31-يوليو-2017

لا أحد يختلف بأن الشتيمة واللسان البذيء أمر قبيح وسوقي (Getty)

لقد تعلمنا ونحن أطفال، وكثيرًا ما نسمع المواعظ حتى الآن، عن الشتائم والسباب، وأن ذلك عيب وغير لائق، حتى لو كنت غاضبًا أو متوترًا، وأن شتم الآخرين يدل على تدنّي المكانة وانحطاط الأخلاق.

لكن يبدو أن لعادة الشتم هذه آثارًا إيجابية على العديد من المستويات، نفسيًا وعاطفيًا واجتماعيًا أيضًا، والسر في فعاليتها هو أنها ببساطة، غير ملائمة.

قد يساعد إلقاء الشتائم في منح الشعور بالسيطرة والتحكم في موقف ما

تشير بعض الأبحاث إلى أن قاموس الشتائم لدى الأطفال يتطور في سن مبكرة جدًا، 6 سنوات أو أقل، وأن هذه العادة قد تطورت ربما لدى الإنسان لتخدمه في عدة جوانب مهمة، سنذكر هنا 5 منها:

1. زيادة القدرة على تحمل الألم
لقد اكتشف الباحث ريتشارد ستيفنز من جامعة كيل البريطانية أن الأشخاص الذين يشتمون أكثر قدرة من غيرهم على تحمل الألم بمقدار الضعف، وهذه ملاحظة تسري على الأشخاص الذين يشتمون بشكل معتدل، وليس على الأشخاص الذين يشتمون ما داموا يتحدثون، لأن الشتم بالنسبة إليهم لم يعد يؤدي مهمته في رفع مستوى الأدرينالين في أجسادهم.

2. القوة والسيطرة
قد يساعد إلقاء الشتائم على منح الشعور بالسيطرة والتحكم في موقف ما. فالشتيمة تعني، لنا على الأقل، أننا لسنا مجرد ضحايا نتخذ موقفًا سلبيًا حيال ما يحدث حولنا، وأننا مستعدون لاتخاذ موقف والتعبير على الأقل عن ذلك.

وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الثقة بالنفس وتقديرها، كما قد يدفع نحو اتخاذ الإجراء المطلوب دون تأخير.

اقرأ/ي أيضًا: كيف تتخلص من الضحك الزائد؟

يقول مارك توين: "حين تغضب، تمهل قليلًا، وحين يشتاط بك الغضب، أطلق لسانك بالشتائم".

3. الفكاهة
حين تخرج منك شتيمة وأنت حول الأصدقاء (ليس شتيمة على الأصدقاء!) فإن ذلك قد يدفعهم للضحك، خاصة أن إلقاء الشتائم قد يخفف من التوتر ويحد من القيود التي يفرضها جو اجتماعي معين في مناسبة ما.

4. تعزيز الانتماء والترابط الاجتماعي
في بعض الحالات قد تجد أن إطلاق الشتائم يعزز من ارتباطك الاجتماعي بمجموعة معينة من الناس وشعورك بالراحة معهم، كما أن الشتيمة قد تعطي انطباعًا لدى الآخرين بأنك واضح ومنفتح ومتواضع وتمتلك حس الفكاهة.

في بعض الحالات قد تجد أن إطلاق الشتائم يعزز من ارتباطك الاجتماعي بمجموعة معينة من الناس وشعورك بالراحة معهم

5. الصحة النفسية والجسدية
هناك فوائد صحية عديدة لاستخدام الشتائم، منها تنشيط الدورة الدموية وزيادة إفراز هرمون الإندورفين، كما أنه يساعد على استعادة الشعور بالهدوء والسيطرة.

كل ما سبق لا يشكل بالتأكيد دعوة أو تشجيعًا على الشتائم وممارسة هذه العادة، ولكن المقصود منها عدم الشعور بالارتباك وتأنيب الضمير إن خرجت منك شتيمة في موقف ما إن كان الأمر يستدعي ذلك، بالإضافة إلى عدم إلقاء الأحكام على الآخرين في حال صدرت منهم شتيمة ما أمامك.

فلا أحد يختلف بأن الشتيمة واللسان البذيء أمر قبيح وسوقي، وقد يعود عليك بضرر كبير إن خرج عن السيطرة، على المستوى النفسي والاجتماعي كما هو معروف.

المصدر: نيويورك تايمز بتصرف.

اقرأ/ي أيضًا:

8 طرق فعالة للتخلص من الهم والحزن

كيف تتعامل مع شخص يستفزك؟