05-ديسمبر-2019

الفنان شعبان عبد الرحيم

رحل المغني الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم عن عالمنا في 3 كانون الأول/ديسمبر الحالي عن عمر يناهز 62 عامًا، تاركًا وراءه إثرا فنيًا قد يعد ثمينًا لدى البعض، وقد يعد هراءًا لدى البعض الآخر، لتبقى سيرته حاضرة ومثيرة للجدل على الدوام.

على مدار مسيرته الفنية قدم عبد الرحيم العديد من الألبومات الغنائية التي لا تخلو من رسائل سياسية، وكانت هي السبب في شهرته الواسعة، كما حل ضيفًا على العديد من البرامج الحوارية التليفزيونية التي أدلي خلالها بتصريحات تسببت في جدل واسع جعله لا يغيب عن حديث الشارع المصري والعربي أبدًا، خاصة مع شخصيته الغرائبية التي لم تتغير بدخوله إلى الوسط الفني.

قدّم شعبان عبد الرحيم نموذج رجل الشارع المصري "ابن البلد"، بلغته البسيطة المفهومة للعوام، وبملابسه الشعبية رغم غلاء ثمنها، آراء رجعية في معظمها لاقت رواجًا كبيرًا لدى أبناء الأحياء الشعبية البسيطة، بوصفه واحدًأ منهم، يتحدث لغتهم وينطق بلسانهم، بثقافة محدودة ومقدرة على الإستشهاد بالآيات والأحاديث وذكر للقضية الفلسطينية، كل تلك العوامل ساهمت في تكوين قيمة عبد الرحيم الجماهيرية الكبيرة التى ربما تفوق قيمته الفنية.

كما قدّم عددًا من الأفلام التي يعد بعضها من علامات السينما المصرية، تنوعت الموضوعات التي قدمها بين الكوميدي والجاد لكن حضوره كان طاغيًا دومًا على الشخصية التي يقدمها، لأول مرة يتضح للمشاهد أن شعبان عبد الرحيم يجيد التمثيل ولكنه يظل هو، بنبرة صوته المميزة وبطريقته في الحركة وبلهجته العفوية التى لا تتغير حتى ولو أدى دور أحد أمراء الأسرة العلوية، فقط هو ابن الحارة المصرية الذي لا يعرف رداءًا غير هذا ليردتيه.

نستعرض فيما يلي أهم هذه الأفلام.


عفاريت الأسفلت

تدور أحداث الفيلم حول عوالم سائقي الميكروباص بكل ما تحتوي من زخم وحيوية، وعبر أحداث الفيلم يقع كل الأبطال في شبكة من العلاقات المحرمة لا بداية لها ولا نهاية.

هذا الفيلم الذي تم إنتاجه عام 1996 هو أول أفلام شعبان عبد الرحيم، ويعد البوابة التي دخل منها إلى آفاق السينما الواسعة، ليظل على ظهور دائم بالشاشة الكبيرة ولمدة 20 عامًا.

الفيلم من إخراج أسامة فوزي، من سيناريو وحوار مصطفى ذكرى، ومن بطولة محمود حميدة وسلوى خطاب وجميل راتب وحسن حسني.

مواطن ومخبر وحرامي

يعد هذا الفيلم الأكثر تميزًا بين أفلام شعبان عبد الرحيم على الإطلاق، حيث قدّم من خلاله شخصية الحرامي المثقف ببراعة واقتدار، على الرغم مما تحمل هذه الشخصيات من تناقضات واختلافات.

تدور أحداث الفيلم حول ثلاثة أشخاص، المواطن المثقف سليم (خالد أبو النجا) والذي يمثل الطبقة البرجوازية المصرية بكل تكويناتها المعقدة، والذي تجمعه علاقة صداقه بالمخبر فتحي (صلاح عبد الله)، الذي يتعرف عليه أثناء قيامه بالإبلاغ عن سرقة سيارته فيساعده على العثور عليها، من ثم تنشأ علاقة صداقة بينهما، على إثرها يقوم فتحي بجلب الخادمة حياة إلى سليم، تنشأ علاقة بين المواطن والخادمة، وهنا يخرج الحرامي شريف المرجوشي (شعبان عبد الرحيم) من السجن.

تربط شريف علاقة قديمة مع حياة، والتي تقرّر سرقة منزل سليم ومن ثم تأتي بحصيلة سرقتها إلى شريف، يتصل سليم بالمخبر فتحي فيعثر على حياة وشريف، ويعيد إليه المسروقات كاملة، باستثناء رواية كتبها، يطلب شريف لقاء سليم ليتحدث معه بشأنها، ومن هنا تنشأ بينهم علاقة خاصة تكون نواة تحول الأحداث، لتتضح الرؤية  بخصوص علاقة أضلاع المثلث الثلاثة، المواطن والمخبر والحرامي.

قصد المخرج داوود عبد السيد تقديم كافة أطياف الشعب المصري من خلال الشخصيات الثلاثة، والذين تشير رمزيتهم إلى تمثيل كافة طبقات المجتمع المصري، ليجيبوا سويًا عن سؤال ما الذي سيحدث إن أزيلت الفوارق بين الطبقات، تحدث كل هذه الصراعات بينما تلعب موسيقي راجح داوود راجح دورًا خفيَا في أحداث الفيلم.

الفيلم من إخراج وتأليف داوود عبد السيد، ومن بطولة خالد أبو النجا وصلاح عبد الله وشعبان عبد الرحيم وهند صبري.

رشة جريئة

تدور أحداث الفيلم حول عوالم التمثيل، سلماوي (أشرف عبد الباقي) وميما (ياسمين عبد العزيز) يحاولان الالتحاق بمعهد التمثيل لكنهما يفأجان باختبارات القبول المعقدة، فيقرران الابتعاد عن المعهد والبحث عن بوابة أخرى للدخول إلى عوالم التمثيل، لكنهما يصطدمان بصعوبة الدخول إلى هذا العالم.

يناقش الفيلم قضية صعوبة الدخول إلى عوالم الوسط الفني التي يعرف عنها الإنغلاق والشللية، عبر مجموعة من المغامرات التي يغلب عليها الطابع الكوميدي، مع كل محاولة فاشلة يتجدد أمل سلماوي وميما ويستمران فى محاولاتهما، يظهر شعبان عبد الرحيم في الفيلم بشخصيته الحقيقية.

الفيلم من إخراج سعيد حامد، ومن تأليف ماهر عواد، ومن بطولة أشرف عبد الباقي وياسمين عبد العزيز ولطفي لبيب وسامي العدل.

فلاح في الكونجرس

سعداوي (شعبان عبد الرحيم) فلاح بسيط ذو طموحات غير محدودة، يهرب هو وزوجته من ضيق القرية إلى رحابة المدينة، يمارس أشكالًا مختلفة من النصب والاحتيال يكون ثروة على إثرها، لكن حلم السفر إلى أمريكا يراوده على الدوام.

يصطدم بوجدي عضو الكونجرس السابق الذي يري في ثروة سعداوي مطمعا بينما يرى فيه سعداوى أمله الوحيد للسفر إلى أمريكا، يتمكن وجدي من الظفر بأموال سعداوي والهروب إلى أمريكا، ليسافر سعداوي خلفه أملًا في استعادة أمواله.

الفيلم من إخراج فهمي الشرقاوي، من سيناريو وحوار حمدي يوسف وشريف عبد العظيم، ومن بطولة يوسف داوود وحسن كامي وخالد سرحان وعبير صبري.

طاطا نام.. طاطا قام

عبر أجواء كوميدية للغاية، يعمل طاطا (شريف نجم) في أحد الملاهي الليلية، لكنه سرعان ما يتم طرده من العمل، ليستغيث بخاله (شعبان عبد الرحيم) المطرب المغمور وكومبارس السينما، يقوم طاطا بأداء دور ظابط في أحد الأفلام، يحدث خطأ أثناء التصوير فيعتقد الجميع أن طاطا ضابط شرطة حقيقي، لتتوالي الأحداث بعد ذلك.

الفيلم من إخراج كريم ضياء الدين، من سيناريو وحوار أيمن سيد وشريف محمد، ومن بطولة عمرو عبد الجليل وشريف نجم وميمي جمال وعبد الله مشرف.

اقرأ/ي أيضًا:

رحيل قاسم عبد الرحيم.. حياة شعبولا "بس خلاص"

5 من أفلام فؤاد المهندس.. الكوميديا لا تموت أبدًا