09-مايو-2022
يسعى شكري إلى حشد دعم لموقف بلاده من الملف الليبي (Getty)

يسعى شكري إلى حشد دعم لموقف بلاده من الملف الليبي (Getty)

وصل وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم الإثنين إلى المملكة المغربية لعقد لقاءات عمل مع نظيره المغربي ناصر بوريطة. ويأتي على رأس الملفات التي ستنال نصيبًا وافرًا من نقاشات الطرفين، الملف الليبي الذي تطمح زيارة شكري إلى حشد الدعم لموقف القاهرة منه، والمتمثل أساسًا في دعم حكومة وزير الداخلية الليبي السابق فتحي باشاغا. كما ربطت مصادر الزيارة بالضغط الأمريكي على القاهرة على خلفية موقف الأخيرة من حرب روسيا على أوكرانيا. حيث يقوم النظام المصري بمواجهة ذلك الضغط بخطوات دبلوماسية من بينها، حسب مصادر، "التقارب مع الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه الإقليميين".

يسعى سامح شكري في زيارته للرباط إلى حشد الدعم لموقف القاهرة من الأوضاع في ليبيا، خاصة موقفها الداعم لحكومة فتحي باشاغا

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد دعت الأسبوع الماضي إلى فتح تحقيق شامل شفاف حول وفاة الباحث الاقتصادي المصري أيمن هدهود بعد أن لاقى حتفه في مستشفى للأمراض النفسية بالقاهرة، أحالته إليه الأجهزة الأمنية المصرية بعد احتجازه وإخفائه لمدة.

يشار إلى أن العلاقات بين القاهرة والرباط في تحسن منذ 2015، بعدما تعكّرت أكثر من مرة بإعلان كل طرف حظر دخول بعض البضائع الواردة من الدولة الأخرى. وفي هذا السياق اعتبرت مصادر أنه كان لافتًا للانتباه تصريح السفير المصري في الرباط في كانون الثاني/يناير الماضي، الذي قال فيه إن بلاده تدعم بقوة الوحدة الترابية للمملكة المغربية وأنها لا تعترف بـ"الجمهورية الصحراوية ولا تقيم أي علاقات معها". هذا فضلًا عن أن الموقف المصري الداعم لحكومة فتحي باشاغا يتعارض مع الموقف الجزائري الداعم لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة. 

ويسعى سامح شكري في زيارته للرباط إلى حشد الدعم لموقف القاهرة من الأوضاع في ليبيا، خاصة موقفها الداعم لحكومة فتحي باشاغا، علمًا بأن المغرب يلتزم "الحياد تجاه الأطراف المتصارعة". حيث يرى المغرب بحسب التصريحات الرسمية أن حل الأزمة الليبية "لا يمكن إلا أن يكون ليبيًا، ولا يمكن أن يأتي من الخارج"، وأن التدخلات والمبادرات الأجنبية "تعقّد الوضع وتخلق مشكلات أكثر"، وأن الأمم المتحدة هي "المظلة الوحيدة المناسبة لإيجاد حل للأزمة الليبية".

في سياق متصل، التقى أمس الأحد في القاهرة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، مبعوث الولايات المتحدة الخاص وسفيرها لدى ليبيا ريتشارد نورلاند. وقال السفير الأمريكي في تغريدة له إن اللقاء جاء لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بالانتقال السياسي في ليبيا، في الوقت الذي يناقش فيه مجلس النواب ميزانية وطنية جديدة.

العلاقات بين القاهرة والرباط في تحسن منذ 2015، بعدما تعكّرت أكثر من مرة بإعلان كل طرف حظر دخول بعض البضائع الواردة من الدولة الأخرى

وجدد السفير تأكيده التزام الولايات المتحدة بدعم آلية لإدارة عائدات النفط بطريقة تعزّز تحقيق أقصى قدر من الشفافية والتعاون بين جميع القوى السياسية في ليبيا، وتسهل الاتفاق المبكر على مسار للانتخابات البرلمانية والرئاسية في أسرع وقت ممكن. وقال نورلاند: "تظل الانتخابات الوطنية ضرورية لإضفاء الشرعية على المؤسسات والقيادة السياسية الليبية في نظر الشعب الليبي والعالم.