10-مايو-2022
احتجاجات مستمرة في الأحواز (تويتر)

احتجاجات مستمرة في الأحواز (تويتر)

أفادت وسائل إعلامية إيرانية معارضة بأن الأجواء الأمنية لا زالت متوترة في الأحواز جنوب غربي إيران، حيث تم الإبلاغ عن استمرار قطع خدمة الإنترنت عن شبكة الهواتف المحمولة لليوم الثالث على التوالي، كما نُقل عن مصادر محلية نبأ اعتقال عدد من المواطنين في مدن مختلفة.

أفادت وسائل إعلامية إيرانية معارضة بأن الأجواء الأمنية لا زالت متوترة في الأحواز جنوب غربي إيران، حيث تم الإبلاغ عن استمرار قطع خدمة الإنترنت

ونشرت بشكل واسع مقاطع فيديو تظهر توزعًا واسعًا لقوات الأمن الإيرانية في مدن محافظة خوزستان، وأظهرت صور أخرى تم  تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي إرسال مركبات تحمل قوات مكافحة الشغب إلى مدن في جنوب غربي البلاد.

وخرج أهالي المنطقة التي تسكنها الأقلية العربية في مسيرات احتجاجية حاشدة  لليوم الثالث على التوالي للاحتجاج على الغلاء والظروف المعيشية المتردية على وقع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية. حيث أعلنت الأجهزة الأمنية حالة الطوارئ ببعض المدن والقرى مثل سوسنجرد بعد محاصرتها للحيلولة دون تمدُّد التظاهرات. لكن الاحتجاجات تطورت إلى اشتباكات بين الأهالي والقوى الأمنية التي تمت الاستعانة بها من خارج المحافظة والتي أطلقت الرصاص والغاز المسيل للدموع  بحسب الفيديوهات المنتشرة لتفريق المحتجين.

وحسب المصادر ذاتها، شهدت مدن سوسنجرد وشادكان وايذه صدامات دامية أسفرت عن إصابة 30 شخصًا بعضهم في حالة حرجة، لكن لم يتم نقلهم إلى المستشفيات لتفادي اعتقالهم من قبل عناصر الأمن المتمركزة أمامها. وداهمت الأجهزة الأمنية منازل عدد من  النشطاء الأحوازيين، واعتقلت نحو 150 منهم. كما اشتكى بعض النشطاء من تهديدات أمنية باعتقالهم واعتقال أقربائهم وأصدقائهم إذا تبيّن أنهم شاركوا في أي احتجاجات، مع تقديمهم لمحاكمات بتهم تتضمن "محاربة النظام، والتجسس لمصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية".

وكتب طه الياسين أحد مسؤولي المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان على حسابه في تويتر، أن هناك "‏غضب شعبي في مدن ‎الأحواز التي أخذت تنتفض واحدة تلو الأخرى بوجه نظام ‎الملالي، والأمن يعتقل عشرات المتظاهرين بطريقة عشوائية لا يعرف مصيرهم حتى الآن! والمنظمات الحقوقية على الصامت".‏ وأرفقها بفيديو آخر يظهر قيام شباب بجر العلم الإيراني، وكتب " ‏تحت أقدام شباب الأحواز المنتفضين يسحل في شوارع حي الثورة ليحرق لأنه يمثل المحتل الغاشم".

بدوره نشر الناشط خالد عبد الرحيم فيديو يظهر انتشارًا كثيفًا لقوات الأمن في مدينة سوسنغراد وكتب "‏إيران قنبلة موقوتة".

وكان عدد من مواطني محافظة الأحواز قد دعوا في وقت سابق إلى تجمعات في عدة مدن للاحتجاج على الارتفاع الأخير في الأسعار، وأدت الزيادة المضاعفة في سعر الطحين للاستخدام الصناعي والتجاري إلى موجة من الاحتجاجات والمخاوف فضلًا عن نقص بعض المواد الغذائية.

في المقابل قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي خلال استقباله حشدًا من العمال أمس إن الاحتجاجات العمالية محقة لكنه حذر من تحركات من وصفهم  بالأعداء. وأعرب خامنئي عن دعمه للحكومة قائلًا إن "لديها خططًا مهمة في المسائل الاقتصادية"، مطالبًا "الإيرانيين وجميع أجهزة الدولة، بمد يد العون لإدارة الرئيس إبراهيم رئيسي".

وفي مقابلة مع التلفزيون الإيراني بُثّت مساء الاثنين، لم يخض الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في تفاصيل الاحتجاجات، واكتفى بالقول إن "الحكومة تحاول تقديم مساعدات معيشية قبل ارتفاع الأسعار". من جهته نفى مساعد وزير الاقتصاد هادي سبحانيان تقنين الخبز، مشيرًا إلى أن "الطحين لا يزال مدعومًا للخبز التقليدي"، مضيفًا أن "الخبز لن يتم تقنينه، بل سيتم دعم الطحین الذي يصبح خبزًا فقط، وسيتم وقف تهريب الطحين". هذا وحذر "مجلس باسيج الطلبة" من أن زيادة الأسعار "قد تكون لها عواقب واضطرابات اجتماعية"، وأن "الرأي العام لم يتلق استجابة مقنعة لهذه الزيادة في الأسعار".

وقد ارتفع سعر كل كيلوغرام من الطحين للاستخدام النقابي والصناعي من 2700 تومان إلى 12000  تومان خلال أسبوع، ووصل الآن إلى 16000 تومان. يشار إلى أن الاحتجاجات التي شهدتها مدن إقليم الأحواز ليست الأولى، فقد شهدت المنطقة تظاهرات كبرى في معظم مناطق الإقليم ومدنه الرئيسية منتصف تموز/يوليو الماضي، وذلك احتجاجًا على نقص مياه الشرب، وعمليّات التهجير المُمنهجة التي تُمارسها السلطات الإيرانية، لا سيما سياسة تهجير أبناء المنطقة من خلال تجفيف الأنهار. وقوبلت الاحتجاجات بعنف شديد من قبل قوات الأمن الإيرانية.

ارتفع سعر كل كيلوغرام من الطحين للاستخدام النقابي والصناعي من 2700 تومان إلى 12000  تومان خلال أسبوع، ووصل الآن إلى 16000 تومان

وسجلت حينها كل من مدن البسيتين والخفاجية ومعشور والسوس مظاهرات شعبية حاشدة تنديدًا بسياسة السلطات في تعاطيها مع أزمة المياه وجفاف الهور العظيم بسبب جرّ السلطات لمياهه إلى المدن الوسطى، ما تسبب في أضرار بأرزاق الناس التي تعيش على تربية المواشي ومردود المحاصيل الزراعية.