04-مايو-2022
صحافة

"Getty"

نشرت منظمة "مراسلون بلا حدود" النسخة رقم 20 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة، بالتزامن مع إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف في الثالث من آيار، والذي تنظمه الأمم المتحدة منذ عام 1993، بهدف توفير فرصة للصحفيين وممثلي المجتمع المدني والسلطات الوطنية والأكاديميين والجمهور، لمناقشة التحديات الناشئة التي تواجه حرية الصحافة وسلامة الصحفيين والعمل على إيجاد الحلول.

 تقرير هذا العام ركّز بشكل أساسي على كيفية قيام الدول باستخدام سلطتها في مختلف المجالات، بهدف قمع عمل الصحفيين، والتعتيم أو حجب المعلومات عن الناس، وتغذية وسائل التواصل الاجتماعي بمعلومات مضلّلة بهدف التأثير على الرأي، كما كان الحال في فرنسا التي احتلت المرتبة الـ 26 في التصنيف العام، إبّان التحضير للانتخابات الرئاسية.

الصين وإيران ضمن الدول العشر الأسوأ

كما جرت العادة، سجّلت الدول الاسكندنافية أرقامًا إيجابية  في مجال حرية الصحافة، حيث احتلت النرويج، الدانمارك والسويد، المراكز الثلاثة الأولى، بينما حلّت الولايات المتحدة الأمريكية المركز الـ 42. وفيما يخص المراكز العشرة الأخيرة، برز كلّ من الصين التي احتلت المركز الـ 175، والتي يعتبرها التقرير واحدة من أكثر  الدول القمعية في العالم، خاصةً مع استخدامها ترسانتها التشريعية لتقييد سكانها وعزلهم عن العالم، بينما أتت إيران في المركز قبل الأخير. فقط في كوريا الشمالية وضع الحريات الصحفية أسوأ من إيران، دائمًا بحسب التقرير. 

العراق الأسوأ عربيًا في مجال حرية الصحافة

على الصعيد العربي، حافظت تونس على المركز الأول عربيًا، إذ احتلت المركز الـ 95، بينما تقدمت قطر 11 مركزًا لتصبح في التصنيف الثاني عربيًا، والـ 110 عالميًا، واحتل العراق الذي انتشرت فيه مؤخرًا ظاهرة اغتيال الناشطين والمدونين، المركز الأخير عربيًا والـ 171 عالميًا، متخلفًا بمرتبة واحدة فقط عن سوريا التي يمارس النظام فيها تعتيمًا كبيرًا على ما يجري داخلها، ويقبع في زنازينه الكثير من الصحفيين والناشطين الذين  كانوا يعملون في على تغطية الحرب الدائرة هناك.

أما لبنان فقد تراجع 23 مرتبة دفعة واحدة، وأصبح في المرتبة الـ 130، بعدما امتاز البلد على مدار العقود الماضية بحرية الصحافة والتعبير، وكانت مقاهي ومكتبات العاصمة بيروت قبيل الحرب الأهلية وفي الفترة التي تلتها، منبرًا للصحفيين، الكتّاب والشعراء من كافة الأقطار العربية. تراجُع تصنيف لبنان المستمر على امتداد السنوات الماضية سببه بشكل أساسي الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة التي يعيشها لبنان، ونجاح السلطة الحاكمة في وضع يدها على معظم وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، في ظل تخبّط الإعلام وانقسامه وعدم قدرته على لعب الدور المطلوب منه، فظهرت الكثير من حالات تهديد وترهيب الصحفيين خوفًا من وصولهم إلى الحقيقة في الكثير من الملفات الشائكة في لبنان كانفجار مرفأ بيروت مثلًا.

التقرير نفسه شبّه الواقع الصحفي في اليمن بالجحيم، وأشار إلى أن ثلاثة صحفيين لقوا مصرعهم هذا العام في اليمن خلال قيامهم بتغطية صحفية، فيما نجا الصحفي محمود العتيمي  من محاولة اغتيال  بسيارة مفخخة، وفّتلت بالانفجار زوجته رشا عبدالله الحراري.

بدورها تراجعت مصر مرتبتين، وأصبحت في المركز الـ 168، في الوقت الذي ذكر موقع الجزيرة نت، أن مصر لا تزال تعتقل أربعة صحفيين يعملون بالجزيرة مباشر، وقد اعتقلوا جميعًا عقب سفرهم إلى مصر لقضاء الإجازة مع عائلاتهم وخارج نطاق العمل.

وأشارت الجزيرة  إلى أن أحد الموقوفين  ويدعى هشام عبد العزيز، بحاجة لعملية جراحية في عينه، كما أنه تخطى المدة القانونية للتوقيف الاحتياطي، فيما يحتاج الموقوف أحمد النجدي ( 67 عامًا )، إلى عملية قسطرة في القلب وعملية زرع بديل لركبته المتآكلة، وقد تم منعه من أخذ حقنة تسكين الألم منذ أكثر من عام ونصف.

الناشطون العرب يحيون اليوم العالمي  لحرية الصحافة

أطلق صحفيون وناشطون حقوقيون من مختلف الدول العربية  وسم #اليوم_العالمي_لحرية_الصحافة، للتعبير عن الحال الصعب التي يعيشها الصحفيون، الإعلاميون والمدونون العرب، وما يواجهونه من اغتيالات واعتقالات، ومحاولات للتضييق عليهم خلال تأديتهم لمهامهم الصحفية.

الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم، وجّه تحية إلى الصحفيين الذين لا يزالون يعترفون بقدسية المهنية، ويؤمنون بقيم الحرية والصدق والحقيقة، فيما القسم الأكبر يقامر بصوته وقلمه، في سبيل العلب المعقودة بشرائط من المال على حد تعبيره.

بينما وجّهت الإعلامية اللبنانية صبيحة النجار التحية لكل صحفي وصحفية لم يتواطؤا مع السلطة، ولم يغيروا يوما في مبادئهم ومهنيتهم من أجل أي زعيم سياسي. تحية لكل من حافظ على رفع سقف الحرية إلى أقصى الحدود.

الصحفي اليمني أحمد جحاف تساءل بدوره : " لماذا كل هذا التعتيم الإعلامي على حرب اليمن؟ لأن التحالف الذي تقوده السعودية، ويضم  الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والإمارات، يستخدمون الأموال لإخفاء جرائمهم، وإسكات جميع وسائل الإعلام المعارضة لحربهم ضد اليمن.

ونشر الناشط العراقي ياسر الجبوري صورة للصحفي هادي المهدي الذي تعرض للاعتقال من المخابرات العراقية، وقُتل أمام منزله في العام 2011 وكتب معلّقًأ : " أول شهيد للمليشيات المنفلتة في بغداد، قتلوه داخل بيته ايام كانوا يتمتعون بحماية المالكي لإسكات أعلى الأصوات آنذاك وهو هادي، شهيد الصحافة المفقودة اليوم.