
