15-سبتمبر-2022
JORDAN-ACCIDENT building

يتابع الأردنيون منذ يومين حلقة جديدة من وجه غير مألوف للمعاناة، بعد انهيار عمارة سكنية في إحدى المناطق الشعبية في العاصمة الأردنية عمّان، يوم الثلاثاء، 13 أيلول/سبتمبر.

البحث ما يزال مستمرًا بين الأنقاض عن عدة أشخاص تأمل السلطات في انتشالهم أحياءً 

وبحسب إحصاءات رسمية، فإن عدد الوفيات جراء انهيار العمارة في منطقة اللويبدة وسط العاصمة، قد ارتفع إلى تسع ةأشخاص، بعد انتشال جثتين أخريين، وأن البحث ما يزال مستمرًا بين الأنقاض عن عشرة آخرين على الأقل، بحسب تصريحات مسؤولين لوسائل إعلام محلية ووكالات أجنبية.  

وكانت عمارة سكنية مؤلفة من أربعة طوابق قد انهارت على من كانوا فيها فجأة، وهو ما تسبب بوقوع عدد صادم من الضحايا، وأضرار واسعة حول موقع الانهيار المكتظ بالسكان.

JORDAN-ACCIDENT
استعانت فرق الدفاع المدني بكلاب مدرّبة لتحديد مواقع المفقودين تحت الركام (Getty)

وبحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الناطق باسم مديرية الأمن العام الأردنية، عامر السرطاوي، فإن مرتبات الدفاع المدني أرسلت فرق إنقاذ متخصصة، واستعانت بوحدات من قوات الأمن وقوات الدرك، والتي ما تزال حتى اليوم تتعامل مع الحادثة، وتبحث عن بقية المفقودين، مع استمرار الأمل بالعثور عليهم أحياء. 

من جهته قال مدير الدفاع المدني العميد حاتم جابر في تصريح لقناة المملكة المحلية إن الجهاز استخدم مجسات وكاميرات حرارية لتحديد مواقع وجود المحاصرين في عمارة اللويبدة، وأضاف: "لن نغادر حتى ننقذ آخر شخص بصرف النظر عن البروتوكول". 

وقد نالت الحادثة التي وقعت في منطقة جبل اللويبدة، القريبة من المعالم السياحية الرئيسية في عمّان، ويقطنها العديد من الزوار الأجانب، اهتمامًا رسميًا على أعلى المستويات في المملكة، إذ توجّه رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة إلى موقع انهيار العمارة رفقة عدد من المسؤولين، كما أوعز الملك الأردني عبدالله الثاني بتقديم الدعم اللازم للأسر المتضررة جراء انهيار عمارة اللويبدة، وتوفير الرعاية الصحية للمصابين. 

وبحسب الوكالة الفرنسية، فإن النيابة العامة قد فتحت تحقيقًا بالحادث، للوقوف على أسباب انهيار العمارة، والتي رجح مسؤولون، من بينهم نائب وزير الإدارة المحلية توفيق كريشان، أنها أسباب تتعلق بعمر البناء وحالته المتهالكة، وهو ما يعني بحسبه ضرورة تقييم أوضاع المباني المجاورة في المنطقة. 

فاجعة وأمل 

وصف أردنيون ما حصل بالفاجعة الصادمة، خاصة بعد تداول مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر حالة أمّ فجعت بأبنائها الثلاثة، حيث انهارت السيدة بعد تأكيد نبأ وفاتهم، والتي تأتي بعد عام فقط من فقدها لزوجها. إزاء هذا المشهد، تداول آخرون مقطعًا آخرون لأم كادت هي الأخرى تنهار فرحًا بعد أن أبلغها رجال الدفاع المدني بأن طفلتها الرضيعة، ابنة العشر شهور، ما تزال على قيد الحياة. 

وما يزال العشرات من رجال الإنقاذ يعملون بشكل متواصل للبحث عن المفقودين وإزالة الركام من فوقهم بما توفر من أدوات، علمًا أن الاعتماد الأساسي كان على الكوادر البشرية، نظرًا لصعوبة وصول آليات ثقيلة للمكان، وخطورة ذلك على عمليات الإنقاذ، وعلى المباني المجاورة، لاسيما بعد رصد تصدعات في مبنى مجاور، وإخلاء سكانه. 

 

 

دلالات: