13-أبريل-2022
مسدس شبح

مسدّس مركّب من قطع بلا أرقام متسلسلة (NPR)

تسجّل الولايات المتحدة الأمريكية كل عام أرقامًا قياسية جديدة في أعداد القتلى الذي يسقطون في حوادث إطلاق نار. فمنذ مطلع العام الجاري فقط، قتل أكثر من 5000 أمريكي بالرصاص، في ظاهرة باتت تشكّل قلقًا متزايدًا للإدارة الأمريكية وعموم المواطنين، وتدفع باتجاه اتخاذ خطوات جازمة لمحاربة ظاهرة انتشار السلاح في المجتمع الأمريكي ووضع قيود جديدة على تداولها.

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مطلع الأسبوع عزمه فرض إجراءات جديدة صارمة للتعامل مع ما يعرف باسم "الأسلحة الشبح"

فقد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مطلع الأسبوع عزمه فرض إجراءات جديدة صارمة للتعامل مع ما يعرف باسم "الأسلحة الشبح"، وهي الأسلحة التي لا تحمل أرقام تسجيل تسلسلية يمكن تتبعها لمالك محدّد، والتي تتحدث تقارير عن تفشي انتشارها في العديد من الولايات الأمريكية في السنوات الماضية.


مقالات قد تهمّك: 

مجزرة صامتة: 430 قتيلًا في 915 حادث إطلاق نار في أسبوع واحد في أمريكا


وتعدّ "الأسلحة الشبح" هي الأسلحة الأكثر استخدامًا بين المجرمين، وذلك لصعوبة تقفي مصدر الطلقات إلى السلاح الذي أطلق منه، والذي يكون بالعادة سلاحًا قابلًا للفكّ والتركيب بسهولة، ويستخدم في تنفيذ عمليات قتل أو اعتداء سريعة مخطط لها.

إلا أن الأمر التنفيذي الذي أصدره بايدن من شأنه أن يطلق مراجعة عامة في البلاد فيما يتعلق بتداول هذه الأسلحة وانتشارها وكيفية الحصول عليها، وذلك عبر فرض رقابة مشددة على قطع الأسلحة القابلة للتركيب، والتي ستكون بموجب القوانين الجديدة خاضعة لإجراءات التسجيل السارية على الأسلحة المجمّعة الكاملة المتوافرة في متاجر الأسلحة، وعدم بيعها إلا بعد إجراء التحقق اللازم من هوية المشترين.

الأسلحة الشبح

كما سيتعيّن على مصنّعي قطع الأسلحة التي تستخدم في تركيب الأسلحة الشبح وضع أرقام تسلسلية عليها لترخيص بيعها. أما الأسلحة الشبح المتوفرة في المتاجر نفسها، فلن يكون بالإمكان تداولها وبيعها بموجب القانون الجديد، إلا بعد إضافة أرقام تسلسلية عليها.

وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن من شأن هذه القوانين الجديدة أن تزيد من صعوبة الوصول إلى الأسلحة الشبح التي لا يمكن تعقبها، إضافة إلى أنها ستوفر للجهات المعنية المزيد من المعلومات الجنائية التي قد تكون حاسمة في التعامل مع جرائم إطلاق النار وتحديد مرتكبيها.

ما هي الأسلحة الشبح؟

الأسلحة الشبح هي أسلحة غير مسجّلة، وعادة ما تكون مركّبة من عدة قطع متفرقة، أو عبر آلية الطباعة ثلاثية الأبعاد، بناء على تعليمات تصنيع وتركيب يتم شراؤها عبر الإنترنت أو معارض الأسلحة. ولا تحمل الأسلحة الشبح أرقامًا تسلسلية، بخلاف المسدسات التقليدية الجاهزة للاستخدام، وهو ما يجعل من المستحيل معرفة مصدرها وتعقب صاحبها. ووفق القوانين الحالية في الولايات المتحدة، فإن الأسلحة الشبح لا تصنّف ضمن "الأسلحة النارية"، ما يعني أنها لا تخضع للقيود المفروضة على مبيعات الأسلحة المعروفة في متاجر الأسلحة، والتي تشمل تسجيل هوية المشتري والتحقق من خلفيته. إلا أن الأسلحة الشبح، بمجرد تركيبها أو طباعتها، وعبر عملية بسيطة لا تستغرق سوى 15 دقيقة، تتحوّل إلى سلاح ناري حقيقي قاتل، وخفيّ.

الأسلحة الشبح

بحسب تقرير لبلومبيرغ، فإن عدد الأسلحة النارية التي لا تحمل أرقامًا تسلسلية والتي صادرتها السلطات وأجهزة الأمن قد بلغ 23,000 قطعة، وذلك بين العامين 2016 و2020. وبحسب التقديرات، فإن أكثر من 2,500 قطعة من الأسلحة الشبح استخدمت في أنشطة إجرامية بين العامين 2010 و2020. كما يشير تقرير بلومبيرغ إلى أن الأسلحة الشبح، رغم خطورتها، إلا أنها لا تمثّل سوى جزء صغير جدًا من عدد الأسلحة الضخم المنتشر بين الأمريكيين، والذي يقدّر بزهاء 393 مليون سلاح. ومع ذلك، فإن مكافحة انتشارها في الولايات المتحدة يعدّ مطلبًا عاجلًا، وذلك لتفادي تزايد انتشارها والتساهل في تداولها.