18-فبراير-2017

موقع صراحة

في أيام قليلة صار موقع "صراحة" من الأكثر استخدامًا في العالم العربي. تحول الموقع إلى مكان لتبادل الشتائم والنميمة والانتقام ولكنه أيضًا مكان لقول الرأي الصريح في الآخر من دون مواجهته بشكل معلن. يشبه الموقع حياتنا الاجتماعية، إذ يتطابق مع مجالس النميمة في غياب الشخص، أو في ضمر شيء له وإظهار عكسه. ووفق ما نشر على مواقع التواصل بدا الموقع وكأنه "اجترار" لواقع الحياة، "القيل والقال" في العالم العربي، خصوصًا أن مضامين الرسائل كانت متنوعة لكنها تضمنت الكثير من "التشفي" والسخرية والشتم والتقريظ والاتهام.

تحول موقع "صراحة" إلى مكان لتبادل الشتائم والنميمة ولكنه أيضًا لقول الرأي الصريح في الآخر من دون مواجهته بشكل معلن

واجتاح الموقع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل هستيري. وهو أقرب إلى التطبيق الإلكتروني يسمح للمستخدم بتلقي الرسائل بشكل سري، من مرسل غير معلن الهوية. هذه اللعبة استساغها العديد من الناشطين على هذه الشبكات، فانتشرت كالنار في الهشيم. صاحب الفكرة هو المهندس السعودي زين العابدين توفيق، المتخصص في حقول البترول والمعادن. ولجأ توفيق إلى هذه الفكرة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، بقصد معرفة آراء الموظفين بمدرائهم عبر توجيه النقد إليهم من دون أن يشعروا بأي خوف أو حرج من كشف هويتهم، وأيضًا لتحسين طرق التعامل بين الطرفين. والفكرة في الأصل شبيهة إلى حدّ كبير بموقع Ask and Answer الأمريكي، مع فارق أن الأخير يسمح بخاصية الرد على الرسائل وأيضًا يمنع مجهولي الهوية من استخدامه.

اقرأ/ي أيضًا: أحمد مسّاد.. سارق أفكار أو مقلد فاشل؟

لكن هذه الغاية التي تشبه إلى حد ما في التجربة، مؤسس موقع "فيسبوك"، مارك زوكربرغ، الذي أنشأ الحساب الأزرق بغية أهداف تواصلية بين طلاب الجامعات، وسرعان ما أضحى هذا الموقع الأشهر في العالم، والأكثر جذبًا للاستثمار الاقتصادي، يبدو أنها سلكت منحى آخر. اجتاح الموقع عقول المستخدمين، ووصل أخيرًا إلى أكثر من 92 مليون مستخدم في العالم العربي (مصر الأولى، السعودية الثانية، تونس الثالثة..)، وأضحى في الساعات الأخيرة الشغل الشاغل لهم. أخرجوا سريته إلى العلن عبر إعادة نشر بعض الرسائل الخاصة، وطرحوا النقاش على صفحاتهم. أيضًا لم يخل الأمر من تمرير رسائل جارحة أو مؤذية.

صراحة هو أقرب إلى التطبيق الإلكتروني يسمح للمستخدم أن يتلقى الرسائل بشكل سري، من مرسل غير معلن الهوية

تزامنًا، خرجت شائعات تتحدث عن تطبيق أو وسيلة لكشف أسماء المرسلين. كذلك، حكى الكثير أمنيًا عن استخدام هذا الموقع لاختراق حسابات المستخدمين على فيسبوك. ومهما تكن درجة صدق هذه الشائعات، فإن الوظيفة الأساسية لهذا الموقع، خرجت عن فكرتها الأساسية، وأضحى "صراحة" كالعدوى، يشكل هاجسًا للناشطين على الشبكات الاجتماعية، وانتظارهم الدائم لمعرفة آراء أصدقائهم بهم.

ونشرت صفحة "Egypt Comedy Crushes" على "فيسبوك" ألبوم صور جمعت فيه أقذر رسائل استقبلها المستخدمون على موقع "صراحة". وحملت الرسائل كمًا كبيرًا من التحطيم النفسي، إذ تمنى أشخاص لبعضهم الموت والمرض وفقدان أشخاص أعزاء عليهم، كما أعرب الكثيرون عن كراهيتهم لمستقبلي الرسائل. والموقع بسيط جدًا، لا يلزم سوى الدخول إليه وإنشاء حساب وبمجرد قبول البيانات، يمكنك استقبال رسائل من المتابعين والأصدقاء، عن طريق مشاركة رابط حسابك، وتصل تنبيهات إلى بريدك عند استلام الرسائل الجديدة.

اقرأ/ي أيضًا:

صراع "أمل" - "الجديد".. تناقضات عصابة الممانعة

المغرب.. ما حقيقة اتهام صحفية مدير قناة باغتصابها؟