20-مارس-2017

لقطة من فيلم Mrs. Doubtfire (1993)

شكّلت علاقة الأم بأبنائها مادة شديدة الخصوبة والثراء في الدراما السينمائية، لتشهد الشاشة الفضية على مدار السنوات تقديم العشرات من الأعمال السينمائية التي تناولت ذلك الموضوع من جوانب عديدة. وقد نجحت مجموعة من هذه الأعمال أن تصبح أيقونات في تاريخ السينما، وصار من المعتاد عرضها في القنوات التليفزيونية المختلفة عند الاحتفال بعيد الأم. في السطور التالية نستعرض ستة من أهم الأفلام الأمريكية التي تناولت موضوع الأمومة وطبيعة العلاقة بين الأم وأبنائها.

1. ماما ميا

رغم أنه من الأفلام الحديثة نسبيًا إلا انه استطاع حجز مكان مميز لدى الجمهور، حتى صار البعض يعتبره فيلمهم المفضل في احتفالات عيد الأم. عُرض الفيلم عام 2008 وهو مقتبس عن المسرحية الشهيرة التي تحمل نفس الاسم، وجسّدت الممثلة الكبيرة ميريل ستريب دور الأم في الفيلم، أما ابنتها فقامت بدورها آماندا سيفريد.

شكّلت علاقة الأم بأبنائها مادة شديدة الخصوبة والثراء في الدراما السينمائية

تدور أحداث الفيلم في إطار من الكوميديا حول الفتاة الشابة صوفي التي يقترب موعد حفل زفافها ولا تعلم إلى الآن من هو والدها الحقيقي، فتقوم بدعوة 3 رجال تظن أن من بين أحدهم والدها دون أن تُعلم والدتها بذلك. حقق الفيلم نجاحًا ساحقًا على مستوى الإيرادات، بإجمالي تجاوز 600 مليون دولار على مستوى العالم، كما أشاد النقاد بتميز الأداء التمثيلي لطاقم العمل ككل وروعة الاستعراضات المقدمة فيه، كما كان لتصوير مشاهد الفيلم بأكملها في اليونان، بما تحفل به من مظاهر سياحية جذابة، أكبر الأثر في جمال صورة الفيلم ورونقها.


2. مغامرات ماما الشغالة

نالت الكوميديا العائلية Mrs. Doubtfire" أو "مغامرات ماما الشغّالة"، كما اختار الموزّعون المصريون أن يترجموه، حفاوة كبيرة لدى عرضها في الصالات الأمريكية، وظل ذلك الفيلم هو الأكثر مشاهدة في المحطات التلفزيونية الأمريكية لمدة 10 سنوات منذ صدوره عام 1993. والفيلم من بطولة النجم الراحل روبن ويليامز والممثلة سالي فيلد، والمختلف في هذا العمل أنه لا يتحدث عن الأم فحسب، لكنه يتناول موضوع التفكك الأسري وتأثيراته على الأطفال بعد رحيل والدهم عن البيت، وهي مشكلة شائعة عند الأمريكيين.

نالت الكوميديا العائلية "Mrs. Doubtfire" أو "مغامرات ماما الشغّالة"، حفاوة كبيرة لدى عرضها في الصالات الأمريكية

جسّد ويليامز شخصية ممثل ينفصل عن زوجته، ليعيش الأبناء الثلاثة مع أمهم التي تعمل في مجال مرموق أكثر من والد أبنائها، ولعدم قدرة الأب على تحمُّل العيش بعيدًا عن أبنائه، يتنكَّر في زيّ مُربية عجوز حتى يتسنّى له رؤية أطفاله بشكل يومي.

حاز الفيلم على جائزة "غولدن غلوب" لأفضل عمل كوميدي، كما نال ويليامز الجائزة ذاتها لأفضل ممثل في فيلم كوميدي.


3. إيرين بروكوفيتش

عند الحديث عن الأعمال التي تناولت شخصية الأم، لا يمكن إغفال الفيلم الدرامي "إيرين بروكوفيتش Erin Brockovich" للمخرج المميز ستيفن سودربرغ، المقتبس عن قصة حقيقة بطلتها امرأة أمريكية كانت لديها خصومة قضائية مع شركة "باسيفيك للغاز والكهرباء"، التي تعد أكبر شركات الطاقة في منطقة المحيط الهادي.

دشّن الفيلم نجومية جوليا روبرتس في منطقة جديدة عليها، وساعدها في اكتساح أبرز الجوائز السينمائية في فئة التمثيل النسائي لذلك العام، حيث فازت بجوائز "أوسكار" و"غولدن غلوب" و"بافتا" و"نقابة ممثلي أمريكا" لأفضل ممثلة، كما ترشّح الفيلم لجوائز الأوسكار لأفضل فيلم.

عند الحديث عن الأعمال التي تناولت شخصية الأم، لا يمكن إغفال الفيلم الدرامي "إيرين بروكوفيتش Erin Brockovich" للمخرج المميز ستيفن سودربرغ

لعبت روبرتس دور أم عزباء لديها ثلاثة أبناء من زواجين فاشلين، انتهى كل منهما بالطلاق، وفي الوقت نفسه تبحث عن وظيفة دائمة توفّر لها نفقات الحياة وتعينها على رعاية أبنائها. يقوم محاميها بتوظيفها كموظفة أرشيف في شركته الخاصة، وفي أثناء عملها تكتشف أسرار خطيرة متعلقة بمسؤولية شركة الغاز عن التسمم والأمراض القاتلة التي تصيب سكان المدينة، لتقرر خوض معركة قضائية ستقلب حياتها بشكل غير متوقع.


4. الجانب الأعمى

يعتبر الفيلم الدرامي "الجانب الأعمي The Blind Side" من أكثر إنتاجات السينما الأمريكية التي أبرزت العطاء الذي تبذله الأمهات، حتى لغير أبنائهن. يروي الفيلم قصة سيدة ثرية من ولاية تكساس تقرر تبنّي فتى فقير أسمر البشرة من خلال استضافته في منزلها الفخم ورعايته وتقديم كل الدعم له، حتى يصبح من نجوم كرة القدم الأمريكية. جسّدت بطولة الفيلم ساندرا بولوك، والتي نالت جائزة "الأوسكار" لأول مرة في حياتها عن ذلك الدور.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "Life".. أحد أكثر أفلام 2017 المنتظرة


5. العثور على أرض الخلود

رغم أنه لا يدور كلية حول شخصية الأم، إلا أن الفيلم الكلاسيكي "العثور على أرض الخلود Finding Neverland" نجح في االانضمام إلى أهم قوائم الأفلام ذات الشعبية في احتفالات عيد الأم، ولعل السر في ذلك أن العمل يتناول مفهوم العائلة بشكل عام.

الفيلم من إخراج الألماني مارك فورستر وقام ببطولته النجمان جوني ديب وكيت وينسليت، وتدور أحداثه في أوائل القرن العشرين، وهو مقتبس من أحداث حقيقية حول الكاتب الإسكتلندي جيه إم باري، الذي يتعرف عن طريق الصدفة بأسرة صغيرة مكونة من أرملة شابة وأبنائها الأربعة، الذين ينجحون في إلهامه بكتابة القصة الخالدة "بيتر بان"، ذلك الولد الشقي الذي يمكنه الطيران ولا يكبر، ويقضي طفولته الأبدية في مغامرات على أرض جزيرة نيفرلاند.

اقرأ/ي أيضًا: تجارة قرصنة الأفلام.. سينما بالمجان!

لاقي الفيلم نجاحًا كبيرًا على المستوى الجماهيري، كما نافس بقوة على جوائز الأوسكار وتم اختياره ضمن أهم أفلام عام 2004 على مستوى العالم.


6. غرفة

ربما يكون اختيار مثل هذا الفيلم غريبًا بعض الشيء في احتفالات عيد الأم، ولكن ماذا يمكن أن نقول عن فيلم لا يحتوى سوى ممثلين، أم وابنها، تجمعهما غرفة واحدة طوال الفيلم.

امرأة شابة (بري لارسون) تُختطف وتُغتصب وتُنجب طفلًا وتُحتجز داخل غرفة رفقة الطفل الوليد. يكبر الطفل وتكبر معه الأم. الغرفة بالنسبة للطفل جاك هي العالم بأكمله، وبدورها تحاول الأم مجاراة خيال صغيرها. ومثل الزيت والماء، يتداخل خيال جاك ورعب الأم أمام المشاهد، ولكنهما لا يمتزجان معًا .خلف جدران هذه الغرفة الضيقة عالم ينتظر الأم الشابة السجينة.

ربما يكون اختيار فيلم "room" غريبًا بعض الشيء في احتفالات عيد الأم، لكن ماذا يمكن أن نقول عن فيلم لا يحتوى سوى ممثلين، أم وابنها

 حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا على الصعيدين التجاري والنقدي، وهو من إخراج ليني أبراهامسن والقصة مقتبسة من رواية بنفس الاسم للكاتبة الأيرلندية إيما دونوهيو، وفازت الممثلة بري لارسون بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في الفيلم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أفلام عدي رشيد.. ترميم العراق بما تيسر

فيلم "Fences".. لعبة البيسبول الثقيلة