29-أغسطس-2016

الشبان الستة المختطفون لدى الأمن

يقترب ستة شبان معتقلين لدى السلطة الفلسطينية من إتمام شهرهم الخامس خلف القضبان، دون أن توجه بحقهم تهمة واضحة أو يقدموا للمحاكمة، باستثناء قرارات تمديد اعتقال متلاحقة كان آخرها التمديد لـ45 يوما تنتهي في الأول من تشرين أول المقبل.

الحديث هنا عن الشبان هيثم سياج، وباسل الأعرج، ومحمد حرب، وسيف الإدريسي، ومحمد السلامين، وعلي دار الشيخ، الذين اعتقل ثلاثة منهم (حرب، سياج، الأعرج) في التاسع من نيسان قرب قرية عارورة قضاء رام الله، إثر 10 أيام من اختفائهم، فيما اعتقل الثلاثة الآخرون لاحقًا بتهمة التعاون معهم.

اقرأ/ي أيضا: توجيه 5 تهم لصحفية من غزة بسبب تحقيق صحفي

وتعرض الشبان منذ اعتقالهم وحتى الأول من أيار لتحقيقات مكثفة تخللها تعذيب، وفقا لعائلاتهم، ومنذ ذلك الحين اقتصرت التحقيقات على جلسات غير مطولة من حين لآخر، وانتهت منذ نقلهم إلى سجن "بيتونيا" غرب رام الله.

لا يوجد قضية

وحسب عائلات المعتقلين، فإن أجهزة الأمن لم تقدم أية تهمة واضحة ضد أبنائهم ولم تكشف عن القضية التي اعتقلوا على خلفيتها، وهو ما يؤكده محاميهم أيضًا مهند كراجة.

ضباط أبلغوا عائلات الشبان الستة المضربين عن الطعام بأنهم يحمونهم من الاحتلال لكن الأهالي يرفضون الحجة

وتقول والدة المعتقل هيثم سياج لـ "ألترا صوت"، إن ضباطًا في المخابرات أكدوا لها خلال زيارتها لنجلها في سجن أريحا عدم وجود تهمة محددة ضده، وأن أحدهم أبلغها بأن هيثم ليس معتقلًا بل هو في حماية الأمن من جيش الاحتلال.

وقالت "أم هيثم"، إن ضابطًا قال لها بأن الحديث عن اعتقال الشبان لنيتهم تنفيذ عملية ضد الاحتلال مصدره موقع التواصل "فيسبوك" وليس السلطة، فأجابته بأن الرئيس محمود عباس هو من قال ذلك علنًا أمام وسائل إعلام عالمية، ليرد الضابط: "حتى لو كانت هذه التهمة فإنهم لن يحاكموا عليها هنا بل في إسرائيل".

فيما يقول سعيد الأعرج شقيق المعتقل باسل، إن ضباط الأمن حذروا دائمًا المعتقلين وعائلاتهم خلال الزيارات من الحديث عن ما يدور في التحقيقات والقضايا التي يُسألون عنها، وطالبوهم بالاكتفاء بالحديث عن أمور عادية وشخصية وعن أحوالهم وصحتهم.

ويضيف سعيد، "دائمًا كانت جلسات الزيارة تجري بحضور ضابط يسجل كل ما يدور من حوارات بين المعتقل وعائلته"، مؤكدًا أن ضباطًا في الأمن برروا اعتقال الشبان بأنه حماية لهم من بطش الاحتلال بهم.

معتقلون مع جنائيين

ويعتقل الأمن المعتقلين الستة في سجن خاص بمرتكبي جرائم جنائية في بلدة بيتونيا غرب رام الله، وذلك بعد أسابيع من اعتقالهم في سجن لجهاز المخابرات في مدينة أريحا. وبسبب سوء أوضاع الزيارة في بيتونيا فإن المعتقلين طلبوا عدم حضور عائلاتهم للزيارة الأسبوعية، واكتفوا باتصالات هاتفية منذ ذلك الحين.

اقرأ/ي أيضا: قتل حلاوة يقلب الطاولة على السلطة.. القصة كاملة

وتقول "أم هيثم"، إن المعتقلين ومنذ نقلوا إلى سجن بيتونيا فُصلوا عن بعضهم ووضع كل واحد منهم في زنزانة إلى جانب مساجين جنائيين، موضحة أن كل زنزانة تحتوي على 20 إلى 28 سجينًا، وأن الأصدقاء الستة لا يلتقون إلا في "الفسحة" عند إخراجهم إلى الساحات.

وتبين والدة هيثم، أنها وخلال زيارتها الوحيدة لنجلها في بيتونيا تحدثت معه من خلف سياج فاصل، ولم تستطع سماعه بسبب بُعد المسافة بينهما وكثرة الزائرين لأبنائهم والالتصاق الشديد بين كل زائر وآخر، هذا عدا عن الحر الشديد لعدم وجود متنفس، ما دفع نجلها لرفض زيارتها مرة أخرى.

ويؤكد سعيد الأعرج شقيق المعتقل باسل، أن أعداد المعتقلين في إحدى الزنازين بلغ 35 سجينًا معًا، وأن عائلات المعتقلين الستة يعاملون كما تعامل عائلات مرتكبي الجنايات في الزيارة، من تفتيش وغيره، ولا يمكن لأحد منهم أن يتحدث لنجله بحرية.

الشبان الستة معتقلون مع جنائيين في ظروف صعبة دون تهمة محددة

ويشير إلى أن شقيقه مصاب بالسكري ويعاني من حصوة، وقد أجريت له عدة فحوصات خلال وجوده في سجن أريحا بهدف إجراء عملية له، إلا أن ذلك لم يحدث.

إلى أين تسير القضية؟

أعلن الشبان الستة عن خوضهم إضرابًا مفتوحًا عن الطعام منذ الساعة الخامسة من عصر يوم أمس (الأحد)، احتجاجًا على اعتقالهم في سجن جنائي وللمطالبة بالإفراج عنهم فورًا.

وتعرب العائلات عن قلقها الشديد على أوضاعهم الصحية، كما تتخوف من انقطاع الاتصال بهم بعد هذا الإضراب. وتناقلت حسابات شخصية وصفحات على فيسبوك أنباء عن احتمالية الإفراج عنهم قبل حلول عيد الفطر، لكن العائلات تنفي علمها بذلك وتؤكد أنها لن تصدق أي أنباء من هذا القبيل ما لم تبلغ بالإفراج رسميًّا.

سيكمل المعتقلون الستة في تشرين الأول المقبل ستة أشهر داخل سجون الأمن. وتقول "أم هيثم" إنها أُبلغت بأنه يفترض في ذلك الحين الإفراج عنهم أو توجيه اتهامات محددة ضدهم وتقديمهم للمحاكمة، وهي تنتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر.

وترفض في الوقت ذاته مبررات الأمن لاستمرار اعتقال الشبان، وتؤكد أن السلطة لا تحمي أحدًا إذ أن جيش الاحتلال اعتقل "مطلوبين" له عدة مرات من داخل مقرات الأمن، مضيفة، "طالما أن أبناءنا مهما طال اعتقالهم سيتعرضون للاعتقال مجددًا عند إسرائيل، فإنه يجب الإفراج عنهم حتى لا تضيع أعمارهم سدى في سجون الأمن".

فيما يقول سعيد الأعرج: "لو كان الهدف حمايتهم لما تم التحقيق معهم بشكل قاس وتعذيبهم في أريحا، ولما وضعوا في سجن بيتونيا مع جنائيين، الأولى بالسلطة أن تحمي الشعب الغلبان (..) نحن نريد الإفراج عنهم فورًا وأن يواجهوا مصيرهم".

وكانت مواقع إسرائيلية تحدثت عن دور لأذرع الاحتلال العسكرية في اعتقال الشبان الثلاثة (هيثم، باسل، محمد)، وأكدت العثور على أسلحة وذخائر معهم وأنهم كانوا يتدربون لاستخدامها في عمليات ضد أهداف إسرائيلية، وهو ما نفته مصادر أمنية فلسطينية أول الأمر، قبل أن يؤكد الرئيس عباس لاحقًا أمام وسائل إعلام عالمية اعتقال ثلاثة شبان أرادوا تنفيذ عملية وقال إنهم في سجون السلطة.

اقرأ/ي أيضا:

 المطبعون.. ليسوا منا ولسنا منهم

 كوبا في غزة