13-أغسطس-2018

خسرت الليرة التركية 50% من سعرها خلال سنة (Getty)

تواجه تركيا أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة، عقب فرض إدارة دونالد ترامب عقوبات اقتصادية كبيرة على أنقرة، وهو ما يجيء في مرحلة تعاني فيها تركيا أصلًا من تضخم اقتصادي، وهبوط حاد في سعر العملة المحلية. يقدم هذا التقرير المترجم عن  النسخة الدولية من صحيفة "الغارديان" البريطانية إجابات لأهم الأسئلة التي تخطر في بال القارئ حول هذا الملف.


تعاني الليرة التركية من انهيار قيمتها وتواجه صادراتها عقوبات أمريكية، وتتزايد نسبة التضخم لكن رئيسها ما زال يتسم بالجرأة. ما الذي يحدث إذن في البلد الذي يبلغ عدد سكانه 80 مليون نسمة ويعد حليفًا رئيسيًا في حلف الناتو؟

 خسرت الليرة خمس قيمتها مقابل الدولار في الأسبوع الماضي وحده. لكن حتى قبل الأزمة الحالية، حققت الليرة أسوأ أداء بين العملات في العالم

1. ما الذي حدث للعملة؟

 خسرت الليرة خمس قيمتها مقابل الدولار في الأسبوع الماضي وحده. لكن حتى قبل الأزمة الحالية، حققت الليرة أسوأ أداء بين العملات في العالم، حيث انخفضت قيمتها بمقدار 50% تقريبًا مقابل الدولار في الـ 12 شهرًا الأخيرة.

2. لماذا تتهاوى الليرة بهذه السرعة؟

 يواجه الاقتصاد التركي تحديات صعبة للغاية. يعاني اقتصادها من عجز في الميزان التجاري، بالإضافة إلى المستويات المرتفعة من ديون القطاع الخاص والقدر الكبير من التمويل الأجنبي في القطاع البنكي. وصل معدل التضخم السنوي إلى 15.9% في تموز/يوليو، وهو أكبر بخمسة أضعاف مقارنة بمتوسط معدل التضخم في الدول الغنية، ووصل اقتراض الحكومة بالعملة الأجنبية إلى مستويات خطيرة. وهناك مخاوف أيضًا من انفجار فقاعة قطاع الإنشاءات بعد سنوات من النمو الهائل، وهو ما سيضع البنوك أمام أزمة ديون متراكمة.

اقرأ/ي أيضًا: مأزق العلاقات الأمريكية - التركية.. خيارات أردوغان وقرارات ترامب

3. ما الذي أشعل هذه الأزمة الأخيرة؟

يوم الجمعة، أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه سيضاعف التعريفة الجمركية الأمريكية على واردات الحديد والألومنيوم التركية. وخلف هذا النزاع التجاري، تكمن أزمة احتجاز السلطات التركية للقس الإنجيلي أندرو برونسون. يواجه القس تهمًا بالتجسس والإرهاب بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016 وتبنى المحافظون الدينيون في الولايات المتحدة الأمريكية قضيته. وتفيد تقارير في تركيا بأن الولايات المتحدة حددت هذا الأسبوع موعدًا نهائيًا لإطلاق سراحه، إلا أن واشنطن لم تصدر تأكيدات بهذا الشأن.

4. أليست هذه مجرد أزمة محلية في تركيا ولا علاقة لها ببقية دول العالم؟

 لا، ليس وفقًا لرد فعل الأسواق العالمية. أدت الأزمة إلى تهاوي الأسواق الأوروبية بشكل حاد، حيث راودت المستثمرين مخاوف من انتقال عدوى هذه الأزمة الاقتصادية، خصوصًا بالنسبة للبنوك التي تتعامل مع العملة التركية. يوم الجمعة انخفض مؤشر FTSE بمقدار 75 نقطة، في حين أنهى مؤشر Dax الألماني تعاملاته بانخفاض بلغ 2%.  

5. هل ستكون هناك خطة إنقاذ لصندوق النقد الدولي؟

 يعتقد صندوق النقد الدولي أن تركيا تحظى بأقل مستويات الاحتياط النقدي بين اقتصاديات السوق النامية، وهو ما يجعلها أكثر عرضة لمخاطر المضاربة. لكن أردوغان أبدى مقاومة عنيدة لقرار رفع معدلات الفائدة لحماية العملة ومواجهة التضخم، وعلى الأرجح سيتردد في طلب مساعدة المجتمع الدولي. في هذه الأثناء تتزايد مخاوف بشأن التدخل السياسي في شؤون البنك المركزي المستقل، خصوصًا وقد عين الرئيس صهره وزيرًا للمالية.

6. لكن هل يعني هذا أن بالإمكان قضاء إجازات أقل تكلفة؟

 نعم، وفقًا لموقع حساب تكلفة المعيشة Numbeo، انخفض سعر الجعة في مدينة بودروم التركية من 2.60 جنيه استرليني إلى 1.60 جنيه استرليني، في حين أصبح بإمكان الزوجين الآن الاستمتاع بوجبة من ثلاثة أطباق بأقل من 10 جنيه استرليني في مطعم متوسط المستوى. وأصبح بإمكان المصطافين البريطانيين الحصول على 8.1 ليرة مقابل الجنيه الإسترليني، بعد أن  كان الجنيه الإسترليني يصرف بـ 6.4 ليرة قبل أسبوعين فقط.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الضدية الاقتصادية.. نموذجا مصر وتركيا

التجربة التركية.. الطبقة الوسطى في مواجهة العسكر