تعتبر فضيحة التحرشات الجنسية للمنتج الأمريكي هارفي واينستين واحدة من أكبر القضايا إثارة للجدل في هوليوود أكثر من أي وقت مضى، وسوف تستمر تأثيراتها لفترة طويلة قادمة.
ففي الوقت الذي طُرد هارفي واينستين فيه من شركة الإنتاج التي يترأسها وتحمل اسمه بعد عشرات الاتهامات ضده بالتحرش والاعتداء الجنسي حملتها صفحات الجرائد الأمريكية، يبدو أن مشهد ما بعد هارفي واينستين لن يطال فقط الأفلام والمشاريع السينمائية التي خططت شركته لتوزيعها، بل امتدت التأثيرات إلى المؤتمرات والجولات الصحفية التي يعقدها ممثلون وصانعو أفلام فصل الخريف ممن يملكون علاقات عمل واسعة مع الرجل الذي وُصف سابقًا بـ "الإله".
ساعد المنتج هارفي واينستين في وصول الممثل الأمريكي مات ديمون إلى النجومية بفيلم Good Will Hunting
وفي الوقت ذاته، فإن استمرار الدفع نحو محاكمة هارفي واينستين يمكن لها أن تؤدي إلى كشف نجوم هوليوود لوقائع فاضحة تخص علاقتهم مع المنتج الشهير، لن يكون من السهل تجاهلها أو محو آثارها.
الكاتب كيل باكمان يستعرض في تقرير على موقع "فولتشر ماغازين" الأمريكي 9 أفلام سيتأثر مصيرها بشكل كبير بتطورات قضية وينشتاين، نظرًا لعلاقاته مع أبطالها ومخرجيها أو لتشابه الوقائع. في السطور التالية ترجمة بتصرف للتقرير.
ساعد هارفي واينستين في وصول الممثل الأمريكي مات ديمون "بطل الفيلم" إلى النجومية بفيلم "Good Will Hunting"، لذلك وبينما يحشد الممثل لفيلمه الجديد "Suburbicon" (الذي سيخرج إلى الصالات أواخر الشهر الجاري)، والآخر الذي سيصدر في نهاية العام "Downsizing"، كان متأكدًا من سؤاله حول الجدل المصاحب لقضية وينشتاين.
رغم ذلك، فإن مات ديمون كان غارقًا بالفعل بسبب ما ذكرته الصحفية شارون واكسمان التي ادعت أن ديمون نفسه هاتفها قبل سنوات بناء على طلب هارفي واينستين في محاولة لإقفال "قصة غير مرغوب فيها"، كان من المقرر نشرها في صحيفة "نيويورك تايمز" (حيث كانت تعمل واكسمان) حول اتهامات مماثلة ضد هارفي واينستين.
اقرأ/ي أيضًا: فيلم "شيخ جاكسون".. لم يجب أن نمنح عمرو سلامة فرصة أخرى؟
ومنذ ذلك الحين، خففت واكسمان من حدّة الاتهام، حيث قالت إن ديمون لم يكن لديه أي فكرة عن التهم الموجهة إليه. لكن ردود الأفعال الناقمة على ديمون بسبب ما ذكرته واكسمان، دفعت به إلى إجراء مقابلة مع موقع "ديدلاين" حاول فيها السيطرة على الأضرار، ومن المرجح أن يكون تواجده في جولة الفيلم الصحفية محفزًا للمزيد من الأسئلة حول حوادث هارفي واينستين، التي يصرّ ديمون ومخرج الفيلم جورج كلوني أنهما لم يكونا على علم بها.
عندما يتعلق الأمر بالتصرف ببغض وحماقة، هل ترسم هوليوود خطًا على الرمال بعد فضيحة هارفي واينستين؟ فيلم ميل جيبسون الجديد "Daddy’s Home 2" سيكون اختبارًا مبكرًا لتلك الفكرة المتعلقة بالنسيان.
فلقد اعتبر غيبسون شخصًا منبوذًا في هوليوود، بعد حادث القبض عليه مخمورًا عام 2006 والجدل حول معاداته السامية بسبب قوله إن اليهود هم المسؤولون عن كل الحروب التي حدثت في العالم ثم اتهامه عام 2010 بالاعتداء على شريكته السابقة، إلى أن استطاع تمهيد طريق عودته إلى أحضان هوليوود ونعمها في العام الماضي بإخراجه الفيلم الناجح تجاريًا Hacksaw Ridge الذي أكسبه ترشيحًا لجائزة أوسكار أفضل إخراج.
تساهلت الصحافة مع جيبسون في الخريف الماضي -ربما امتص مسار دونالد إلى المكتب البيضاوي كل الهواء في المجال- ولكن محاولته لإحياء مهنته أمام الكاميرا ربما لن تواجه صعوبات كثيرة هذه المرة بعد ما حدث مع هارفي واينستين يهودي الديانة.
3- Murder on the Orient Express
مع طاقم العمل الذي يحتويه هذا الفيلم، ربما تتوقع الكثير من العلاقات التي تربطهم مع هارفي واينستين. وبالفعل، كل من جودي دينش وبينلوبي كروز فازتا بالأوسكار في أفلام موّلها القطب الهوليوودي المتهم، وقبل سنين طويلة أرجعت دينش الفضل إلى هارفي واينستين في دخولها مجال التمثيل.
رغم هذا، أظن أن الأكثر إشكالية ضمن طاقم تمثيل الفيلم هو جوني ديب، الذي اتهم بضرب زوجته السابقة أمبر هيرد، وشاهد نجمه يأخذ في الأفول في السنوات الأخيرة. ربما يكون ديب الآن أكثر مسؤولية عندما يتعلق الأمر بالجمهور الأمريكي، وهو لا يتعرض كثيرًا إلى الصحافة، ولكن أمبر هيرد قد تكون هناك تتحدث إلى الصحفيين عن دورها في فيلم "Justice League" الذي تلعب فيه شخصية ميرا إحدى شخصيات عالم "دي سي كوميكس" السينمائي. هذا الحديث ربما يؤرق كثير من الأسئلة الشائكة بخصوص جوني ديب وماضيه.
كانت الجولة الصحفية لفيلم Justice League في طريقها لتصبح صعبة للغاية حتى قبل أن تنتشر فضيحة هارفي واينستين على نطاق واسع، فبعد أن خضع الفيلم لتغيّر مخرجه وإعادة تصوير مشاهد مهمة، طارت شائعات بأن شركة "وارنر بروس" المنتجة للفيلم قد تبحث عن الإطاحة بالممثل بِن أفليك من تأدية دور باتمان.
الآن، تورَّط أفليك في فضيحة هارفي واينستين بعدما ادعت الممثلة روز ماكجوان بأنه كان على علم باعتداء واينستين عليها قبل عقدين من الزمان، ورغم ذلك فإن بيان أفليك الأخير بخصوص هذه المسألة جاء ساذجًا. تغريدة ماكجوان على تويتر التي قالت فيها "بن أفليك أخرس"، انتشرت سريعًا ودفعت من جديد في اتجاه فحص سلوك الممثل نفسه، ومنذ ذلك الحين اعتذر أفليك للممثلة هيلاري بيرتون على تحسّسه لجسدها خلال ظهوره في إحدى حلقات البرنامج التلفزيوني Total Request Live الذي كانت تقدمه الممثلة منذ فترة طويلة.
فازت كيت وينسليت بجائزة أوسكار عن دورها في فيلم "The Reader" الذي وزّعته شركة هارفي واينستين
وغني عن القول، إن شركة "وارنر بروس" لديها الكثير من الأمور للتعامل معها هنا، والاستوديو من المرجح أن يقلل الواجبات الصحافية لأفليك لتجنب المزيد من المضاعفات.
والسؤال المطروح هو ما إذا كان باقي أعضاء الفيلم يمكنهم أن يحافظوا على إجاباتهم في إطار مستقيم وضيق إذا ما طُلب منهم الدفاع عن زميلهم النجم الهوليوودي. الممثلة غال غادوت ربما تكون أفضل المتدربين على مواجهة الصحافة بين طاقم الفيلم، ولكن ممثلين مثل إزرا ميلر وجيسون موموا لا يمكن لأي شخص تخمين ما إذا كانوا يمكنهم الحفاظ على تركيز حديثهم في ما يتعلق بالفيلم ذي الإنتاج الضخم، أم سيذهب حديثهم إلى الأوضاع المعقدة لبن أفليك (أو أخطائهم وهفواتهم هم أنفسهم التي تعاود الظهور من تلقاء نفسها).
لطالما كان الممثل والكوميديان لويس سي كيه مترددًا في التعامل مع الشائعات التي تدعي قيامه بالاستمناء أمام زميلاته من الممثلات، ولكن في أعقاب فضيحة هارفي واينستين، لست متأكدًا أنه سوف يكون قادرًا على فعل ذلك خلال جولة صحفية كاملة لفيلمه الجديد بنفس تلك المراوغات والألعاب.
في النهاية، هناك الكثير من الأشياء المثيرة للجدل حول صناعة التلفزيون في فيلمه الكوميدي الجديد، حيث يلعب جون مالكوفيتش دور مخرج أسطوري (و يشاع عنه الاستغلال الجنسي) يحاول استمالة الابنة المراهقة للويس سي كيه.، بينما يقوم لويس بدورممثل تلفزيوني كبير يقوم بمضاجعة ممثلة (روز بيرن) تسعى لأخذ دور في مسلسله الجديد. وهذا ناهيك عن المشهد الذي يحاكي استمناء تشارلي داي بينما تدخل إيدي فالكو الغرفة، وهو أمر مستحيل مشاهدته دون التفكير في اتهامات مماثلة ضد صانع الفيلم.
اقرأ/ي أيضًا: بيلا تار: لا أريد أن أكون مخرجًا أحمق يكرر نفسه
كثيرًا ما وجد لويس سي كيه جمهورًا مراعيًا في أوساط الصحفيين المعجبين بعمله، ولكن لا يمكنك التعاطي مع هذا الفيلم دون أن تحاول الحصول على إجابة مباشرة منه بخصوص تلك المواضيع، وخاصة عندما تكون صناعة السينما في منتصف لحظة تُساءل فيها كيفية إساءة رجال هوليوود لسلطتهم من أجل ممارسة الجنس مع الآخرين على غير رغبتهم.
يدور فيلم " تشاباكويديك" حول أحد أعضاء الحزب الديمقراطي البارزين الذي يقوم بتغطية فضيحة متنامية من أجل مواصلة مشواره السياسي، وبالتأكيد سوف تُستقبل تلك الحكاية بشكل مختلف الآن مع وجود هارفي واينستين في الصورة. نتوقع مراجعات ومقالات فكرية تقارن شخصية الفيلم الرئيسية، تيد كينيدي (جيسون كلارك)، بغول استديوهات الإنتاج المنبوذ، خاصة وأن الكثير من الناس تواطئوا في دفن حادث تشاباكويديك حيث تسبب إهمال السيناتور كينيدي في مقتل إحدى موظفات مكتبه في حادث سيارة.
هذا فيلم عن التنافس بين رواد مجال الكهرباء توماس إديسون (بينيديكت كومبرباتش) وجورج ويستنغهاوس (مايكل شانون) كان من المفترض أن يكون أمل أوسكار الكبير لشركة هارفي واينستين، لكنه لم ينجح في أول ظهور له في مهرجان تورونتو السينمائي. قيل إن هارفي واينستين كان منشغلًا بالنسخة الأخيرة للفيلم حتى مع تكاثف فضائحه الشخصية، ولكن الشائعات تقول أن الشركة تدرس الآن تأجيل طرح الفيلم إلى عام 2018. وبالنظر إلى الضائقة المالية التي تعانيها الشركة المنتجة وانقلاب الأوضاع الشخصية والقضايا القانونية المحتملة، لا يبدو أن خريف هذا العام هو الوقت المناسب لإغراق الكثير من المال في موسم جوائز متدني الأداء.
ليس غريبًا على الممثلة كيت وينسليت العمل مع شخصيات هوليوود المثيرة للجدل، فقد فازت بجائزة أوسكار عن دورها في فيلم "The Reader" الذي وزّعته شركة هارفي واينستين، وتولّت دور البطولة في فيلم رومان بولانسكي الكوميدي "Carnage" قبل بضع سنوات (وهو الذي تطارده إلى الآن اتهامات بالاعتداء الجنسي على أطفال). وسوف تواجه أصعب جولاتها الصحفية عند دعايتها لفيلم وودي آلين الجديد "Wonder Wheel"، الذي شهد في العام الماضي خلال جولته الصحافية لفيلمه "Cafe Society" تركيز أحاديث الصحفيين حول اتهامات موجهة ضده بشأن اعتداءات جنسية (في أواخر 2014، ادعت ديلان فارو، الابنة المتبناة للمخرج وزوجته السابقة ميا فارو، اعتدائه عليها جنسيًا عندما كانت طفلة).
اقرأ/ي أيضًا: فيلم "Grave of the Fireflies": آلام الحرب وذنوبها
الأمر يشبه ما يحدث في فيلم "I Love You, Daddy"، الذي يبدو أن شخصية مالكوفيتش فيه قد حاكت شخصية ألين، ففيلم "Wonder Wheel" يقارب بعض ثيماته ومواضع حبكته بطريقة تطالبك تقريبًا بإعادة النظر في تاريخ آلين الشخصي: فبعد عقود من تركه لزوجته الممثلة ميا فارو، والزواج بابنتها المتبناة سون يي، يتابع فيلم آلين الجديد "Wonder Wheel" حكاية مماثلة حول امرأة تواجه فقدان رجلها وشريكها الرومانسي لصالح ابنتها المتبناة.
بعد استقبال جيد في عرضه الأول ضمن فعاليات مهرجان تورونتو السينمائي، قفزت حظوظ هذه الكوميديا السوداء عن قصة حياة متزلجة الجليد تونيا هاردينغ في صراع الموسم السنوي للجوائز، ويُعتقد أن أليسون جاني، التي قامت بدور ووالدة هاردينغ هي المرشحة الأبرز هذا العام لجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة.
لطالما كان الممثل والكوميديان لويس سي كيه مترددًا في التعامل مع الشائعات التي تدعي قيامه بالاستمناء أمام زميلاته من الممثلات
الفيلم سيتم توزيعه من قبل الوافد الجديد شركة "نيون"، ولكن هذه الشركة غارقة في الجدل بفضل مؤسسها المشارك تيم ليغ، مؤسس سلسلة صالات "ألامو درافتهاوس سينما" والمتهم كذلك بتمكين شخصيات مثيرة للجدل مثل ديفين فاراسي وهاري نولز (اللذان طالتهما اتهامات مختلفة بالاعتداء والتحرش الجنسي)، والذي يتهرّب في كل مرة حين يأتي الحديث عن التحرش الجنسي. لم يتخل ليغ عن أي من وظيفتيه إلى الآن، وكان عليه إصدار بيانات متعددة وغير مقنعة بشأن هذه المسائل؛ وبما أن "I, Tonya" يقدّم الكثير من مشاهد الاعتداء على النساء، من المتوقع أن تكون هذه الموضوعات على الطاولة حين يبدأ الترويج للفيلم.
اقرأ/ي أيضًا:
4 علامات على أنك تشاهد فيلمًا للأخوين كوين
في ذكرى وفاة أنيس عبيد.. 12 أمرًا مثيرًا عن أهم مترجمي الأفلام العرب