11-أبريل-2022
إيلون ماسك

يؤكّد إيلون ماسك أنّه ليس مهووسًا بفكرة الخلود (Getty)

لا يتوقف الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عن التصريح بأشياء تبدو غير معقولة للكثير من الناس. آخر الأفكار التي تناولها ماسك وأثارت الكثير من الجدل، هي فكرة "الخلود" وأن الناس يمكن بشكل ما أن يعيشوا إلى الأبد، وذلك بحيلة تقنية لطالما دافع عنها، تمثل في الربط العصبي بين البشر والآلات.

بالإمكان نظريًا تركيب جزء من محتوى الدماغ البشري على الروبوت، وهو الجزء الذي يعتقد أنه يجمع خلاصة الكائن البشري وذكرياته وسماته الخاصة

يقول ماسك، البالغ من العمر 50 عامًا، إن هذا ممكن حقًا، وأنه بالإمكان نظريًا تركيب جزء من محتوى الدماغ البشري على الروبوت، وهو الجزء الذي يعتقد أنه يجمع خلاصة الكائن البشري وذكرياته وسماته الخاصة. وبهذا المعنى، فإن الخلود الذي يتحدث عنه ماسك، يعني تخليد الذكريات، والشخصية، هو ما يعتقد الملياردير الشهير والرئيس التنفيذي لشركة تيسلا وسبيس أكس أنه ممكن وقابل للتنفيذ والتطوير.

وبحسب ماسك، فإن هذه التقنية ستكون تطورًا تدريجيًا مقارنة بأشكال ذاكرة الكمبيوتر التي نعرفها اليوم. فجزء من ذكرياتنا محفوظ بالفعل اليوم على الهواتف الذكية والحواسيب والأجهزة المحمولة، بكل ما فيها من صور ومقاطع فيديو ورسائل ومقاطع صوت. لكن فكرة ماسك تتعلق بإطالة عمر الوجود للكائن البشري، عبر تنزيل (downloading) الوعي وتحميله على أجساد روبوتية، وهي فكرة قد تبدو ثورية، على الرغم من أنّها كانت حاضرة على الدوام في روايات وأفلام الخيال العلمي منذ ستينات القرن الماضي. لكن العلماء اليوم يعتقدون أن تقنية "تحميل الوعي/الدماغ" قد تكون قابلة للتنفيذ يومًا ما في المستقبل، والذي قد يكون بعيدًا بحسب بعض التقديرات.

تفاصيل عن فكرة الخلود التقني

في العام 2019، نشر مقال لعالم النفس والأعصاب الأمريكي مايكل غرازيانو، يجادل فيها بأن عملية "تحميل الدماغ" تتطلب عنصرين تقنيين: دماغ اصطناعي، وصورة عن دماغ الإنسان تستطيع أن توفّر مقياسًا دقيقًا بشكل مطلق لكيفية ارتباط التشكيلات العصبية فيه، وذلك بهدف نسخ هذه الصورة ولصقها على الدماغ الاصطناعي".

موسم ساكورا
عالم النفس والأعصاب الأمريكي مايكل غرازيانو

وبحسب غرازيانو، فإن الخطوة الأولى قد تكون بمتناول اليد. أما تحميل الوعي البشري على دماغ اصطناعي، فإن هذا حتى اللحظة متعذّر إجراؤه على إنسان على قيد الحياة، لأن تعريضه لأي جهاز قادر على التقاط صورة بالدقة المطلوبة للدماغ، ستؤدي إلى وفاته على الفور. كما أوضح غرازيانو في مقاله أنه في أكثر التصورات تفاؤلًا، فإن التواصل إلى مثل هذه التقنية قد يتطلب عقودًا على الأقل، ولكنّه أشار إلى أنّ الأمر قد يستغرق قرونًا حتى ينجح، وهو ما يشير إلى ترجيح استحالة وصول البشر حاليًا إلى هذه النقطة.

إلا أن ماسك مصرّ على تقريب هذا المشروع والاستثمار فيه، وذلك عبر شركة أطلق عليها اسم "نيورالينك"، وهو شركة مختصة بتطوير واجهات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتطمح على المدى البعيد إلى توفير منصّة للناس كي "يخزّنوا عليها ذكرياتهم، كنسخة احتياطية، واستعادتها حين يرغبون بذلك".  وسيكون ذلك عبر جهاز صغير يتم زراعته في دماغ الإنسان، ويقوم بتسجيل نشاط الدماغ، على أمل محاكاته خارجه. إلا أنّ ماسك أوضح لوسائل إعلام أمريكية في وقت سابق، بأن المشاريع التي تعمل عليها الشركة حاليًا أبسط من هذا الحلم بكثير.

معلومات عن نيورالينك

  • تأسست الشركة عام 2016 ولم يعرف عنها الكثير من المعلومات حتى العام 2017
  • تسعى الشركة لتطوير جهاز يتم تثبيته داخل رأس الإنسان لمحاولة تسجيل نشاط الدماغ، وذلك عبر أسلاك متناهية الدقّة، تزيد دقّتها عن دقّة شعر الإنسان بحوالي 20 ضعفًا.
الخلود إيلون ماسك
  • المنتج الأساسي الثاني للشركة هو روبوت يمكن أن يستوعب الجهاز المحمّل في الدماغ ويحاكي نشاطه. وقد أطلقت الشركة مقطع فيديو توضيحيًا عن الروبوت في العام 2021.

 

 

دلالات: