15-أكتوبر-2016

فريزر شتودارت الحاصل على نوبل للكيمياء 2016 (تاسوس كاتوبوديس/أ.ف.ب)

في سياق تبني بعض السياسيين الأمريكيين المحموم لخطاب معادٍ للمهاجرين على جانبي "الأطنلطي"، فإن تقريرًا في "الإندبندنت" هذا الأسبوع، بيّن كيف أن ستة أمريكيين من الحاصلين على نوبل هذا العام هم من أصول مهاجرة في الحقيقة.

 فريزر شتودارت، الحاصل على نوبل للكيمياء 2016: أعتقد أن الولايات المتحدة هي ما عليه الآن بسبب حدودها المفتوحة في المقام الأول

مع تبني دونالد ترامب سياسة معاداة للمهاجرين كأساس لحملته الانتخابية ومع دعوات السيطرة على الهجرة، إثر الجدل الحادث في استطلاع "بريكست"، الذي صوت فيه البريطانيون على الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، قال السير ج فريزر شتودارت، الاسكتلندي الأصل، الحاصل على الجنسية الأمريكية والحاصل على نوبل في الكيمياء عام 2016 لموقع US الأمريكي: "أعتقد أن الولايات المتحدة هي ما عليه الآن بسبب حدودها المفتوحة في المقام الأول".

السير فريزر، الذي كان يعمل على الآلات الجزئية، ساعد في نقل الكيمياء إلى بُعد آخر وفقًا لمؤسسة نوبل، كذلك قد سبق وصرح لموقع "ذا هيل" السياسي الأمريكي: "أعتقد أن الرسالة المدوية التي يجب أن تصل للعالم هي أن العلم شيء عالمي". مضيفًا "المؤسسة العلمية الأمريكية ستظل قوية ما دامت لا تدير ظهرها للمهاجرين".

اقرأ/ي أيضًا: أوروبا واليمين.. عصر الظّلام المُقبل

لكن ملاحظة كتلك لن تعجب مرشح الرئاسة الأمريكي دونالد ترامب، الذي وعد "ببناء جدار لا يقهر بين الولايات المتحدة والمكسيك. وطالب أيضًا بالتدقيق الشديد مع المهاجرين المسلمين". كما قال فريزر إن "الولايات المتحدة يجب أن ترحب بكل المهاجرين وأن ذلك يشمل القادمين من الشرق الأوسط".

وحوّل السير فريزر حديثه عن الهجرة إلى منطقة أخرى، وهي بريطانيا التي تصاعدت فيها جرائم العنف والتمييز العنصري خاصة بعد "البريكست" فقال: إنه "على جانب كبير من الأهمية أن نأخذ هذه المناقشات على خلفية الأجواء السياسية بين طرفي المعادلة في هذه المرحلة". وأضاف: "أشعر أنني كالمحاصر بين السياسيين في بلدي الذي أحمل جنسيته وبلدي الأم، كنت لأكون متحمسًا لو كنت في ألمانيا، فالمستشارة ميركل كيميائية مؤهلة"، وكان يقصد أن سياساتها تجاه اللاجئين كانت أفضل ولو في مرحلة من المراحل.

زميل سير فريزر، الحاصل أيضًا على نوبل وهو دانكن هيلدان، وهو أمريكي من أصل بريطاني ويعمل أيضًا مدرسًا في برينستون، قال لموقع "ذا هيل" الأمريكي إنه "على الرغم من أن الكثير من العلماء يأتون إلى الولايات المتحدة بسبب مناخها الداعم للأبحاث العلمية فإن عملية الهجرة في أحيان كثيرة تكون كابوسًا بيروقراطيًا للكثيرين".

يتشارك البروفيسور هيلدان الجائزة مع الأمريكي من أصل اسكتلندي، ديفيد ثوليس، في جامعة واشنطن في سياتل، وفي جامعة براون البروفيسور، مايكل كوسترليز، الذي ولد في أردين وهي مدينة في اسكتلندا، من أبوين لاجئين من جحيم هتلر في ألمانيا.

أما الاثنان الآخران الحائزان على الجائزة في الاقتصاد، فهما بينت هولمستورم، الفنلندي الأصل، والبريطاني المولد أوليفر هارت، الذي كان قد حذر في وقت لاحق من أن "استطلاع بريكست قد يؤثر على استثمارات بريطانيا ونموها الاقتصادي".

ولن يكون فوز الأمريكيين من أصول مهاجرة بجائزة نوبل أمرًا غريبًا فبعد تحليل أسماء الفائزين بجائزة نوبل، وجد سيتوارت أندرسون من من المؤسسة الوطنية للسياسة الأمريكية، أن الأمريكيين من أصول مهاجرة يحصدون 40% من الجائزة، وبتفصيل أكثر 31 من 78 نوبل في الكيمياء والفيزياء منذ عام 2000. البلدان الأصلية لحاصدي نوبل من الولايات المتحدة كان من بينها اليابان، وكندا، وتركيا، والنمسا، والصين، وجنوب أفريقيا وألمانيا.

يحصد الأمريكيون من أصول مهاجرة 40% من جائزة نوبل

اقرأ/ي أيضًا: هل استطاع مارتن لوثر كينج تحقيق حلم حياته؟

كتب أندرسون في ورقة أكاديمية نشرت عام 2011 يقول فيها: "إن الفقرة الخاصة بالجنسية والهجرة إلى الولايات المتحدة وقانون 1965، والذي ألغى حصص التمييز بناء على الجنسية الأصلية وفتح الباب أمام الهجرات الآسيوية وقانون الهجرة لعام 1990، الذي زاد العمالة بناء على هجرة الجرين كارد، كانت عوامل رئيسة في تعزيز قدرة أمريكا على استيعاب الموهوبين من جميع أنحاء العالم في ثقافتنا واقتصادنا".

وأضاف: "بينما تعكس مؤشرات مثل عدد الفائزين بنوبل تحسن سمعة المعاهد الأمريكية والباحثين ما بعد فترة الستينيات وتزيد مؤشرات الهجرة فإنها أيضًا تشير إلى أن الولايات المتحدة هي وجهة سفر رائدة لوجوه متعددة من العلم والتكنولوجيا والبرمجيات وأبحاث السرطان وعلوم أخرى متعددة".

النجاح الذي يحصده مهاجرو أمريكا، يأتي في الوقت الذي تنتشر فيه على نطاق واسع التأثيرات المحتملة للـ"بريكست" على الإنجاز العلمي لبريطانيا. في تموز/يوليو الماضي، قالت يكولا بلاكوود، رئيس مجلس عموم لجنة العلوم والتكنولوجيا إن "بريكست يمكن أن يحطم الاقتصاد العلمي بريطانيا إلا إذا استطاعت الحكومة أن تتفاوض لتصل إلى اتفاق يحافظ على مزايا عضوية الاتحاد الأوروبي".

كانت قد حثت جو جونسون، شقيق بوريس الداعي لحملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فقالت له: "هل يمكنني أن أناشد معك لكي أجعل أصل القضية الدفاع عن نوع الهجرة الصحيح الذي يستفيد منه العلم ويرفع مستوى التعليم وأن يكون العلم والابتكار في القلب من مفاوضات الخروج؟".

وفي بريطانيا، عبر عديد الأكاديميين عن مخاوفهم من هجرة العقول بعد "بريكست". بعد هذا الاستفتاء، قال السير بول نورس، المختص بعلم الجينات والرئيس السابق للجمعية الملكية ومدير معهد فرانسيس كريك، للـ"إندبندت": "يزدهر العلم بقوة الأفكار والشخصيات ويزدهر في البيئات التي تجمع العبقريات وتقلل الحواجز وتكون مفتوحة أمام التعاون والتبادل الحر".

مادة مترجمة عن هذا التقرير

اقرأ/ي أيضًا:

هجمات ألمانيا.. الحلم الأوروبي انتهى

7 حجج وراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي