01-يوليو-2022
فوتوغرافيا لـ غطفان غنوم/ سوريا

فوتوغرافيا لـ غطفان غنوم/ سوريا

في البدء كان الرجل

 

I

الذي لا يحب ّ

يموت بقلب ناضجٍ

 

II

شاخت الأغنيات

وحده

عصفورٌ

يوقظ الأرض من رقادها 

(كلّ صبح)

ولا يكلّ من حملها

 

III

قضمة تفّاح عالقة بالحنجرة

خطيئةٌ أولى

خلاصًا على الصّليب

على عقرب الوقت

 

وكان جوعًا

وكان جوعًا

وكانت مجزرةً

 

IV

وجه الحقيقة

يطفو على الدّم

على الأشلاء

على الجثث.

 

V

ورأى اليوم لائقًا

للسّباحة

فكان البحر مساحةً

من التّاريخ

شعبًا مصطفى

كلّ ألف عامٍ

 

أنبياء للسّلم العالمي

أنبياء للحرب الثّالثة

سبتٌ مقدّسٌ للتّجارة

 

VI

الأرض كلبةٌ

تتبع ذيلها الوقت

عكّاز أعمى

والرّجل أسمى

من أن يلبسها؛ تاجًا

دمًا ولحمًا

 

VII

حبّة خرذلٍ

لو لم تكن

لما كان للموت بعد

 

وأنزلنا الأمانة

بعوضة

فما فوق

 

يومئذٍ تسفر عن سوءة

للعلن؛ 

إنّها عدالة المدن

 

VIII

موجٌ يكسر الأفق

يحمل في قلبه كثير الكلام:

 

IX

السّلام! السّلام!

لا نبض

في قلب النّفق

شمسٌ تهوى الغرق

تغار على بحرها

من برد الظّلام

 

X

ونحن حين نعشق

نشتهي القلق:

أن نلتقي

ولا نلتقي

أن نفترق

ولا نفترق.

 

XII

الوصايا عشرٌ

أو أقلّ؛

 

لا تمسح العرق

عن جبين السّماء

 

لا تغسل قميصي

من بقايا النّساء،

 قبلك،

 

لا تقلق

على شرفة المساء

إذا ما خالجتك حمّى الشفق

 

XIII

فيكتوريا وحدها تعرف

السر:

لا حبّ خارج حدود

مخمل السّروال القصير

 

XIV

لا تطلبي منّي البقاء

قد نلتقي،

ولا نلتقي، ولا نفترق!

 

XV

للشّاعر قلبٌ من ورقٍ

 

XVI

التّعب وحده يعطي السّقوط معنى

والحياة التي انبلجت من العدم

ها هي ذي الآن

ترقص فوق رفات القيم

 

XVII

وجاءت سكرة الوجود:

لنخلق مؤنسًا للخلود

من ضلعه

مطلقًا

 

XVIII

فكان الجمال 

ما وراء الحدود

وكان الخيال

ما وراء الحدود

وكان الجسد

طامحًا في الخلود

على أعالي القمم

 

XIX

الهويّة علم

الحقيقة جغرافيّة

الوطن صنمٌ

 

XX

الصّمود الصّمود!

يا حفاة القدم

إنّا أنزلنا الحديد

شريعة للأمم

 

XXI

آتٍ، من أقصى المدينة،

رجلٌ

صارخًا في الألم:

 

العالم ما أرى

العالم ما أريد

 

أنّا له أن يفارق النّاسوت

ولو طرفتين

 

XXII

ولّى زمان الدّروع

ساد الصّمت

من بين الضّلوع

أنبتت شهوةٌ

عهد النّساء

 

XXIII

كان وقتذاك في السّماء

جالسًا

يلعب النّرد

على كونٍ محترق.

 

XXIV

هكذا انتصر الله على كيد الزّمان.

 

  • القصائد من مجموعة الشاعر الجديدة "أو كما تكلّمت الشمس" الصادرة مؤخرًا في بيروت عن دار النهضة العربية

 

دلالات: