11-أبريل-2018

القراءة للأطفال أنجح الطرق لغرس حب القراءة في نفوسهم (Getty)

في السطور التالية ترجمة لمقال نشره موقع "The Conversation"، أعده أربعة خبراء في التعليم والتربية، يقدمون فيه نصائح هامة حول غرس حب القراءة في نفوس الأطفال، بالقراءة لهم، وكيفية جعل ممارسة القراءة للأطفال ممتعة، وأكثر إفادة.


القراءة لطفلك هي إحدى أنجح الطرق لغرس حب القراءة فيه. ومع ذلك، كشفت دراسة أخيرة أن ربع المشاركين فيها، في سن الدراسة الابتدائية، قالوا إن أحدًا لم يقرأ لهم في المنزل أبدًا.

تٌعد قراءة الآباء لأطفالهم، أنجح الطرق لغرس حب القراءة والاطلاع في الأطفال، ويخرجون منها بفوائد تعليمية واجتماعية وعاطفية

يستمتع الأطفال عادة بأن يقرأ أحد لهم، ويخرجون بفوائد تعليمية واجتماعية وعاطفية من هذه الممارسة. لكن العائلات مشغولة، وقد تطغى متطلبات الحياة اليومية على تخصيص وقت للقراءة للأطفال بصوت عال.

اقرأ/ي أيضًا: 5 نصائح مجربة لتربية طفل يحب القراءة

ولأن كثيرًا من الآباء لم يُقرأ لهم أيضًا وهم أطفال، لذلك ربما لا يمتلكون نموذجًا يتبعونه مع أطفالهم. لذا، ومع وضع هذه الأمور في الاعتبار، نقدم لك خمسة اقتراحات يمكنها أن تجعل من تجربة القراءة لأطفالك أمرًا ممتعًا ومريحًا وتعليميًا.

1. أعطِ الأمر كامل انتباهك

بالنسبة للكثيرين، فالليل هو أفضل وقت للقراءة لأطفالهم، بمجرد دخولهم إلى الفراش. ولكن إذا وجدت مزاج طفلك متقلبًا أو مُشتتًا في ذلك الوقت، أو حتى كنتَ تشعر أنت بالتعب، فربما عليك محاولة القراءة لطفلك في وقت مبكر من اليوم. 

وعمومًا، أيًا كان الوقت الذي تقرأ فيه، فمن المهم أن تعطي الكتاب وطفلك كل اهتمامك، فينبغي إطفاء الهواتف وأي أجهزة أخرى تُرسل إشعارات قد تشتت تركيزك. كما يجب أن يكون الجميع مرتاحين، وأن يربط الأطفال الوقت الذي يقضونه في القراءة بالمتعة.

ومن الأفضل قدر المستطاع، أن تكون القراءة لطفلك جزءً من النظام اليومي، إذ كلما قرأت له أكثر، كلما كانت الفوائد أكبر. كما أن القراءة للأطفال فرصة لتمثيل كيف تُنطق الكلمة المكتوبة، وفرصة أيضًا للترابط الأسري.

2. تفاعَل مع القصة

الأطفال عادةً لا يستمتعون بتوقف القصة كل بضع ثوانٍ لتتحقق من فهمهم لها، لذلك نقترح عليك إبقاء هذه الوقفات عند الحد الأدنى.

لكن التلخيص مفيد عند التقاط الكتاب مرة أخرى بعد أخذ فاصل، فإذا جعل الآباء أطفالهم يقدمون هذا التلخيص بطريقة سؤالهم: "إذن، إلى أين وصلنا؟"، فإن هذا سيتيح أيضًا أن تتأكد من فهمهم بشكل غير مباشر. ومن المفيد أيضًا إتاحة الفرصة لهم بالتوقع، كأن تقول: "ما الذي تعتقد أنه سيحدث بعد ذلك؟".

حين تقرأين لطفلك، ينبغي أن تعطيه كل انتباهك دون تشتت (Shutterstock)
حين تقرأين لطفلك، ينبغي أن تعطيه كل انتباهك دون تشتت (Shutterstock) 

مشاركة رأيك في الكتاب وتشجيع أطفالك على فعل ذلك، يحفز التفكير النقدي. وبإمكان هذه التقنيات وغيرها أن تعزز عملية التعلم والفهم، ولكنها لا يجب أن تُسبب إزعاجًا في سيولة القراءة، أو تحولها إلى اختبار.

يمكنك مشاركة مهمة القراءة نفسها مع أطفالك إذا أرادوا ذلك، كأن تعرض عليهم أن يقرؤا هم القصة عليك بصوت مرتفع، وهو ما يفيد في عدد من مهارات القراءة، مثل الفهم، والتعرف على الكلمات وبناء المفردات.

3. ليس هناك حد معين للسن

يمكنك البدء في القراءة لطفلك من بداية مرحلة الرضاعة لدعم قدراته اللغوية النامية، لذلك لا يوجد وقتٌ يُعد فيه البدء سابق لأوانه. يمكن للمهارات التي ينميها الأطفال الصغار وحتى الرُّضع من خلال تجارب القراءة المشتركة، أن تساعدهم في عملية تعلم القراءة والكتابة في سنوات دراستهم اللاحقة.

ليس هناك عمر محدد لتتوقف عنده عن القراءة لأطفالك، بل ينبغي الاستمرار في القراءة للأطفال لأطول فترة ممكنة

وتظل القراءة لأطفالك مهمة بعد السنوات الأولى أيضًا، مع توالي فوائد تطوير مهارات القراءة والكتابة والمهارات المعرفية، إذ ينبغي علينا الاستمرار في القراءة للأطفال لأطول فترة ممكنة، فلا يوجد سن تختفي فيه فوائد القراءة بالكامل.

اقرأ/ي أيضًا: 5 تطبيقات قصص أطفال مميزة

وهناك أبحاث أجريت مؤخرًا في بريطانيا، خلُصت إلى أن المراهقين الذين يواجهون صعوبةً في القراءة، يمكن أن يحققوا إنجازات ملحوظة من حيث الفهم، عندما تُقرأ لهم الكتب في المدرسة. ربما يرجع هذا إلى إتاحة الفرصة لهم بالاستمتاع بالكتب التي يصعب عليهم قراءتها وحدهم.

4. اختر كتابًا يستمتع كلاكما به

من المفيد اختيار كتابٍ يهمك أن وطفلك معًا. فالقراءة معًا هي فرصة رائعة لمشاركة شغفك بينما تُوسّع آفاق أطفالك من خلال اتخاذ خيارات متنوعة في الكتب.

ولا تتخوف من قراءة الكتب لأطفالك وهم صغار جدًا. فسيختلف العمر الذي تبدأ فيه هذا الأمر بناءً على مدى اهتمام طفلك، ولكن غالبًا يمكن البدء في هذا الأمر في سن ما قبل المدرسة.

وطالما أن القصة موضوع الكتاب ليست شديدة التعقيد، يُحب الأطفال أن يتم أخذهم إلى رحلة ممتعة في الكتب التي يصعب عليهم قراءتها وحدهم. ويساعد ذلك أيضًا في توسيع حصيلة مفردات الطفل، بالإضافة إلى الفوائد الأخرى.

ادفع أطفالك للمشاركة في عملية اختيار الكتاب (Shutterstock)
ادفع أطفالك للمشاركة في عملية اختيار الكتاب (Shutterstock)

إنها فكرة جيدة عمومًا أن تأخذ أطفالك إلى المكتبة وتريهم كيف تختار الكتب الشيقة للقراءة المشتركة، إذ تشير الأبحاث إلى أن العديد من الأطفال في المدارس الابتدائية والثانوية يرتبكون بسهولة عندما يحاولون اختيار كتبًا يقرأونها بشكل مستقل، لذا فإن مساعدتهم في ذلك هي مهارة ذات قيمة مؤثرة.

5. لا تقلق بشأن أسلوبك

لسنا جميعًا مأدو صوتٍ بارعون. ولكن لا ضرر في هذا. صحيح أنه من الرائع أن تعبر وتستخدم أصواتًا مختلفة لشخصيات الكتاب، لكن لن يكون الجميع قادرًا على القيام بذلك، ولا بأس في هذا.

لقد قابلنا أشخاصًا أثنوا على جهود آبائهم الذين لم يكونوا واثقين في قراءتهم، ولكنهم تفوقوا مع ذلك. على سبيل المثال، وصفت إحدى المشاركات في بحثٍ أجريناه مُؤخرًا، تجربة القراءة لها من قبل والدتها التي عانت من عُسر القراءة، بأنها كانت "ملهمة". هذه الأم وغيرها أثروا بالإيجاب في حب القراءة في أطفالهم عن طريق مثابرتهم.

القراءة للأطفال تمنح الآباء فرصة ثمينة للتمهل والاسترخاء ومشاركة عالم الكتب الرائع مع أطفالهم

أن يتم أخذك إلى واقع افتراضي لقصة ما، هو تجربة ممتعة لا تُنسى، وتبقى معنا إلى الأبد. كما أنّ القراءة بصوت عالٍ تمنح الآباء فرصة ثمينة للتمهل والاسترخاء ومشاركة عالم الكتب الرائع مع أطفالهم.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ما المهارات التي يحتاجها الطفل ليكون جاهزًا لوظائف المستقبل؟

"أنا عربي".. قصص مصورة للأطفال المغتربين