24-أغسطس-2021

متزلج في أحد منتجعات مملكة ليسوتو (Getty)

القليل من السياح يفكرون بممارسة رياضة التزلج على الثلج في أفريقيا. فعادة ما يتوجه السياح إلى أفريقيا لقضاء عطلة على الشواطئ المليئة بأشجار النخيل ومشاهدة الحيوانات البرية في السافانا ومن أجل الاستمتاع بأشعة الشمس الحارقة. لكن، وبحسب تقرير لوكالة رويترز، فالقارة الأفريقية تضم 5 سلاسل جبلية تغطيها الثلوج موسميًا وتشكل منحدرات محتملة لممارسة رياضة التزلج، على الرغم من كونها غير مستثمرة بشكل حديث ولا زالت بدائية لناحية التجهيز. الوجهة الأولى التي يتوجه إليها السياح تقع في سلسلة جبال داركينزبرغ الجذابة في أفريقيا وتضم هذه المنطقة عدة منتجعات وتحديدًا في مملكة ليسوتو الجبلية. تتميز ممارسة هذه الرياضة بأنها جاذبة للسياح المغامرين بالرغم من انخفاض أعداد الزوار بشكل كبير بعد انتشار وباء كورونا عالميًا.

تقدم مملكة ليسوتو تجربة سياحية مختلفة تمامًا وفريدة بفعل ما لديها من جمال طبيعى ونباتات وحيوانات وتراث إضافة إلى منتجعات التزلج

في هذا الصدد قال مدرب التزلج هوب راموكوتجو، كما نقل موقع توداي أونلاين "لا أحد سيفكر بأفريقيا لممارسة التزلج، وأعتقد أن هذا ما يدهش بالفعل معظم الناس بعد اكتشافهم هذه الجبال". وتابع حديثه بالقول "نعم، الثلج ليس كثيرًا حيث توجد جبال خالية من الثلوج، لكن الناس يأتون إلى هنا ويستمتعون جدًا"، وأشار بالقول "بالنسبة لي، كمواطن محلي، لست مضطرًا للسفر. بإمكاني قضاء إجازتي هنا".

اقرأ/ي أيضًا: كوريا الشمالية ومنصات التواصل الاجتماعي.. تضليل منهجي برعاية "الزعيم"

فيما صرح أحد ملاك المنتجعات السياحية في منطقة ليسوتو، بيتر بيبر، والذي أنشأ منتجعه منذ ما يقرب من عقدين من الزمن "عدد زوار المنطقة انخفض إلى عدد شبه معدوم العام الماضي، أما هذه السنة فأتى نصف العدد المعتاد الذي كان يرتاد المنطقة ويصل إلى 17 ألفًا قبل الجائحة". أما السائح من جمهورية غانا، كيفن كافا، عبر عن تجربته في التزلج في المنطقة بالقول "كان أمرًا مختلفًا تمامًا وممتعًا"، بحسب ما نقل موقع ناشيونال بوست.

هذا وتقدم مملكة ليسوتو تجربة سياحية مختلفة تمامًا بفعل ما تضمه من جمال طبيعى ونباتات وحيوانات وتراث. وتلقب ليسوتو بمملكة السماء السحرية، وهي أرض ذات ارتفاعات مذهلة وطرقات متعرجة مثيرة، وترتفع فوق سطح البحر بكاملها بحدود 1388 مترًا، في حين أن قمة ثابانا نتلينيانا، وهي أعلى نقطة في المملكة، يبلغ ارتفاعها 3482 مترًا فوق سطح البحر وتقف أعلى قمة في أفريقيا. ويبلغ تعداد سكان ليسوتو ما يقرب 2.161 مليون نسمة، ومساحتها 30360 كيلومتر مربع.

وقد أدت جائحة كوفيد-19 مع ما فرضته من إجراءات وقيود شديدة على السفر في جميع أنحاء العالم إلى خفض أعداد السياح بشكل كبير. وقد تضرر المركز الإقليمي لجمهورية جنوب إفريقيا بشدة بفعل الوباء خاصة مع الموجة الثالثة وانتشار متحور دلتا في البلاد وتسببه بضغوط هائلة على موارد البلاد، سيما مع تسجيل 20 ألف إصابة بالفيروس والبطء في عملية تقديم اللقاح التي لم تتجاوز 9%، بحسب ما أشارت نيويورك بوست في تقرير لها. وكذلك حيث تم تسجيل ما يقرب من 2.69 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا بالمجمل، مع حوالي 80 ألف حالة وفاة، وكما تم إدراج البلد في القوائم الحمراء لمعظم الدول، بحسب خريطة جامعة جون هوبكينز لرصد الفيروس.

كما تجدر الإشارة إلى أن مملكة ليسوتو تتمتع بالحكم الذاتي وهي محاطة من الوجهات الأربع بجمهورية جنوب أفريقيا. ويذكر أن سنوات عدة من الطقس الحار بفعل تغير المناخ في جنوب أفريقيا أدت إلى ندرة شديدة في المياه، إلى جانب الافتقار إلى الاستثمار. ولذلك تسعى الجمهورية إلى استثمار 68 مليار دولار مخصصة لتوصيل المياه إلى المدن الرئيسية عبر البلاد، بحسب ما نقل موقع cnbc Africa. وفي هذا الصدد، قالت وزارة المياه والصرف الصحي في جنوب أفريقيا أنها جمعت ما يزيد قليلًا عن مليار دولار لمواصلة بناء مشروع مياه ليسوتو هايلاندز والذي يسمح بإكمال المرحلة الثانية من بناء سلسلة من السدود في المملكة بغية تأمين إمداد جنوب أفريقيا بالمياه.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

أيتام كورونا في البيرو.. نموذج دراسي لأثر الجائحة على الأطفال

أزمة الدواء في لبنان تتفاقم ومرضى السرطان الأكثر تضررًا