استكمل حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (BAFTA)، الذي أُقيم في القاعة الملكية في لندن أمس الأحد، الفوضى التي ميزت موسم الجوائز الحالي، إذ لم يستطع أي فيلم حتى الآن الهيمنة على حفلات توزيع الجوائز الكبرى. بالمقارنةً مع الموسم الفائت، حصد فيلم "أوبنهايمر" لكريستوفر نولان سبع جوائز، لم يتمكن أي فيلم من تجاوز 4 جوائز في الموسم الحالي.
وفاز فيلم "Conclave" (المجمع المغلق)، للمخرج الألماني إدوارد بيرغر، بأربع جوائز وهي: جائزة أفضل فيلم، وأفضل فيلم بريطاني، وأفضل سيناريو مقتبس، وأفضل مونتاج. وكان الفيلم المقتبس من رواية بالعنوان نفسه للكاتب روبرت هاريس، قد تصدر قائمة ترشيحات البافتا بـ12 ترشيحًا.
يُنظر إلى "Conclave" على أنه أحد أهم أفلام 2024، وقد حظي باهتمام واسع من قِبل النقاد الذين اعتبره كثيرون منهم تحفة فنية، مع التركيز على الأداء المبهر للمثل الإنجليزي رالف فاينس. وتدور أحداث الفيلم داخل الفاتيكان، حيث يجتمع الكرادلة في مجمع سري لانتخاب بابا جديد بعد وفاة البابا السابق، ويُكلّف الكاردينال لورانس (الذي يؤدي دوره فاينس) بتنظيم هذا الحدث الذي يكشف من خلاله الكثير من الأسرار والفضائح التي تضعه أمام تحديات أخلاقية وسياسية يشعر معها بأن استقرار الكنيسة بات مهددًا.
تصدر فيلما "Conclave" و"The Brutalist" قائمة الفائزين في حفل توزيع جوائز البافتا بعدما حصد كل منهما 4 جوائز
وتقاسم فيلم "The Brutalist" (الوحشي) الصدارة مع "Conclave"، إذ فاز بدوره بأربع جوائز هي: جائزة أفضل مخرج التي فاز بها المخرج الأميركي برادي كوربيت، وأفضل ممثل التي ذهبت إلى الممثل الأميركي أدريان برودي، وأفضل تصوير سينمائي، وأفضل موسيقى تصويرية. وكان الفيلم الذي عُرض لأول مرة في 20 كانون الأول/ديسمبر الفائت قد حصل على تسع ترشيحات.
الفيلم دراما تاريخية تدور أحداثه في عام 1947 حول مهندس معماري مجري يهودي يهرب من أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية إلى الولايات المتحدة. وهناك، يبدأ المهندس لازلو توث (أدريان برودي) بإعادة بناء مسيرته المهنية، لكنه سرعان ما يجد نفسه أمام تحديات مهنية وشخصية تؤثر سلبًا على مجرى حياته وحياة زوجته، قبل أن يتعرضا لحادثة مصيرية تقلب حياتهما رأسًا على عقب.
وتمكن فيلم "Anora" للمخرج الأميركي شون بيكر من حصد جائزتين فقط، هما: أفضل ممثلة رئيسية التي ذهبت إلى الممثلة الأميركية مايكي ماديسون، وأفضل اختيار ممثلين لكل من شون بيكر وسامانثا كوان. والجدير بالذكر أن "Anora" يُعد من أبرز المرشحين لجوائز الأوسكار بعد حصده ست ترشيحات، عدا عن فوزه بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، والعديد من الجوائز الأخرى المهمة.
يُقدّم الفيلم بوصفه عملًا دراميًا كوميديًا يروي قصة راقصة تعري تبلغ من العمر 23 عامًا، وتعيش حياة رتيبة في أحد أحياء نيويورك تتغير عندما تلتقي صدفة بشاب روسي ثري يقرر الزواج منها، لكنه يواجه معارضة كبيرة من والديه اللذين يحاولان إلغاء هذا الزواج بأي وسيلة.
أما فيلم "Emilia Pérez"، الذي حصد 11 ترشيحًا، فقد فاز بجائزتين فقط، هما: أفضل ممثلة مساعدة التي ذهبت إلى الممثلة الأميركية زوي سالدانيا، وأفضل فيلم بلغة غير إنجليزية. فيما نال فيلم "A Real Pain" جائزتي أفضل ممثل مساعد لكيران كولكين، وأفضل سيناريو أصلي لجيسي أيزنبرغ.
وذهبت جائزة أفضل فيلم وثائقي إلى فيلم "Super/Man: The Christopher Reeve Story". أما جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، فكانت من نصيب "Wallace & Gromit: Vengeance Most Fowl"، الذي فاز أيضًا بجائزة أفضل فيلم للأطفال والعائلة.