13-يناير-2023
gettyimages

منذ بداية العام استشهد 9 فلسطينيين من بينهم 3 أطفال (Getty)

تستمر الحكومة الإسرائيلية الجديدة بالتصعيد في الضفة الغربية، وذلك ضمن حالة تصعيد مستمرة منذ ما يقارب العام، وعلى خلفية استمرار الاقتحامات في مدن وقرى الضفة الغربية، استشهد منذ بداية العام الحالي 9 فلسطينيين من بينهم 3 أطفال.

تستمر الحكومة الإسرائيلية الجديدة بالتصعيد في الضفة الغربية، وذلك ضمن حالة تصعيد مستمرة منذ ما يقارب العام

وفي آخر اقتحام إسرائيلي بالضفة الغربية، يوم أمس الخميس، استشهد الشاب عبد الهادي نزال، في بلدة قباطية جنوب جنين، متأثرًا بإصابته الحرجة، جراء إطلاق جنود الاحتلال النار عليه، بالإضافة للشاب حبيب كميل، وذلك بعد اقتحام بلدة قباطية واعتقال شاب منها. وفجر الخميس، قتل جنود الاحتلال، سمير أصلان من مخيم قلنديا شمال القدس، بعد محاولته الدفاع عن نجله رمزي، خلال عملية اعتقاله.

ويوم الخميس، وفي الوقت الذي كان أهالي مخيم بلاطة في نابلس يستعدون لتشييع جثمان الشاب أحمد أبو جنيد، الذي استشهد متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال، اقتحمت قوة إسرائيلية خاصة البلدة القديمة في مدينة نابلس، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في البلدة، قبل أن تنسحب قوات الاحتلال وتعلن اعتقال شاب زاعمةً أنه من قادة مجموعة "عرين الأسود".

من جهتها، نفت مجموعة "عرين الأسود"، اعتقال أيّ من مقاتليها في البلدة القديمة، وقالت إنها "شكلت حول القوة المقتحمة حزامًا ناريًا كثيفًا، وعبوات ناسفة محلية الصنع من كافة الاتجاهات، منذ تسلل القوة الخاصة في تمام الساعة الثامنة صباحًا حتى انسحابها وانسحاب القوة المساندة". يشار إلى أنه في يوم الأربعاء استشهد الشباب سند سمامرة في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بعد إطلاق النار عليه من قبل مستوطن إسرائيلي، بزعم تنفيذه عملية طعن أدت إلى إصابة مستوطن قرب بلدة السموع جنوب المحافظة.

وفي الوقت نفسه، تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى زيادة القمع ضد الفلسطينيين، وذلك بعد سنها تشريعًا يمنع رفع علم فلسطين في الأراضي المحتلة عام 1948، بالإضافة إلى نيتها إقرار قانون لسحب المواطنة الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين من الداخل الفلسطيني والقدس. وتخشى تقديرات عدة من أن تحمل الأشهر القادم تصعيدًا ضد الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم مع سياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، التي تسعى إلى زيادة الاستيطان بالضفة الغربية، وتعديل لوائح إطلاق النار ضد الفلسطينيين، ومنح الحصانة لجنود جيش الاحتلال.

تهجير مسافر يطا

من جهة أخرى، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن اعتماد جيش الاحتلال الإسرائيلي خطةً لطرد سكان منطقة مسافر يطا، في محافظة الخليل، جنوب الضفة الغربية، حتى يتم تحويلها إلى معسكر تدريب منتظم للجيش.

وأوضح تقرير الصحيفة، أن ضباط كبار برئاسة قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال يهودا فوكس، بدأوا بالإعداد لعملية الإخلاء. فيما أكدت جهات أمنية وسياسية، أن "الخطة بدأت قبل نحو شهرين، وتمت بمبادرة من المستوى العسكري، دون أي نقاش مسبق مع المستوى السياسي، وعرضت الخطة على الحكومة الجديدة للمرة الأولى فقط الأسبوع الماضي، بعد تنصيبها". 

getty

وعلى الرغم من أن هذه الخطوات تُوصف بالحساسة، فإن مصادر سياسية مطلعة تقول أن قائد المنطقة الوسطى، أوعز إلى ضباطه بوضع خطة لتنفيذ عملية الإخلاء بمجرد صدور حكم المحكمة العليا، وقبل إجراء مناقشة شاملة مع شخصيات سياسية وأمنية رفيعة المستوى، بحسب ما جاء في هآرتس.

وبحسب الصحيفة، فإن عملية طرد سكان مسافر يطا من أراضيهم على الأغلب ستتم العام الجاري، وتبين هذا بعد تقدم السكان بطلب لحراثة أراضيهم لزراعتها، حيث أبلغوا أنه سيتم طرد سكان قرى المسافر المهددة.

ويعيش في مسافر يطّا، حوالي 1000 ألف في 8 قرى، ويعتمدون في عيش على الزراعة وتربية المواشي. وكانت المحكمة "العليا الإسرائيلية" قد أجازت لحكومة الاحتلال، في أيار/ مايو من العام الماضي، إخلاء سكان مسافر يطَّا من منازلهم نهائيًا، بعد صراع قانوني طويل.

getty

وأشارت "هآرتس" إلى أن جيش الاحتلال قام في حزيران/ يونيو من العام الماضي بإحصاء سكان المنطقة من أجل تهجيرهم منها، منوهةً بأن جيش الاحتلال أجرى في الأشهر الأخيرة عدة تدريبات بالذخيرة الحية في المنطقة، وتم وضع الحواجز فيها التي تمنع سكان مسافر يطا من الحركة بحرية، كما أن المحكمة "العليا الاسرائيلية"، رفضت قبل شهرين التماسًا لعقد جلسة أخرى بشأن طرد السكان.

وحذرت الصحيفة العبرية، من أن هذه القضية يمكن أن تأخذ بعدًا سياسيًا، فالرئيس الأمريكي جو بايدن، تطرق للحديث عن المنطقة، خلال زيارته الأخيرة إلى دولة الاحتلال في شهر تموز/ يوليو من العام الماضي، وطلب في محادثات مغلقة مع شخصيات سياسية وأمنية، أن "تتجنب إسرائيل القيام بخطوات أحادية الجانب يمكن أن تؤدي إلى تصعيد أمني". وأضافت الصحيفة أن جيش الاحتلال على معرفة بطلب بايدن، لكنهم يرغبون في صياغة خطة للتهجير ومناقشتها مع المجلس الوزاري الأمني الجديد.

جيش الاحتلال أجرى في الأشهر الأخيرة عدة تدريبات بالذخيرة الحية في المنطقة، وتم وضع الحواجز فيها التي تمنع سكان مسافر يطا من الحركة بحرية

وعبرت شخصيات سياسية وأمنية للصحيفة عن مخاوفها، من أن "سلوك قيادة المنطقة الوسطى في هذه الحالة"، يمكن أن يكون "إشارة تحذير"، فيما يتعلق بقدرة قيادة جيش الاحتلال على الوقوف أمام "المستوى السياسي، والجهات اليمينية المتطرفة البارزة، التي تستخدم الضغط على كبار الضباط، وتتوقع منهم اتخاذ قرارات مناسبة لرؤيتهم السياسية، وليس لاعتبارات عملياتية".