18-يناير-2022

"ييني شفق"

بعد استبدال تركيا علامتها التجارية على منتجات البلاد بموجب قرار رئاسي، من "Made in Turkey" إلى "Made in Türkiye" في كانون الأول/ديسمبر الفائت، رغبة بتعزيز مكانتها عالميًا، تعتزم في الوقت الحالي تغيير شكل كتابة اسم البلاد لدى الأمم المتحدة إلى شكله محليًا، أي كتابته باللفظ التركي بدلًا من الإنجليزي.

وأطلقت دائرة الاتصال في الحكومة التركية قبل أيام، حملة #HelloTürkiye دعمًا لعزم البلاد استخدام هذا الشكل الإملائي في كتابة الاسم دوليًا، ورفعًا للوعي العالمي حول استخدام الاسم الأصلي للبلاد، بحسب ما ذكرت قناة  TRT Worldالتركية.

ونشرت دائرة الاتصال عبر حسابها في تويتر مقطعًا ترويجيًا، مع تعليق "إنه الوقت المناسب لقول #helloTürkiye!"، الأمر الذي لاقى إعجابًا من قبل الجمهور التركي وتداولًا واسعًا لفيديو الحملة الإعلانية.

فخر الدين ألتون، مدير الاتصالات في الرئاسة التركية، قال في تغريدة له، مستخدمًا الشكل المحلي لكتابة اسم بلاده، إن "تركيا تقوي نفسها وهويتها في اللغة والتواصل كما في كل مجال"، مردفًا "من أجل تركيا إنها Türkiye وليست Turkey".

مواجهة السخرية الأوروبية

مثلما يدعى الديك الرومي باللغة العربية بهذا الاسم، فإن الديك يصبح ديكًا تركيًا في أوروبا، وهنديًا لدى الأتراك، إلا أن الاسم بكتابته بهذا الشكل "Turkey" يحمل كما يبدو إشارات هزلية وسخرية عند الأوربيين، تسعى تركيا إلى تغيير هذه الصورة "السيئة" في الساحة الدولية، وفق ما نقل موقع "عين الشرق الأوسط" عن شخصيات تركية قولها.

بدورها، أشارت مريم إليدا أطلس، الصحفية وعضو مجلس إدارة في قناة TRT التركية، إلى أن الهجمات المعادية للأجانب والمعادية للإسلام غالبًا ما تشبّه تركيا بالديك الرومي، مضيفة "الحفاظ على سمعة الدولة مهم جدًا".

حساب ناظلي إسطنبول لفت عبر حملة "هللو تركيا"، إلى السخرية التي كان يتعرض لها عند تعريفه عن نفسه وأنه من "Turkey"، كتب "نظروا إلى وجهي ثم اضطروا إلى قول ديك رومي – ديك رومي".

ووفقًا لموقع عين الشرق الأوسط فإن المؤرخين يُرجعون إطلاق أوروبا اسم "Turkey" على الديك الرومي إلى عادة يمتد جذرها إلى القرون الوسطى، عندما كانت تسمّي الدول الأوربية المنتجات التي تصلها عبر تركيا بـ"تركي"، كحال السجاد التركي أو الدقيق التركي وغيرها.

من جهته، يعتقد السفير المتقاعد أونال جيفيكوز، العضو البرلماني والعضو البارز في حزب الشعب الجمهوري المعارض، أنه لا داعي للتحسس بشأن ارتباط تركيا بطائر الديك الرومي، "نحن نربط أيضًا هذا الطائر باللغة التركية بالهند، أعتقد أن تغيير الاسم مضيعة للوقت"، مبررًا "إدخال الاسم على الساحة الدولية شيء وإقناع الجميع باستخدامه شيء آخر، ففي عام 2016، اختصرت جمهورية التشيك اسمها إلى تشيكيا، لكنها لم تشتهر قط".

عوائق محتملة

صرّح مسؤولان تركيان لموقع عين الشرق الأوسط عن عزم الحكومة التركية لتغيير اسمها الرسمي المعترف به دوليًا باللغة الإنجليزية إلى "Türkiye"، وذلك من خلال تسجيلها لدى الأمم المتحدة في الأسابيع المقبلة، فيما تمت الإشارة إلى احتمالية وجود عائق وهو حرف "Ü" باللغة التركية غير الموجود بالإنجليزية، إلا أن مراقبين قالوا إن أحد العلاجات المتوقعة هو استخدام حرف "U" الإنجليزي بدلًا من "Ü" في الاسم الجديد.

لكن وفي حال اعتماد الاسم الجديد هل تنجح تركيا بفرض شكل اسمها اللغوي الجديد دوليًا مثلما تغيّر اسم مدينة إسطنبول من القسطنطينية إلى مسماه الحالي؟ وهل يخطو حذوها دول أخرى؟ للتاريخ أجوبة بنعم ولا.

التصريحات التركية لفتت إلى عدم وجود توقيت دقيق لتغيير الاسم، وأنه لا يزال قيد نظر الحكومة، أي أن هناك نية لتغيير الاسم، لكن لم يتم تقديم طلب رسمي للأمم المتحدة بعد، لكن وعلى ما يبدو فإن التحضير لذلك بدأ منذ تغيير تركيا لعلامتها التجارية، مرورًا بحملاتها الإعلانية وتصريحات مسؤوليها.

وكانت وزارة الخارجية التركية قد غيّرت من شكل كلمة تركيا في مراسلاتها الدولية وشعار موقعها الرسمي النسخة الإنجليزية، حيث اتخذت الاسم "REPABLIC OF TÜRKİYE" بدلًا من REPABLIC OF TURKEY"".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

العاصمة التركية أنقرة.. رابع المدن التجريبية في إحدى مبادرات "الميتافيرس"

تركية تدخل موسوعة غينيس كأطول امرأة على قيد الحياة في العالم