16-مايو-2022
لوحة لـ ياروسلاف بوسزيل/ بولندا

لوحة لـ ياروسلاف بوسزيل/ بولندا

لستِ بحاجةٍ

إلى أن تفهمي ما سأقولهُ..

لذا دعيني من التّقريبِ الأكثرِ سذاجةً

وَافتحي أذنيكِ

-أو

عينيك-

فيما لو كانَ الكلامُ أقلَّ من الصّمتِ المُعتادْ

.

.

 

ردّي عليَّ ما لا تفهمينهُ

بأجوبةٍ

أبعدَ من زجِّ مفاتنكِ في فمي لأقول أكثرَ..

 

جرّبي مثلًا

أن تحُكّي برأس سكينٍ، فراشة الوشمِ أسفلَ سُرّتكِ

أو مثلًا..

أن تُكابري أمام الرّغبة، في أن يمرّ عليكِ فمي

ليصطادنا.

 

.

.

 

في آخر الشّارعِ، الممتدّ فوق المنازل بين بيتي وبيتكِ، ثمّة خطرٌ في التّأويل، فلا ضوءُ غُرفتكِ المنسيُّ مكشوفًا على لصّ خفيفٍ، يوحي من خلف السّتائرِ أن يديكِ صاحيتان، ولا خوفُ اللّصوص من استيقاظكِ فجأةً، يردّهم عمّا تقضينَ اللّيل كلَّه، في إحصائهِ.

 

.

.

 

ستسقطُ ورقةٌ

من الشّجرة الوحيدةِ في بالك

تتهاوى بخفّتها مُسرعةً

للوصول أخيرًا عند أصابع قدميك.

 

لم أتخيّل في الحقيقة، المكانَ الّذي قد تكونين الآن واقفةً عليه. لكنّ البلاط البارد، هو أكثر ما يستطيعه التّخمينُ، طالما أنّ المشهدَ، رُخامٌ في رُخام.

.

.

 

دعيني الآن أقول

ما أرغبُ حقًا، في ألّا تفهميه

 

إنّ بقاءكِ في حُزنكِ، منقوعةً

كورقةٍ

سقطت

من

شجرة

وبقائي في الصّمت المُبلّلِ

أنتفشُ كقطنةٍ

 

لن يداويَ الجُرحَ في صُدفةٍ ربّيناها معًا

كانت تأملُ

-ولو لمرّةٍ واحدةٍ-

 

أن تتحقّق.

 

*

 

 

لقد ارتكبتُ فراغًا شاسعًا

قلتُ

مالم أدرّب لساني على قولهِ

واستنفدتُ كلَّ أساليب الإيجاز القديمةِ

 

أفعلُ الحماقاتِ عن عمدٍ، رغمَ الخسارةِ الّتي -دائمًا- تلوّح لي من خلف الأشياء. لأنّ المرايا هي الوحيدةُ. مهما جالَ في بالها المكرُ، لا تستغربُ رَجلًا يقفُ أمامَها، ويظلُّ في تساؤلٍ دائمٍ..

عن "حِجابٍ" دسّتهُ "النفّاثاتُ" في ثيابه، وفي جيبٍ صغيرٍ، أسفل قلبهِ.

.

.

 

كانت امرأةً

رغمَ وضوحِ حياديّتها في اختبارِ استجابتنا

تحلُم بإبرةٍ للخياطةِ

وقربَ يديها قماشُ العالم كلّه. مطويٌّ في قلبي.

 

وكنتُ السّائرَ وحدي، في تُرابٍ ضيّقٍ

يُفضي آخرهُ إلى بئرٍ،

خفتُ التزوّدَ منها رغم العطش.

.

.

 

بين امرأةٍ تُخفي خبرَتها بخيطٍ

ورجلٍ أجبنَ من أن يرمي دلوَهُ في مائها

فراغٌ شاسعٌ

كأنّ مرآتين متقابلتين، تكرّرانِهِ.