20-مايو-2022
ادريسا غاي

"Getty"

أعلن مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي ماوريسيو يوشيتينيو أن لاعبه السنغالي إدريسا غييه، غاب عن المباراة التي خاضها الفريق السبت الماضي ضد مونبلييه في الدوري الفرنسية لأسباب شخصية لم يكشف عنها، لتعود بعدها وكالة بي بي سي البريطانية، وتؤكّد أن بطل إفريقيا مع السنغال رفض المشاركة في المباراة لتجنّب ارتداء شعار ألوان قوس القزح الذي يدعم مجتمع المثليين.

ادريسا غاي

الاتحاد الفرنسي لكرة القدم دعا للعام الثاني على التوالي، الأندية الفرنسية لارتداء قمصان عليها تصميم قوس قزح، إحياءً لليوم العالمي لمناهضة "رهاب المثلية" الذي يصادف الـ17 من أيار \ مايو ، مع العلم أن غييه لم يشارك في مباراة فريقه العام الماضي أيضًا للمناسبة نفسها، وقال يومها إنه كان يعاني من التهابات في المعدة.

مجلس الأخلاقيات في الاتحاد الفرنسي لكرة القدم طلب الأربعاء من غييه تقديم تبريرات لغيابه عن مباراة فريقه، إشارةً إلى أن سلطات السنغال التي يمثل غييه منتخبها الوطني، تجرّم المثلية الجنسية وتعاقب بالسجن لمدة خمس سنوات كلّ من يمارسها أو يجاهر بها.

ادريسا غاي

غياب إدريسا غييه عن مباراة مونبيلييه، ومطالبة الاتحاد الفرنسي له تبرير تصرفه، سرعان ما تحول لقضية رأي عام في فرنسا والسنغال، وفي الأوساط الكروية والحقوقية، فتعرّض اللاعب لحملة انتقادات واسعة في فرنسا، ما استدعى جملة ردود فعل من الناشطين في مختلف أنحاء العالم، وقد دافع كثيرون عن موقف غييه واعتبروا أنه يمتلك الحق باتخاذ الموقف الذي يتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي الذي يعتنقه، في مقدمهم الرئيس السنغالي ماكي سال، الذي غرّد على صفحته على تويتر قائلًا : " أنا أدعم موقف إدريسا غيييه. اعتقاداته الدينية يجب أن تكون محط الاحترام "

وانضم رئيس الوزراء السنغالي السابق عبدول مبايي إلى قائمة المدافعين عن غييه فكتب على تويتر: " لا يجب الخلط بين المعتقدات وبين التحريض على الكراهية. غييه ليس معاديًا للمثلية، لكن يرفض أن تستخدم صورته في الترويج لها. دعوه لوحده."

في المقابل، هاجمت فاليري بيكريس المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة اللاعب إدريسا غييه، حيث اعتبرت أن لاعبي كرة القدم وبالأخص لاعبي باريس سان جيرمان، هم مثل عليا بالنسبة للناشئة، ويجب عليهم أن يكونوا نموذجًا يحتذى. ورفضت أن يمرّ ما اعتبرته امتناع غييه عن الوقوف مع المثليين بدون عقاب.

الناشطون المتضامنون مع غييه أطلقوا وسم #Weareallidrissa بأكثر من لغة. الممثل المصري محمد هنيدي نشر صورة لغييه وعلّق بالقول :" من غير المقبول أن يفرض على أحد التصرف بعكس معتقداته، نحن جميعًا ندعم غيييه ".

أحد الحسابات استخدم الوسم نفسه، وكتب : "فقط في فرنسا، يُهان الأنبياء، تُهاجم النساء اللواتي يلبسن الحجاب، ويعامل المسلمون بتمييز، ويسمى هذا حرية تعبير، بينما يعد رفض التضامن مع قضية معينة حتى وإن لم تنبس بأية كلمة، تخطي للحدود".

وضمن السياق نفسه، كتب مدير تحرير صفحة يلا كورة كريم سعيد :" إهانة الأنبياء وصناعة النكت عنهم حرية، بينما رفض دعم المثلية التي يحرّمها الإنجيل، التوراة والقرآن هو تطرف! من يبحث عن حرية التعبير، عليه أن لا يحرم الآخرين منها."

واعتبر الإعلامي الرياضي العماني أحمد الحارثي، أن لا أحد على الأرض يحق له أن يفرض على أي شخص أن يدافع عن فكرة تتنافى مع دينه، المثلية تتعارض مع الطبيعة البشرية ولأي شخص الحق برفضها".

يُذكر أن دعم المثليين أصبح في السنوات الأخيرة على قائمة اهتمامات الاتحادات الكروية في أوروبا، وباتت تخصّص جولات من مسابقة الدوري في أكثر من بلد من بينها إنجلترا وفرنسا لدعم المثليين، من خلال ارتداء اللاعبين لقمصان عليها شعار المثلية، ونشر العبارات المدافعة عن المثليين في الملاعب والمدرجات.