24-مايو-2022
جدري القرود

يستمر تسجيل عشرات الحالات الجديدة في دول مختلفة حول العالم بمرض جدري القرود، وهو مرض فيروس عُدّ في السابق نادرًا ومتوطنًا في بعض أجزاء القارة الأفريقية. إلا أن ظهور حالات مصابة بهذا المرض وعلى نحو مفاجئ في المملكة المتحدة وبعض الدول الأخرى، مثل كندا والولايات المتحدة وفنلندا، قد أثار تخوّفات من احتمال طروء تحوّر على الفيروس المسبب للمرض، ونشوء موجة وبائية جديدة في العالم.  

أعرب برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز عن قلقه بشأن التحريض المستمر ضدّ فئات معينة في المجتمع بسبب ظهور حالات من مرض جدري القرود بينهم 

ويتسم مرض جدري القرود، أو جدري القردة، بعدد من الخصائص التي تميزه عن الأنواع الأخرى من مرض الجدري الفيروسي، وذلك لأن جدري القرود بنسخته الحالية لا ينتشر بين الناس بسرعة، كما أن أعراضه الأولية طفيفة، على الرغم من احتمال تفاقمه في بعض الحالات في حال عدم المبادرة إلى مراجعة الأطباء المختصين. 

جدري القرود

إلا أنّه، وبالنظر إلى اعتراف السلطات في بعض الدول التم تسجيل إصابات بالمرض فيها بأن نسبة كبيرة من الحالات المبلغ عنها من العدوى قد أصابت رجالًا يصفون أنفسهم بأنهم مثليون أو ذوو ميول جنسية ثنائية أو لا يمانعون من ممارسة الجنس مع الرجال، فقد أعرب برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز عن قلقه بشأن كيفية تناول هذه الجزئية في وسائل الإعلام، واحتمال أن يكون لها انعكاسات مجتمعية سلبيّة على مجتمع الميم والتمييز ضدّهم أو استهدافهم. 


مقالات قد تهمّك: 

ما هو مرض جدري القرود.. ما أعراضه وأين ينتشر وكيف يختلف عن الجدري العادي؟

جدري القرود.. حالات جديدة في بريطانيا وتخوف من الانتشار المجتمعي


 

وقد حذّر القائمون على البرنامج من كيفية تناول وسائل الإعلام للمسألة ووضعها في قالب يوهم بأن الإصابات لا تصيب سوى المثليين حصرًا أو ثنائيي الجنس أو الرجال الذين يعبرون عن ميول جنسية متعدّدة. فوفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الإصابة قد بالعدوى قد تحدث لأي شخص كان، من كلا الجنسين، في حال اتصاله جسديًا واختلاطه مع شخص مصاب بالعدوى أو تعامل مع أغراضه الشخصية، مثل المناشف أو الألبسة أو حتى ملاءات السرير أو المقاعد. وأكدت المنظمة أن خطر الإصابة بالمرض لا يقتصر على فئة معينة من الناس. 

وقد دعا البرنامج الأممي المشترك الخاص بفيروس نقص المناعة البشرية إلى التعامل مع المرض بعيدًا عن التهييج الإعلامي والتحريض ضد فئات معيّنة من المجتمع، والاستجابة لأية حالة مع اعتبار خاص لحقوق المرضى وحقهم بالخصوصية والأمان والعلاج. 
ووفق ماثيو كافانا، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية، فإن وصمة العار التي قد تلاحق الأفراد المصابين بالمرض ولومهم قد تكون كفيلة بتقويض قدرة السلطات على الاستجابة السريعة والفعالية للحالات والقدرة على رصدها في المجتمع. وقال كافانا إن "خطاب الوصم يمكن أن يعطل الاستجابة القائمة على الأدلة بسرعة من خلال تأجيج دورات الخوف، وإبعاد الناس عن الخدمات الصحية، وإعاقة الجهود المبذولة لتحديد الحالات، وتشجيع الإجراءات العقابية غير الفعالة".

وصمة العار التي قد تلاحق الأفراد المصابين بالمرض ولومهم قد تكون كفيلة بتقويض قدرة السلطات على الاستجابة السريعة للمرض

وأكّد كافانا على أنّ التفشي المحتمل لمرض جدري القرود "يسلط الضوء على الحاجة الملحة للقادة لتعزيز الوقاية من الأوبئة، بما في ذلك بناء قدرة أقوى بقيادة المجتمع وبنية تحتية لحقوق الإنسان لدعم الاستجابات الفعالة، التي لا تنطوي على الوصم، لحالات تفشي الأوبئة".

 

للمزيد من المعلومات حول مرض جدري القرود تابع هذا المقال