27-فبراير-2022

(Getty)

بعد ساعات من إعلان بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، وجد مئات الطلاب اللبنانيين الذي يدرسون في جامعات أوكرانيا أنفسهم عالقين في أتون الحرب المستعرة، مع تعذر القدرة على المغادرة إلى مكان أكثر أمانًا، في وقت كانت وزارة الخارجية اللبنانية تتحدث عن جهود تقوم بها عن طريق السفارة اللبنانية في كييف لإجلائهم، دون أن تثمر هذه الجهود أية نتائج ملموسة على أرض الواقع، ليستعر الجحيم الذي يعيشه الطلاب، وتستمر معه معاناة ذويهم في لبنان، غير القادرين على تحويل الأموال إلى أبنائهم بسبب الإجراءات المصرفية، ليدفع الطالب اللبناني الثمن مرة أخرى.

طالب لبناني لألترا صوت: متروكون لمصيرنا ونعيش خطرًا داهمًا

للإضاءة أكثر على وضع الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا، أجرى ألترا صوت حوارًا هاتفيًا مع جواد مرمر، الطالب في كلية الطب في كييف بسنته السادسة، فقال إن وضع الطلاب هناك صعب حتى قبل بدء الأحداث العسكرية الأخيرة، بسبب احتجاز المصارف اللبنانية لأموال المودعين، ومن بينهم ذوي الطلاب في الخارج.

وعن التنسيق مع الجهات الرسمية اللبنانية، أشار مرمر إلى أنه يتواصل بشكل شخصي مع سفير لبنان في أوكرانيا علي ضاهر، الذي يبدي تعاونًا كبيرًا، إلا أنهم لم يلمسوا أية نتائج على الأرض حتى الآن، بسبب غياب الإمكانيات لدى الحكومة اللبنانية. كشف مرمر أيضًا  أن السفارة تطلب منهم التزام منازلهم في الفترة الحالية، مشيرًا إلى أن وضع الطلاب المادي الحالي اليوم سيء جدًا، خاصةً مع تدهور الأوضاع الأمنية، في وقت بدأت تنفذ فيه المواد الغذائية. وعن إمكانية الانتقال إلى المناطق الحدودية، قال مرمر المدن الرئيسية التي يتواجد فيها الطلاب اللبنانيون أي كييف وخاركوف، تبعد عن الحدود أكثر من ألف كلم، ووسائل النقل قليلة وتكلفتها عالية تفوق قدرة معظم الطلاب اللبنانيين.

في نهاية الحديث قال مرمر إنهم كطلاب يجهلون مصير العام الدراسي الحالي، وناشد من خلال موقع الترا صوت الجهات المعنية السياسية اللبنانية بإيجاد حلول عاجلة تنقذ الطلاب، أسوة ببعض الدول التي أرسلت حافلات لإجلاء رعاياها إلى الحدود، متسائلًا بحرقة في الختام : " هل كان التعامل سيكون نفسه لو أحد أبناء الوزراء أو المسؤولين اللبنانيين محتجزًا معنا في أوكرانيا ؟"

حملة تضامن مع الطلاب على وسائل التواصل

الناشطون اللبنانيون أطلقوا حملة على مواقع التواصل، للتعبير عن التضامن والوقوف إلى جانب الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا، ومطالبة الدولة بالقيام بمسؤوليتها وتأمين الخروج الآمن لهم، مستخدمين بشكل رئيسي وسم #أنقذوا_طلابنا_في_أوكرانيا، فتوجّهت المغردة نهاد حمود إلى من أسمتهم " زعماء المال والسلطة أصحاب المليارات والعقارات، وسارقي أموال الشعب في البنوك، وانتقدت تركهم لطلاب اللبنانيين مشرّدين في الملاجئ.

واعتبر الكاتب والمنتج التلفزيوني نبيل عبد الساتر أن ترك الطلاب لمواجهة مصيرهم لوحدهم في أوكرانيا هي جريمة لا تغتفر، مطالبًا باستخدام الوسم على أوسع نطاق.

بدوره قال المغرّد محسن زين الدين إنه كان يجب على وزارة الخارجية اللبنانية العمل على عودة الطلاب اللبنانيين من أوكرانيا، بدلًا من إصدار بيان يدين روسيا في الحرب على أوكرانيا.

ضمن السياق نفسه اعتبرت المغرّدة سامية قطيش أن حياة الطلاب اللبنانيين يجب أن تكون من أولويات وزارة الخارجية اللبنانية.

يُذكر أن موقع ليبانون فايلز كان قد نقل عن أوساط مراقبة، إشارته إلى إمكانية استيعاب الطلاب اللبنانيين الذين يدرسون في أوكرانيا ضمن جامعات لبنان في حال تأمنّت عودتهم إلى لبنان، لكي لا يخسروا عامهم الدراسي في حال استمرت الحرب.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الفودكا الروسية.. خاسر غير متوقّع في الحرب الأوكرانية

"اجتياح متكتك".. كيف نقلت "تيك توك" الحرب الروسية على أوكرانيا؟