18-مايو-2022
جدل البوركيني في فرنسا

تجدّد الجدل حول البوركيني في فرنسا (Getty)

أقرت مدينة غرونوبل الفرنسية السماح للنساء بارتداء ما يعرف باسم "البوركيني" في حمامات السباحة العامة، وهو ما جدّد الجدل حول واحدة من أبرز القضايا المثيرة للاستقطاب في المجتمع الفرنسي، والمتعلقة بأنماط اللباس في الأماكن العامة، وخاصة بين المسلمين في فرنسا.

القرار الذي أصدرته السلطات المحلية في مدينة غرونوبل يتجاوز هذه القيود ويمنح المرأة الحق في ارتداء البوركيني

ويعرف البوركيني بأنه رداء للسباحة يغطي جسم المرأة كاملًا بما ذلك شعرها، وترتديه المسلمات الراغبات في السباحة على الشواطئ العامة أو حمامات السباحة المشتركة، وهو لباس يثير الكثير من الجدل في فرنسا ودول غربية أخرى، خاصة في موسم الإجازة الصيفية.

ويحظر ارتداء البوركيني بشكل رسمي في فرنسا في معظم حمامات السباحة التابعة للدولة، وذلك لأسباب تتعلق بالصحّة العامة، وليس لأسباب دينية، على حد وصف السلطات الفرنسية، والتي تدّعي حرصها على تعميم قواعد صارمة فيما يتعلق بالزيّ الأنسب للسباحة على الجميع، وذلك يشمل الرجال الذي عليهم ارتداء شورتات ضيّقة عند السباحة في هذه الأماكن.

إلا أن القرار الذي أصدرته السلطات المحلية في مدينة غرونوبل يتجاوز هذه القيود، ويمنح المرأة الحق في ارتداء البوركيني، كما يتيح للرجل ارتداء الشورتات الطويلة أو الفضفاضة. من جهة أخرى، اشتمل قرار مجلس المدينة على السماح لأي امرأة بالاستحمام في المسابح الحكومية وهي عارية الصدر، بخلاف ما كان معمولًا به في السابق.

عمدة مدينة غرونوبل، إريك بيول، يعد أحد أبرز السياسيين الفرنسيين المحسوبين على اليسار في مجلس المدينة، ولطالما دعا إلى تغيير قواعد اللباس الخاصة بالمرأة في المجتمع الفرنسي، وهي الدعوة التي تجد معارضة واسعة في فرنسا، ولاسيما مع تزايد تأثير التيارات اليمينية واليمينية المتطرفة فيها. ولم يحصل قرار تغيير قواعد اللباس في مسابح المدينة القريبة لجبال الألب في فرنسا إلى بأغلبية ضئيلة، بواقع 29 صوتًا مقابل 27 صوتًا، وامتناع تصويت عضوين في المجلس، في جدال محتدم استمر طوال ساعتين ونصف الساعة قبل التصويت.

البوركيني في فرنسا

جدل واسع ودعوات لسحب القرار

كان للقرار أصداء كبيرة في فرنسا، ولاسيما في منطقة أوفرن-رون آلب، التي تتبع لها المدينة، والتي هدد المسؤولون فيها بقطع التمويل عن مدينة غرونوبل، حيث سيسري قرار السماح بارتداء البوركيني للفرنسيات. وقد اتهم بيول، عمدة غرونوبل، وعضو "حزب الخضر"، بأنه يقود البلاد إلى أزمة جديدة، وأنه يجري "صفقات مع الإسلام السياسي"، ويحاول استمالة المكوّن المسلم في المجتمع الفرنسي و"شراء أصواته".

دعا آخرون إلى إجراء استفتاء عام في المدينة من أجل حسم المسألة، التي تحيطها حساسية شديدة في فرنسا

وقد دعا آخرون إلى إجراء استفتاء عام في المدينة من أجل حسم المسألة، التي تحيطها حساسية شديدة في فرنسا، وتعد مادّة خصبة للاستقطاب.