07-يوليو-2017

حديد، 2011 لـ تمام عزام/ سوريا

في هذا الملف قصائد لكل من: يواخيم سارتوريوس، دوروتيا غرونزويغ، وهانس بيل، ويوليا ترومبيتا، وبرجيته أوشينسكي، وكريستوف بيتروس.

قام بالترجمة الأولية عن الألمانية كل من: محمود حسنين وهبة مصطفى وفرمان القصاري. أما الصياغة العربية النهائية فقدّمها كل من: رشا عمران، محمد المطرود، لينا الطيبي، عارف حمزة، لينة عطفة، رائد وحش.


1. يواخيم سارتوريوس: في أثر أبي نوّاس

  • ولد عام 1946. من أعماله "ماذا يرى المرء حين يرى؟"، و"الجدول بارد". أعدَّ العديد من الأنطولوجيات الشعرية.
تصوير: أولشتاين (getty)

نجوم الصيف التي تجد فسحتها في السماء

تضيء جرار النبيذ أسفل عمامتها الطينية المبللة

قلب النبيذ يوقظ غريزة المطاردة وهو يعِد ببرية وتلال

اشربْ.. قال

تذوّقْ، فمن حياتنا التي سنتذكرها لن يبقى شيء إلاّ حيوية اللحظة

في كل حاسة من الحواس ثمة رائحة للوز المفتوح

رنين عقدك الفضي في أعلى عنقك

كان النور أخضر ولطيفًا في حدائق البصرة

لنشرب إذا نخب الأيام الجميلة الماضية

نخب قمة تلك التلة

التلة الرملية الأكثر بياضًا من الأبيض ذاته

الأكثر بياضًا من الورقة، هل تذكرين كلماتي على تلك الورقة؟

الببغاء بجانب العمامة؟

الببغاء الأشد حمرة حتى من اللون الأحمر

الأكثر حمرة من الدم

هل تذكرين الدم؟

صراصير الحقل التي ظلّت أصواتها تصرصر داخلنا حتى موتنا الطويل

هل تذكرين؟


2. دوروثيا غرونزويغ: ترجمة وحلم

  • ولدت عام 1952 بالقرب من شتوتغارت. تكتب بالإنجليزية والألمانية. تقيم في فلندا. من دواوينها "منتصف الصيف".
من أرشيف فعالية: جوقة الشعر

أنا قصيدة تُرجمتُ توًا

تلاشيتُ وخلقتُ جديدةً

بلا مسوّدة أُعيد جمعي

من مخلفاتي البحرية إلى حطام سفني

الحلم فقط هو ما تحقّق.

 

قلتُ تعال إلى جسدٍ قديم

كن ضيفي في الجديد

أتى

غير مرئيّ وعبرني

وظل في الحاضر.

 

وهكذا هذا أنا وبديلي

خيط عبر من خلالي

لا أرى نهايته.

شخص ما تكلم

إنه حبل الروح

الذي لا يتحلل ولا يهتز.

 

ويقول

حولك

الجسد بعد كل هذا أصبح معارًا..

سيتحوّل.. سيتحوّل.


3. هانس تيل: زمنُ الحديد

  • ولد عام 1954 في بادن بادن. عمل مترجمًا للشعر عن الفرنسية. عضو أكاديمية الفنون الحرة في جامعة مانهايم. من أعماله "متحف نفاذ الصبر"
تصوير: يوت ششندل

1. كنّا نجترُّ بقايا فِرَقٍ أحببناها

والطرقات ستشهدُ

2. نمضي فوق الإسفلتِ الخشنِ القبضاتُ اختبأتْ في القفّاز ونفرت منها كلُّ أصابعنا. ظلَّ الإبهامُ إلى الأعلى

3. والنّسوةُ يخرجنَ من المصنعِ

والعمّالُ برفقتهنَّ بأعوادٍ من خشبِ الكرزِ

4. البعضُ يبيعُ الفولَ السودانيَّ

البعضُ يشيلُ بناتٍ يأكلنَ الحلوى الإسفنجيَّ

ثلاثُ بناتٍ قد يحملُ واحدنا

5. قطعُ خيارٍ فوقَ الأعينِ

تلكَ الفتياتُ بدَونَ كجندٍ علقوا في المستنقع..

قطعُ خيارٍ مثل مناظير الجندِ

رسوا في القاعِ.. طحالبُ تغمرهم

6. رائحةُ دخانِ مكبّ الأوساخِ

ولا شيء سوى رائحةِ العفنِ الضاربِ في أعماقِ الروحِ

كذلك روحُ الإنسانِ يطاوعُ آلهةً تأكلهُ وترميهِ

ترمي كلّ بقاياهُ هناكَ..

فتصعدُ رائحةُ دخانِ مكبِّ الأوساخ..


4. يوليا ترومبيتا: ما زال الصوت يهدّد

  • ولدت عام 1980. تكتب الشعر والرواية والدراسات.
تصوير: بيتر سوزويند

طوى النهار صفحته في الأفق منذ وقتٍ طويل

ببطء كثّف نفسه ونظر في المدى إلى البعيد 

كالغابة. القمر. مرّة أخرى لم يحصل على شيءٍ أبدًا.

فقط. دامَ لفترة طويلة ما زال الصوت يهدّد.

منذ الأزل لم يسمع عن أيّ في غضون ذلك. حتى من قبل يهدّد بالترك.

صدى كهذا صدى عمرِ ليالٍ في أذني.

شيءٌ ما فيّ يفكّر شيءٌ ما يريد أن يقول. ولكن

بذكاء يطفو ظلٌّ ظلٌّ. بحربيّة أمامه.


5. برجيته أوشينسكي: احفظ بعض الكلمات

  • ولدت عام 1955 في كولونيا. من دواوينها "جواز سفرك بلا ذنب". حصلت على العديد من الجوائز.
تصوير: ألترا صوت

أنقذ بعض الكلمات،

الخير، ربما السعادة أو الرحمة

ربما الحرية والتنوّع والشكّ

أو الوجدان والشجاعة

أنقذ الكلمات

أنقذ معانيها كاملة

أو

في حدّها الأدنى


6. كريستوف بيتروس: بشكلٍ آخر

  • ولد عام 1966. درس في أكاديمية الفنون. يكتب الشعر والرواية، من أعمال المترجمة إلى العربية: "استئناس الغربة" (قصص)، و"حجرة في دار الحرب" (رواية).
تصوير: إذاعة غرب ألمانيا (WDR)

اقبل كل هذه:

شجيرات الورد، أشجار الخيزران

كذلك لا أريد أن أسمع شيئًا عن:

الشَّعر السارح مفتوحًا على الريح

ولا عن الزيزان في وحشة الليل

ولا الأنوف الدقيقة للجرذان

ولا الفاكهة المتعفّنة طيّ النسيان

 

احفظيني يا "أناي" من إرثهم

الموتى الذين سبقوني وقضوا.

 

قل اقتراحك

في هذا المكان

وعلى جانب آخر

الجمال، الحزن، الفن

ليس صعبًا أن نجد هذا، ليس سهلًا

أنا أصغي فحسب..

 


 

  • على هامش ورشة "شعر الجيران" التي تقام سنويًا في مدينة إيدنكوبن، جنوب ألمانيا، إذ يقوم ستّ شعراء ألمان بترجمة ستّ شعراء من لغات الجوار الأوروبي إلى الألمانية، كانت هذا السنة مخصّصة لترجمة شعراء سوريين، على اعتبار أنهم صاروا من "الجيران"، وذلك في مؤسسة "بيت الفنانين" في إيدنكوبن، المؤسسة التي ترعى هذا اللقاء بشكل سنوي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

باسكار شاكرابورتي: أوقات عصيبة

أوكتافيو باث: جسدكِ أثر على جسدك