عبد الله زريقة شاعر من المغرب، ولد بمدينة الدار البيضاء عام 1953. حصل على الإجازة في علم الاجتماع من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط سنة 1978، وفي السنة نفسها تعرّض للاعتقال وحكم عليه بسنتين سجنًا. من أعمال الشعرية: فراشات سوداء، فراغات مرقعة بخيط الشمس، سلالم الميتافيزيقيا. ومن الأخيرة اخترنا هذه القصيدة.
1
بعض الرحالة يقيس الأرض
برقعة نصٍّ
وبعض الفلاسفة يذهب
عند نجار ليخرط سؤالًا
وبعض الشعراء يقصد خياطًا
ليهرب من اتساع رقع في داخله
أما أنا فأهرب إلى ركام فراغٍ أو كومةِ
ظلٍّ لأنمحي هناك
2
ليس هناك قبر يستطيع احتواء
لذة موت اندلقت من خشب سرير
ولا مقبرة تجمع ما بقي من كلماتٍ
التصقت بشفتي ميّت
ولا غرفة تمتص برد عزلةِ
وَرَقِةٍ نفرتْ منها قصيدة
3
الراوي لا يسير في جنازة الشاعر وإنما يسمع
فقط ما يقال في عشاء الميت ويجمع ما يسقط
من فتات الكلمات
4
وهناك لم أفهم
كيف يكون الرأس في الأفق
والرِّجل في القبر
وكيف يفضي باب مقبرة
إلى فناء قصيدة
5
وفي الأخير
أحسست بعطش الصحراء
لعنب ديونيزوس
وببكاء الأطلال على
انطفاء موقد
وبحزن الظباء على
صمت الشعراء
6
وبدل أن أهرب من الأسود الذي في الصدر
إلى الأبيض الذي في الورقة
ارتميت في حقل كبير من أصفر
الأقحوان
وغفوتُ.
