02-مارس-2022

شعار سلسلة "عالم المعرفة" (ألترا صوت)

ألترا صوت – فريق التحرير

هذه المساحة مخصصة، كل أربعاء، لأرشيف الثقافة والفن، لكل ما جرى في أزمنة سابقة من معارك أدبية وفنية وفكرية، ولكل ما دار من سجالات وأسئلة في مختلف المجالات، ولكل ما مثّل صدوره حدثًا سواء في الكتب أو المجلات أو الصحف، لكل ذلك كي نقول إن زمن الفن والفكر والأدب زمن واحد، مستمر دون انقطاع.


في كانون الثاني/ يناير 1978، أصدر "المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب"، في الكويت، العدد الأول من سلسلته الشهيرة "عالم المعرفة"، التي صدر منها 490 عددًا على مدار أربعة عقودٍ ونصف، لم تتوقف فيها عن الصدور إلا لمرة واحدة، ولمدة سنة تقريبًا، بين آب/ أغسطس 1990 وأيلول/ سبتمبر 1991، بسبب الغزو العراقي للكويت.

تسعى إصدارات "عالم المعرفة" إلى تعريف القارئ بأهم المفاهيم والأفكار في المجال الذي تتناوله بأسلوب يستبعد الإغراق في التخصص والإسراف في التبسيط

تُعتبر "عالم المعرفة" واحدة من أكثر سلاسل الكتب انتشارًا في العالم العربي، وإحدى أهم التجارب العربية في مجالي التأليف والترجمة، حيث ساهمت ولا تزال في إمداد المكتبة العربية بعناوين محلية وأخرى مترجمة في مجالات مختلفة، شملت الثقافة، والسياسة، والعلوم الاجتماعية، والتاريخ، والفلسفة، والتكنولوجيا، إلى جانب الاقتصاد، والبيئة، والزراعة، والتربية، والعمران.

اقرأ/ي أيضًا: أرشيفنا الثقافي: ترجمات بسام حجار

اختار القائمون على السلسلة نشر كتب تغطي مختلف قضايا العالم العربي، مثل القضية الفلسطينية، والصراع العربي – الإسرائيلي، والعلاقة بين الولايات المتحدة والدول العربية، والغزو العراقي للكويت. بالإضافة إلى قضايا اجتماعية واقتصادية منها مشاكل الشباب العربي، ومعوقات التنمية الاقتصادية، ومشاكل إنتاج الغذاء وتحديات الأمن الغذائي، وأزمات المياه، والبيئة، والتنمية الزراعية، وغيرها.

بالإضافة إلى إصدارات ثقافية وأدبية تبحث في اتجاهات الشعر العربي المعاصر وجماليات الفن العربي، وتسلط الضوء على واقع المسرح والسينما والموسيقى في العالم العربي، عدا عن العلاقة بين الإسلام والشعر، والبحث في خصوصية المدينة الإسلامية.

صدر عن السلسلة أيضًا مؤلفات تناولت قضايا سياسية وثقافية واجتماعية عالمية مختلفة، إلى جانب أخرى تتيح للقارئ العربي الاطلاع على مختلف الثقافات العالمية، والتعرف إلى سمات وتاريخ الأدب الروسي، واليوغوسلافي، والبرازيلي، والألماني، والأفريقي، واللاتيني، وغيره. ناهيك عن مؤلفات مخصصة للتعريف بأبرز المفاهيم والأفكار السياسية والاقتصادية والعلمية وما يرتبط بها من قضايا، مثل الإمبريالية، والليبرالية، والنظام الدولي الجديد، والأمن السيبراني، وصناعة السعادة والترفيه، والخيال السياسي، وغيره.

يقول الشاعر الكويتي الراحل أحمد مشاري العدواني في تقديمه للعدد الأول من "عالم المعرفة": "عندما فكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في إصدار سلسلة شهرية من الكتب الثقافية، كان ذلك بوحي من شعوره بحاجة القارئ العربي الماسة إلى الكتاب الذي يجعله مواكبًا لأحدث التطورات في مجالات المعرفة، دون أن تفقده المواكبة انتماءه لحضارته وأمته، فهو بحاجة إلى ثقافة تجمع بين روح العصر وروح الأمة معًا".

تُعتبر "عالم المعرفة" واحدة من أكثر سلاسل الكتب انتشارًا في العالم العربي، وإحدى أهم التجارب العربية في مجالي التأليف والترجمة

ويضيف العدواني: "سيرى القارئ الكريم أن كتب السلسلة لا تقتصر على لون معين من ألوان الثقافة، وإنما سيتناول كل كتاب في هذه السلسلة موضوعًا معينًا، قد يجيء مرة أدبًا، ومرة أخرى علمًا، وثالثة فنًا.. وهكذا قد يكون مؤلفًا أو مترجمًا".

اقرأ/ي أيضًا: أرشيفنا الثقافي: "أنا أحيا".. رواية لبنانية مثيرة للجدل

ويشير الراحل، وهو من مؤسسي السلسلة، إلى أن غاية الكتاب الذي يصدر عنها، شهريًا، هي: "تعريف القارئ بأهم المفاهيم والأفكار في المجال الذي يتناوله، وذلك بأسلوب يستبعد الإغراق في التخصص والإسراف في التبسيط. فالكتاب موجه – في الأساس – للقارئ المثقف غير المتخصص، ومع هذا فإنني أعتقد أن القارئ المتخصص سيجد في الكتاب طرافة في معالجة الموضوع. كما سيجد فيه القارئ العادي ما يثير عنده حب الاستطلاع، وما يفتح له آفاقًا جديدة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

أرشيفنا الثقافي: ترجمات غائب طعمة فرمان

أرشيفنا الثقافي: "تحرير المرأة".. كتاب أثار أطول معركة فكرية في القرن العشرين